رفيق الشلي كاتب الدولة للشؤون الأمنية سابقا لـ«المغرب»: كتيبة عقبة بن نافع عززت صفوفها بعد القضاء على 6 من قياداتها.. والحلّ في الطائرات المروحية الهجومية

• لا بدّ من توفير سيارات مصفحة مضادة للألغام ومزيد تطوير الإستراتيجية الوطنية لمكافحة الإرهاب
بعد سنة من القضاء على قياداتها الأولى على غرار لقمان أبو صخر ومراد الغرسلي وحكيم الحزي وراغب الحناشي وإعلان وزير الداخلية السابق ناجم الغرسلي القضاء على 90 % من عناصرها، عادت كتيبة عقبة بن نافع بتاريخ 29 أوت المنقضي

لتستهدف تشكيلة عسكرية في جبل سمامة من ولاية القصرين التي أسفرت عن استشهاد 3 عسكريين، في أول ردّ لها بأنها مازالت موجودة وأنها تمكنت خلال تلك الفترة من تعزيز صفوفها من الناحية البشرية والمادية واللوجستية والتجهيزات العسكرية، علما وأن هذه الكتيبة متحصنة بجبل الشعانبي منذ سنة 2012.

أعلن وزير الداخلية السابق في جويلية 2015 القضاء على معظم قيادات كتيبة عقبة بن نافع، خلال عملية أمنية نُفذت ضد عناصر إرهابية بجبال عرباطة بولاية قفصة، على مراد الغرسلي المكنى بأبي البراء الذي خلف لقمان أبو صخر في قيادة التنظيم، بعد مقتل الأخير في عملية أمنية مماثلة في مارس2015.

تعزيز بعد الاهتزاز
أكد رفيق الشلي كاتب الدولة للشؤون الأمنية سابقا لـ»المغرب» أن عملية القصرين في الواقع هي من العمليات المنتظرة طالما أن المجموعات الإرهابية مازالت متمركزة في المرتفعات الجبلية ولو أنها توارت في فترة من الفترات وذلك لتعزيز صفوفها بشريا وماديا ولوجستيا واسترجاع قوتها، مشيرا إلى أن كتيبة عقبة بن نافع قد تلقت ضربات موجعة خلال عملية القضاء على قائدها لقمان أبو صخر وتمّ القضاء أيضا خلالها أيضا على 5 من قياداتها واهتزت بفقدانها لمصادر قواها.
الشلي أوضح أيضا أن عملية أمنية استباقية استخبارتية وبتنسيق كبير بين مختلف الوحدات الأمنية، شرطة وحرس، نفذت في فترة سابقة وتمّ القضاء خلالها على العنصر الإرهابي الخطير مراد الغرسلي وأتباعه، بذلك فإن كتيبة عقبة بن نافع خلال تلك الفترة تكاد تكون انتهت ولم يتبق منها سواء بعض العناصر ولكن القيادات الكبرى تمّ القضاء عليها جميعا، مشددا على أنه طالما لم يتم «تنظيف» المرتفعات الجبلية من هذه العناصر خاصة سمامة والشعانبي، تتمركز فيهما كتيبة عقبة بن نافع، فإن الخطر مازال محدقا بالبلاد، حيث أن هذه الكتيبة قد تمكنت من تغذية وتعزيز صفوفها بعناصر من الشباب التونسي الذي تمّ استقطابه سواء في المساجد أو في مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من الوسائل لتلتحق بهم في الجبال. كما أفاد أن الربط بين المرتفعات الجبلية التونسية مع مرتفعات الجبال الجزائرية يعدّ بوابة لتسلل عناصر إرهابية جزائرية قيادية والتحاقها بتنظيم عقبة بن نافع.

الإرهابيون يدفنون جثث عناصرهم
بعد تعزيز هذه الكتيبة لصفوفها ورغم العمل الجبار الذي يقوم به الجيش الوطني للتصدي لها مع اعتبار أن مرتفعات القصرين منطقة عسكرية، فإن هذه المجموعات باقية وتتمدد ولذلك وفق تعبير الشلي لا بدّ من مزيد تطوير الإستراتيجية العسكرية للتصدي لهذه المجموعات الإرهابية حتى يقع تنظيف هذه المرتفعات وحينها يمكن القول إن هذه الكتيبة قد انتهت، مشددا على أن عدد العناصر المتمركزة في الجبال ليس كبيرا، لا يتجاوز 120 عنصرا، بين الشعانبي وسمامة والمغيلة، ورغم ذلك فإنها تنشط وتتلقى الدعم من طرف الخلايا الإرهابية، حتى أنهم عند القضاء على عدد منهم يقومون بدفن الجثث كي لا يظهروا ضعفهم ولهذا السبب لا يمكن معرفة العدد الجملي والدقيق للعناصر الإرهابية التي تمّ القضاء عليها.

سيارات مصفحة مضادة للألغام
الشلي أشار أيضا إلى أنه لا بدّ من أن تتحصل القوات العسكرية على الإمكانيات الضرورية على غرار الطائرات المروحية الهجومية والتي بإمكانها الخروج في أي وقت، هذه الطائرات سيكون لها دور كبير للقضاء على الإرهابيين في المرتفعات الجبلية لكنها مازالت لم تصل بعد من أمريكا، حسب طلب كانت قد تقدمت به البلاد منذ فترة، إلى جانب مزيد تطوير الإستراتيجية الوطنية لمكافحة الإرهاب حسب الخطر المحدق بالبلاد والتهديدات. وبين الشلي أنه بات من الضروري وبسبب الألغام الموجودة في الجبال توفير سيارات مصفحة ذات درجة عالية مضادة للألغام، فمحاربة الإرهاب تتطلب نفسا طويلا وتجهيزات عسكرية متطورة جدا جماعية أو خصوصية فردية وإمكانيات مالية وبشرية كبيرة، فالحرب على الإرهاب تستدعي جاهزية متواصلة مع ضرورة الاهتمام ومراقبة الشباب التونسي وتوعيته من هذا الخطر الإرهابي والحوارات المفتوحة التي تقوم بها وزارة الشؤون الدينية محتشمة ولذلك لا بدّ من وضع إستراتيجية أخرى لتوعية الشباب وتحصينه من العناصر التكفيرية التي تحاول استقطابه والتأثير عليه ومن خطابها المتشدد، هذه النقطة على الحكومة الحالية أن تضعها في أولويات حربها على الإرهاب.

خلية المنيهلة كانت تخطط لتنفيذ عمليات إرهابية خلال شهر رمضان
كتيبة عقبة بن نافع التابعة لتنظيم القاعدة ليست وحدها التي تمثل خطرا في البلاد بل كذلك الكتائب التابعة لتنظيم «داعش» الإرهابي المتمركزة خاصة في جبال المغيلة والحريش، مناطق تحرك تنظيم جند الخلافة، وفق الشلي، الذي اعتبر أيضا أن الوضع الأمني في تحسن كبير وذلك بفضل اليقظة الأمنية وكذلك تعزيز القدرات الأمنية من الناحية البشرية، حيث تمّ بين سنتي 2015 و2016 مضاعفة الانتدابات سواء في الشرطة أو الحرس أو الجيش إلى جانب إعادة النظر في عملية التكوين في إطار إصلاح المنظومة الأمنية والتجهيزات الأمنية التي وقع توفيرها مع تطوير العمل الاستعلاماتي والاستخباراتي والذي بفضلها نفذت الوحدات الأمنية والعسكرية عمليات أمنية استباقية ناجحة وتفكيك عدد كبير من الخلايا الإرهابية خاصة الخلايا التي تخطط لتنفيذ عمليات إرهابية بعدد من المناطق، هذا ومكنت أيضا

العناصر التي تمّ إيقافها من الحصول على كنز من المعلومات، وبفضلها تمّ الكشف عن العديد من مخازن الأسلحة والخلايا على غرار الخلية الإرهابية بالمنيهلة والتي لها علاقة بخلية تطاوين، هذه الخلية كانت تخطط لتنفيذ عمليات إرهابية خلال شهر رمضان، نجاجات أمنية ساهمت في اهتزاز قوة ونفوذ العناصر الإرهابية وقد أرادت أن تقول إنها مازالت موجودة ومازالت تنشط عبر عملية القصرين، وهذا ما يتطلب مواصلة اليقظة الأمنية والجاهزية المتواصلة مع تحسيس المواطنين بضرورة معاضدة جهود الوحدات الأمنية للتصدي لخطر الإرهاب. ويذكر أن وحدات الحرس الوطني كانت قد قامت يوم 11 ماي 2016 بعملية أمنية استباقية بجهة المنيهلة من ولاية أريانة تمكنت خلالها من القضاء على عنصرين إرهابيين خطيرين مفتش عنهما والقبض على عنصر إرهابي مفتش عنه إلى جانب إيقاف العنصر الإرهابي الخطير عادل الغندري.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115