تجاه الحكومة في علاقة بقانون المالية لسنة 2018، فهي وفي كل مؤتمر جهوي تستنجد بمعجم لغوي وحيد يعبر عن الغضب من الحكومة ويجدد رفض الاتحاد تحميل المؤسسة الاقتصادية تبعات الوضع الاقتصادي الصعب من خلال إثقال كاهلها بضغوطات جديدة وهو ما يمكن أن يهدد ديمومتها ووجودها ولا بدّ من العمل على تدارك ذلك.
16 مؤتمرا جهويا عقدته منظمة الأعراف إلى حدّ كتابة هذه الأسطر وذلك في إطار الاستعداد لمؤتمرها الوطني الذي لم يعد يفصلنا عن موعده إلا أسابيع قليلة، (17 جانفي 2018) مؤتمرات جهوية بلغت المنافسة والتوترات فيها أشدها وخاصة في المؤتمر الجهوي بباجة الذي تجاوزت فيه المنافسة حدودها وأجبرت رئيسة المنظمة وداد بوشماوي على مغادرة ومقاطعة المؤتمر دون مواصلة إجراء الانتخابات في انتظار اجتماع المكتب التنفيذي من أجل إيجاد حل لذلك ووفقا للقوانين المعمول بها في اتحاد الأعراف.
الاتحاد.. شريك في وثيقة قرطاج
في كل مؤتمر جهوي أشرفت عليه وداد بوشماوي بنفسها إلاّ وتحدثت خلاله عن التجاذبات السياسية وسعي بعض الأطراف إلى الزّج بمنظمة الأعراف في هذه التجاذبات إلى جانب مواصلة توجيه الانتقادات آخرها كان يوم أمس على هامش المؤتمر الجهوي ببنزرت الذي عقد تحت شعار «الدفاع عن مصالح وديمومة المؤسسة دعامة للاقتصاد الوطني»، شددت خلاله بوشماوي على أنه تمت إضافة فصول صلب قانون المالية لا علم لها بها رغم أن الاتحاد هو شريك في وثيقة قرطاج وأن عمل المنظمة منصب على الفعل التنموي والدفاع عن المؤسسة الملتزمة بالضوابط القانونية، وليس لها أي انتماء سياسي. كما أوضحت أنه إزاء تفاقم المصاعب وتراجع المؤشرات الاقتصادية وضعف نسبة النمو فإن الحل بالنسبة لتونس هو في توفير المناخ المناسب لدفع الاستثمار وتشجيع المبادرة الخاصة لأن خلق الثروة وتحقيق نسبة نمو محترمة هو الكفيل وحده بالاستجابة لطلبات التشغيل وكذلك تحسين مداخيل الدولة، مضيفة أنّ انتهاج سياسة توظيف أداءات جديدة على المؤسسة المنظمة وعدم العمل على توسيع قاعدة المطالبين بالجباية يمثل خطرا على المؤسسات وعلى ديمومتها فضلا على أن المراهنة على تحسين المداخيل بالاعتماد على الزيادة في أداءات القطاع المنظم ليس مضمون النتائج من حيث الموارد . ودعت إلى التصدي الجدي للتهريب والتجارة الموازية وتحسين الخدمات اللوجستية في الموانئ التونسية وخاصة ميناء رادس الذي يتسبب سنويا في خسائر كبيرة كان يمكن أن تحسن من مداخيل الدولة .
تجنب التجاذبات السياسية
رئيسة اتحاد الأعراف أكدت أيضا على هامش هذا المؤتمر أن تونس بحاجة اليوم إلى تجنب التجاذبات السياسية والاهتمام بالملف الاقتصادي وإطلاق الإصلاحات الكبرى وكذلك العمل على تكريس مناخ اجتماعي سليم يحفظ حقوق كل الأطراف وكذلك إلى فرض سلطة القانون وإعادة الاعتبار لقيمة العمل وتحسين الإنتاجية. نفس التصريحات كانت قد أكدتها على هامش المؤتمر الجهوي بزغوان بإشارتها إلى الضرر الذي لحق المؤسسات بسبب ارتفاع الضغط الجبائي، قائلة إن الاتحاد مع العدالة الجبائية ولكنه يرفض أن تدفع المؤسسة المنظمة وحدها ثمن الصعوبات المالية التي تتخبط فيها البلاد، داعية إلى حسن إدارة المؤسسات العمومية التي تكلف المجموعة الوطنية خسائر طائلة كل سنة وهو ما يجب العمل على إصلاحه بكل شجاعة وبعيدا عن الحسابات السياسية الضيقة ودون أي خطوط حمراء. أما في المؤتمر الجهوي بأريانة فقد أكدت أن الفترة المنقضية تفاقمت فيها المشاكل على كل المستويات، وشهدت عدم استقرار في القوانين وفي الإدارة بحكم تعاقب العديد من الحكومات، وشددت على أن الاتحاد حاول قدر الإمكان الدفع نحو تحسين مناخ الأعمال وتنقية المناخ الاجتماعي وإنعاش الاقتصاد، وأنه لم يلق أحيانا التجاوب المطلوب من السلطات المعنية مما جعل بعض الملفات الاقتصادية الحيوية تشهد بطئا.
مكتب تنفيذي للنظر في إشكالية مؤتمر باجة
لئن نجحت منظمة الأعراف في انتخاب أعضاء المكاتب التنفيذية الجهوية في عدة ولايات فإنها فشلت في ذلك في ولاية باجة، حيث شهد هذا المؤتمر بعض التوترات على مستوى المرشحين انتهى بمغادرة وداد بوشماوي المؤتمر ومقاطعة أشغاله، تصرف أثار استياء قواعد الاتحاد الجهوي واعتبروه اهانة حقيقية للجهة، من جهتها أوضحت رئيسة المنظمة أنها تكن كل الاحترام إلى كل أهالي باجة وتعتبر ما قامت به مجموعة محدودة جدا في مؤتمر الاتحاد الجهوي بباجة لا يمثل باجة. كما أكدت أنها ترفض خطاب اللعب على النعرات الجهوية والخطاب الشعبوي غير المسؤول . واستغربت القول بأن باجة لن تكون ممثلة في المؤتمر الوطني وهو أمر غير صحيح مطلقا على حد تعبيرها، حيث أن الهياكل التي تمثل باجة ستكون حاضرة في المؤتمر.. وأكدت أنها اضطرت لمغادرة قاعة المؤتمر بعد تعمد هذه المجموعة إثارة الفوضى وتعطيل أشغال المؤتمر .
6 جامعات تعقد مؤتمراتها
المؤتمرات الجهوية مازالت متواصلة ولم يتبق غير 8 مؤتمرات، كان من المفروض حسب الروزنامة المحددة سابقا أن يتم استكمالها يوم 28 ديسمبر الجاري في صفاقس لكن تمّ تأجيل الموعد إلى الأسبوع الأول من شهر جانفي المقبل مازال التاريخ لم يحدد بعد، علما وأنه بالتوازي مع المؤتمرات الجهوية عقدت 6 جامعات مؤتمراتها من جملة 18 جامعة، وهي جامعة الأثاث والخشب وجامعة الكيمياء وجامعة النقل وجامعة الإلكترونيك وجامعة المقاولات والأشغال العامة وجامعة تكنولوجيات الاتصال في انتظار استكمال بقية المؤتمرات إلى جانب مؤتمرات الاتحادات الجهوية المتبقية، ومن المنتظر أن يعقد اليوم مؤتمر سيدي بوزيد.
الفرز قبل المؤتمر بأسبوعين
وبالنسبة للترشحات لعضوية المكتب التنفيذي، حسب تصريح رئيس لجنة الأخلاقيات والطعونات محمد عشاب لـ«المغرب» فإن اللجنة لم تنطلق بعد في عملية الفرز باعتبار أنها تتم قبل أسبوعين من تاريخ انعقاد المؤتمر الوطني أي في بداية شهر جانفي المقبل، مشيرا إلى أن اللجنة لا علم لها بعدد الملفات المترشحة باعتبار أنها توجه إلى مكتب الضبط بمنظمة الأعراف وحسب الرقم الأخير الذي قدمه المكتب فقد بلغت مبدئيا 142 ترشحا.
وداد بوشماوي قدمت ترشحها للمرة الثالثة على التوالي ولكن الإبقاء عليه أو سحبه سيكشف في نهاية الشهر الجاري وبالتحديد قبل الانطلاق في عمليات الفرز، ذلك أنه عند الانطلاق في العملية لا يمكن لأي مرشح سحب ترشحه، علما وأن بوشماوي قد رفضت ترشحها لرئاسة الاتحاد من أجل المتوسط، مع الإشارة إلى أن هذا الترشح يكون باسم الشخص ولا علاقة له بالصفة التي يشغلها.
الأيام القادمة ستحمل العديد من المفاجآت خاصة بالنسبة للمتنافسين على عضوية المكتب التنفيذي الذي ترشح له أكثر من 140 شخصا والحال أنه سيتم فقط اختيار 31 عضوا.