بمناسبة إحياء الذكرى 170 لالغاء العبودية في تونس: ندوة صحفية في العاصمة بعنوان « هنري دينون وإلغاء العبودية»

نظمت المكتبة الوطنية والهلال الاحمر التونسي بالتعاون مع جمعية «هنري دينون»، أمس الثلاثاء بمقر المكتبة، ندوة صحفية بعنوان «هنري دينون والغاء العبودية في تونس سنة 1846» وذلك بمناسبة إحياء الذكرى 170 لالغاء العبودية في تونس ومرور ستين سنة على تاسيس الهلال الاحمر التونسي.

وفي تقديمه لجمعية «هنري دينون» أوضح رئيسها روجي ديران، انها تاسست سنة 1975 وتحمل اسم الكاتب والناشط السويسري في المجال الانساني، المولود سنة 1828، والذي خصص عددا كبيرا من كتبه لنشر فكر اخلاقيات العمل الانساني، وعرف بفكره الذي يناهض كل ما يتعارض مع الانسانية، وهو مؤسس الصليب الاحمر الدولي ومتحصل على جائزة نوبل للسلام سنة 1901، مشيرا إلى أنها تهتم بنشر فكر هذا الكاتب وتوجهاته.

وفي مداخلة بعنوان «الاسلام و الغاء العبودية في تونس من منظور هنري دينون»، أشار الصحفي ورئيس تحرير الجريدة اليومية «المغرب» زياد كريشان، ان هذا الكاتب خصص محورا كاملا من كتابه «مذكرة حول الحكم في تونس» الذي ألفه خلال زيارته لتونس (من سنة 1856 الى 1857)، لوصف المدينة التونسية وتاريخها وتشبث سكانها بالاقبال على الحياة، من ناحية، وتحليهم بالاخلاق الاسلامية، من ناحية اخرى ، معبرا عن انبهاره بـ «جاذبية «هذه المدينة» و وبـ «تحضرها» انذاك .

وفي وصفه للعبودية في تونس قبل إلغائها، اكد الكاتب أن معاملة الاهالي للعبيد كانت تتحلى «بالكثير من الانسانية واللطف والعطف»، التي لم ترتق إليها الولايات المتحدة الامريكية في تعاملها مع عبيدها في تلك الفترة ، مشيرا إلى أن البعد الديني وانتشار القيم الاسلامية مهدا بشكل كبير لالغاء العبودية في تونس.

من جانبه، أكد المؤرخ والاستاذ الجامعي عبد الحميد لرقش في مداخلة بعنوان «إلغاء العبودية في تونس سنة 1846»، أن إلغاء الرق بتونس جاء نتيجة قراءة في الظرفية المتوسطية وتفاعل النخب المحلية مع الافكار الليبرالية المتداولة في البحر المتوسط ومنها دور الجمعيات الناشطة في مجال الغاء الرق التي انطلقت خاصة من جزيرة مالطا، فضلا عن الوعي السياسي لاحمد باي بخطورة استغلال العبيد وتوظيفهم من طرف القناصل الاوروبيين في تونس.

وأبرز، في ذات السياق، الدور الكبير الذي اضطلعت به النخب الدينية في نشر قراءة تحريرية للاسلام وخاصة دور الشيخ ابراهيم الرياحي الذي وصفه بـ«الريادي» والذي كان انذاك من «الأعلام» الدينية ويمثل «الأسوة» لمن حوله من المسلمين، فكانت مساندته لموقف احمد باي في القضاء على الرق، «مهمة جدا» في تلك الفترة، وفق تعبيره.

يذكر انه تم على هامش هذه الندوة تنظيم معرض للكتب التي نشرت، في تلك الحقبة، حول الغاء العبودية في تونس، كما عرضت نسخ لعدة وثائق تؤرخ لتلك الفترة اهمها نص امر الباي بالغاء الرق نهائيا ورسائل وشهادات استحسان موجهة الى الباي بمناسبة الغاء الرق ونماذج من حجج عتق العبيد ومراسلات حول مكافحة اتجار القبائل بالعبيد وعدم احترام ابطال الرق.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115