هويتنا الدينيّة: أئمة صلاة التراويح بالمساجد والجوامع التونسية (1)

نبذة عن ذكر جماعة من جهابذة القـرّاء والمقرئيـن الذين كانوا يؤمون المصلّين في صلاة التراويح بالمساجد والجوامع التونسية، كالسرتي،

وابن بدال، وإبراهيم الجمل الذي كان يصلي في كل ليلة بروايةـ ومحمد ناجي الذي صلى بالناس التراويح ولم يكرره مذ تسعة سنوات، والشيخ مصطفى العلاني إمام القيروان الحضارة وغيرهم كثير.. نذكر قصتهم مع صلاة التراويح في هذا المقال للمؤانسة في هذه الليالي التي كل الناس فيها أيمة وقراء في الديار والبيوت {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ} ولله الحمد والمنة:

(1) خَلَف أبو سعيد السّرتيّ:
هو خلف بن محمّد بن جرير، أبو سعيد السّرتيّ اليحصبيّ. الفقيه العابد المرابط. تتلمذ لأبي بكر محمّد بن زبّان الحضرميّ، وعبد الجبّار بن خالد بن عمران السّرتيّ صاحب سحنون، ولمحمّد بن عمر بن خيرون المقرئ.
كان يقوم كلّ ليلة بسدس القرآن. أمّا في رمضان، فكان يصلّي التّراويح بأصحابه في مسجده، ثمّ يأخذ قسطا من النّوم، ثمّ يرجع إلى صلاة القيام فيختم القرآن. كما كان يرابط في قصر سوسة، رفقة أبي جعفر أحمد الأربسيّ وأبي بكر بن أبي عقبة وغيرهم من العبّاد والفرسان، فيحرسون المسلمين، ويتصدّون إلى هجومات المعتدين من الصّليبيّين. وكان شيخه ابن خيرون كثيرا ما يستقرئه، وكان له صوت حسن بالقرآن الكريم. قال ابنه سعيد بن خلف: كنت أخرج معه إلى الرّباط، فينزل بقصر سهل، فكان يقوم بنا كلّ ليلة في شهر رمضان، ويجتمع خلفه جماعة، فأسمع البكاء والشّهيق من كلّ مكان، ولم يكن يتكلّف في قراءته. وكان رحمه الله تعالى يحسن الفروسيّة، مولعا بشراء الخيل، يرابط بها في سبيل الله تعالى. توفّي سنة 319هـ/ 931م.

(2) محمّد بن بُرّال:
هو محمّد بن برّال، أبو عبد الله التّونسيّ. محدّث مسند، فقيه عالم، مقرئ ثبت، مجوّد متقن. ولد سنة 668هـ/ 1270م. كان يصلّي التّراويح بجامع الزّيتونة، قال البلوي في رحلته: «وقد أوتي من حسن اللّفظ بالقرآن ما لم يؤته أحد ممّن بقي على الأرض في هذا الوقت بإجماع، حضرت قيامه في ليالي شهر رمضان بالأشفاع، فما قرع سمعي ولا وقع في أذن قلبي أحسن منه صوتا ولا أحلى تلاوة ولا أعذب إبرادا ولا أطيب مساقا ولا أعجب إحكاما ولا أغرب ترتيلا، ولا أجمل جملة وتفصيلا، ولقد كنتُ حين قراءته على قساوة قلبي وغباوة لبّي أتغاشى وأتلاشى، ويضجّ جامع الزّيتونة بأهله ويغصّ بجمعه، فبين باك وداع، وخاشع وساقط من القيام وعادم وجوده في ذلك المقام، كلّهم يفعلفيهم صوته ويسكتهم نطقه ويسكرهم ذوقه».
كان يدرّس القراءات دراية ورواية، فيدرّس الشّاطبيّتين: حرز الأماني وعقيلة أتر اب القصائد، كما كانت مجالسه حافلة بالقرّاء عليه، بالجمع والإفراد. توفّي في حدود منتصف القرن الثّامن الهجريّ.

يتبع

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115