عن الشيخ أبي القاسم بن للوشة. وكان من تلاميذ هذا الشيخ كذلك الولي الصالح سيدي المصطاري «ت1103هـ/1691م» صاحب الزاوية المعروفة باسمه في مدينة بنزرت. وبإشراف من الشيخ ابن للوشة بدأ سيدي علي عزوز يرتقي في مدارج العرفان الصوفي والصفاء الروحي، فقد ذكر حسين خوجة نقلا عن أحد تلامذة سيدي علي عزوز أنّه قال: «تزايد الشيخ سيدي علي عزوز بمدينة فاس (لم يذكر تاريخ ولادته)، وفي حالة شبابه لازم خدمة شيخه وهو الشيخ الولي الصالح القطب المتصوّف المشهور في أقطار المغارب والمشارق سيدي أبي القاسم أبي للوشة ونال منه واكتسب عنه».وقد حجّ إلى بيت الله الحرام مرتين ويبدو أنّه في الحجة الثانية اكتسب رتبة روحية صوفية عالية ويظهر ذلك ممّا أورد تلميذه علي أرنؤوط الذي يقول:»وحجّ حجتين في الأولى خامل الذكر وفي الثانية وقع له ظهور».
بعد ذلك أشار عليه شيخه بالرحلة إلى بلاد المشرق والتوطّن بإفريقية /تونس فامتثل، وقصد مدينة تونس وقد تلقى هذا الأمر كذلك محمّد المصطاري، ومكث علي عزّوز في تونس مدّة لم تذكر المصادر زمنها، ويبدو أنّه تعرّض إلى بعض الشدائد والصعوبات في أثناء هذه الإقامة. فقد كان يجمع الحطب، ويحمله على ظهره للجماعة التي كان معها واستمرّ على هذه الحال إلى أنّ أدركه أربعة من رموز التصوّف أشاروا عليه بإقامة زاوية خاصة به والاشتغال بتربية المريدين تربية روحية وعقد مجالس الذكر والسماع. وتمّ تشييد هذه الزاوية في مدينة زغوان. وقد جاءت هذه الإشارة لعلي عزوز بإقامة زاوية بزغوان كما لو كانت أمرا مقرّرا من السماء وسطّرته القدرة الإلهية. فقد ذكر حسين خوجة أنّ سيدي علي عزوز وهو في تلك الحالة بالجبل يجمع الحطب، إذ اجتمع بأربعة من رجال الله المتصرّفين في ذلك الوقت (التصرّف في الأكوان رتبة من رتب ينالها أقطاب التصوّف وهي من علامات الولاية) فتكلّموا معه، وأشاروا عليه بزاوية يعمّرها ويطعم الطعام فيها ويذكر فيها اسم الله يتلى فيها القرآن العظيم والصلاة على نبيّه الكريم صلى الله عليه وسلم وتكفلوا له بجميع ما ينوبها، وتكفلوا له أيضا بحفظ جنابها بأن تكون مأمنا للخائف وإغاثة للملهوف.
يتبع