هي العمل التونسي الوحيد الموجود في المهرجان، سيقدم في المسرح الرئيسي، عمل عن الارض والانتماء يمثل تونس ويمثل مسرحها، مشاركة تؤكد ريادة المسرح التونسي رغم الهنات وقدرته على شد انتباه التظاهرات العربية فالمسرح التونسي كان ولايزال رائدا و مميزا وان طغت عليه بعض الغوغائية .
المسرحية من اخراج سامي النصري بمساعدة معين عيدودي وسينوغرافيا عمر العلوي وتمثيل نور الدين الهمامي و لزهر الفرحاني وريان القيرواني وعبد السلام بوزيدي وناجي الشابي ومحمد شوقي خوجة و ثريا بوغانمي وصابرين عمامو و شيراز عياري و رمزي ذرايية وسيف الدين الشارني.
«أرض الفراشات» مسرحية تؤكد ان المسرح التونسي مسرح ينقد، مسرح يقاوم، مسرح لا يعترف بالحدود المسكّنة، مسرح يواجه التخلف والسرعة والتقلبات السياسية لأنها من المنظومات التي تنمط المجتمع وتنمط اشكال التخيل عنه وتنمط لغتنا وتنمط رؤية المجتمع، المسرح يعيد فكّ عقال هذا التنميط عبر النقد واليقظة والحدّة احيانا.
عمل يندرج في خانة في مسرح حاد يوقظ الاشخاص وليس في مسرح ينيّمه و «المسرح يستحق طاقة اخرى يستحق حضور الجسد حتى يختلف جذريا عن اليومي وعن الحياة الواقعية و هذا ما يمكن تسميته شعر» كما قال مخرج العمل..
ارض الفراشات عمل ينبش في فعل التسامح، ويعطي للإنسان الحق في الاختلاف في حدود الحريات المتاحة التي لا تفرض على الانسان غير ما يقتنع به ويحاول الدفاع عنه عبر الفعل والعطاء الإيجابي ، هذه هي مسرحية «أرض الفراشات» للمخرج سامي النصري ، عمل مشحون بقضايا عصره العالقة وبمفارقات أن تكون مدافعا عن قضية في زمن بيع الذمّة وشراء الضمير ببضع دولارات، في العمل صرخة طالب « لا للتطبيع، لا للاستيطان، لا للمهانة» جملة تكررت اكثر من مرة في مسرحية ارض الفراشات للمخرج سامي النصري، لا للاستيطان في يوم الارض يوم التراب و الزيتون والزعتر، يوم يذكر كل العالم ان فلسطين لأرضها وان حيفا ويافا وعكا وجنين و القدس وطرغان ودير حنا وطمرة وبيت لحم وبيت حانون وغزة جميعها لأهل فلسطين وليست لغيرهم على الركح نص شعري تحدث عن الارض المسروقة، والحق المنهوب بنص مسرحي شعري جد انيق.
«أرض الفراشات» عمل تخمّر في ذهن مخرجه من 2014 ليولد في 2015 الاسم ليس اعتباطا بل استعارة ،»بالنسبة لي هو نوع من الكتابة اشعر ان المسرح التونسي يستحقها ، دخلت المسرح اساسا من الشعر والرواية والعالم الشعري الذي اهتممت به في سنوات دراسة وشعرت ان المسرح يستحق الكثير من الشعر لأنه بقي بعيدا بشكل او بآخر عن روح الممارسة وروح النقد وروح الايقاع والاستعارة في ارض الفراشات هي محاولة للغوص في العديد من الحقول التعلم والتعليم السياسي والعنف جميعها يلامسها العمل لتكون للفراشات الامكانيات المتاحة للطيران والتحليق بقوة في مسائل نعجز احيانا عن التفكير فيها.
المشروع انطلق من 2014 في مستوى التفكير وصياغة المقترحات وبداية 2015 انطلقنا في العمل في المختبر المسرحي في المركز» على حد تصريح سابق لمخرج العمل سامي النصري.
«أرض الفراشات» صرخة للالتفات للحقوق المسلوبة والأرض المغتصبة وكأنه صوت فاروق جويدة في قوله:
شهداؤنا في كل شبر يصرخونْ
يا أيها المتنطعونْ
كيف ارتضيتم أن ينام الذئب
في وسط القطيع وتأمنونْ؟
وطن بعرض الكون يعرض في المزاد
وسيكون لمسرحية «أرض الفراشات» موعد آخر قيّم بمهرجان الاردن للمسرح في 22 نوفمبر لتبرهن من جديد على انتصارها وصمودها كعمل جادّ يثير التساؤلات ويدعو الى التفكير العميق في جلّ القضايا المحلية والعربية الراهنة.