خيام الزعبي
تتواصل المحادثات الروسية التركية على مختلف المستويات بعد قطيعة دامت عدة أشهر، وذلك بهدف إعادة العلاقات بين البلدين إلى ما كانت عليه قبل إسقاط المقاتلة الروسية في نوفمبر الماضي، في هذا الإطار يطرح التساؤل التالي، هل تتجه السياسة الخارجية التركية نحو التغيير؟، وهل يشمل ذلك التغيّر سوريا؟،
كشفت تقارير صحافية دولية عديدة كـ»نيويورك تايمز» و»وول ستريت جورنال» وجود وثيقة وضعت في الخارجية الأمريكية تحتوي على نداء لبدء القصف ضد الجيش السوري، وأكدت بأن أكثر من 50 مسؤولاً في وزارة الخارجية الأمريكية دعوا لتوجيه ضربة عسكرية موجعة لسوريا
اليوم يقف الرئيس أوباما وحيداً أمام حلفائه، فالخطأ الذي ارتكبه يتمثل في أمرين، أولهما، حساباته وتقديراته الخاطئة بأن الحرب على سوريا لن تدوم أكثر من أسابيع معدودة وبعدها يسقط النظام هناك، والثاني الاعتقاد بأن التحالف العربي الغربي الذي تكوّن بمبادرة واشنطن
إن الحرب التي بدأت على سوريا منذ عام 2011، من قبل التنظيمات المتطرفة وبدعم من الولايات المتحدة، هي على وشك أن تتحوّل إلى فشل ذريع، فأمريكا قد انتهكت سيادة هذا البلد من أجل الحفاظ على القبضة الأمريكية-الداعشية، خلافاً للذريعة المقدّمة بحجة مطاردة تنظيم القاعدة
لم يتوان الرئيس التركي أردوغان في التأكيد على أهمية تطبيع العلاقات مع سوريا، وجاءت الترجمة العملية لطلب أردوغان على يد رئيس وزرائه بن علي يلدرم يوم (الجمعة السابق) فقد أعلن أن تركيا تريد تطبيع العلاقات مع سوريا بعد المصالحة مع روسيا وإسرائيل، ما يؤكد تحولاً في السياسة
تتجه أنظار دول العالم اليوم نحو مصر خاصة في ظل ما يتردد دولياً وإقليمياً حول وجود مبادرة مصرية لاحتواء الأزمة السورية، حيث تدخل هذه الأزمة مرحلتها الأخيرة من تطوراتها وبات المشهد السوري في منعطفه الأخير، وسط حراك دبلوماسي إقليمي ودولي من أجل التوصل لحلّ الأزمة
يستطيع أي متابع للأحداث الجارية في سوريا أن يدرك أن هناك تطوراً دراماتيكياً على وشك الحدوث ، خاصة بعد أن تراجعت أنقرة عن فكرة رحيل الرئيس الأسد، وهو ما يتجلى من خلال اعتذار أردوغان للشعب الروسي والتقرب من إيران وموقف تركيا الأخير بإعلانها تطبيع علاقتها مع دمشق
منذ إنطلاق ما يسمى بملحمة حلب الكبرى التي أطلقتها المجموعات المسلحة، إستطاع الجيش السوري وحلفاؤه - وحسب تقارير ميدانية - من دحر عناصر هذه المجموعات وحصارها في مناطق متفرقة من حلب، وتم قتل أكثر من 500 شخص حسب التقارير الميدانية، وبالإضافة الى ذلك
ما يجري في حلب لا يمكن عزله عن الأحداث التي تعيشها سوريا، فالحرب واحدة وممتدّة ومتصلة، لذلك يخطئ من يعتقد أن معركة حلب معركة هامشية لن يتوقف عندها التاريخ ومساره، بكل ثقله وإرهاصاته، فهي تمثل بداية تاريخ جديد لسوريا، لانها قاومت وتصدت لأشرس عدو في تاريخها