غادر أوباما..... وبقي الملف السوري

ها قد رحل أوباما تاركا البيت الأبيض وبجعبته سلة مملوءة بالتردّد والزلات خاصة في ما يتعلق بسياسته على كافة الأصعدة داخلياً وخارجياً ازاء الأزمة السورية .منذ اليوم الأول للأزمة في سوريا، عبرت أمريكا ودول إقليمية أخرى عن آمالها بسقوط النظام في سوريا، من خلال

تقديراتها المعلنة وغير المعلنة بقرب سقوط النظام السوري، الذي يُعد فرصة حقيقية من أجل تحقيق مصالحها وأهدافها الإستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط وتحقيق أمن «إسرائيل»، لكن التساؤل الذي يطرح نفسه هنا:متى يسقط النظام السوري؟ سؤال حيًر أمريكا وحلفاءها اثر التصريحات والوعود التي قطعوها والتي لم يتحقق أي منها حتى الآن، فالخطأ الأكبر الذي وقع فيه أوباما هو سوء تقديره لقوة وقدرة النظام السوري وحلفاؤه على الصمود طوال هذه السنوات، برغم الدعم الغربي للقوى المتطرفة في سوريا، فتحرير مدينة حلب أعطى الجيش السوري دفعة قوية في الحرب السورية قلبت الموازين الدولية والإقليمية بما لها من أثر ميداني متصاعد في المنطقة بأكملها.

في الفترة الأخيرة حدثت تطورات سياسية وميدانية أثّرت بأشكال مختلفة على وجهة الحرب السورية، فالمتتبع لهذه التطورات والأحداث يدرك جيداً تصاعد وتيرة الجهود التي تبذلها قوى إقليمية ودولية عديدة للوصول إلى تسوية سياسية للأزمة، وفي الوقت الذي استطاع فيه النظام التقدم ميدانيا ، وفي ظل سعي العديد من الدول الأوربية وأمريكا بالذات الى التعاون مع النظام السوري في الأمور الأمنية، لمواجهة خطر الجماعات الإرهابية التي باتت تهدد المصالح الأمريكية في المنطقة، فيما يعد اعترافاً ضمنياً بانتصار الأسد على أعدائه، وإنطلاقاً من ذلك فإنّ مسألة بقاء النظام السوري هي أبرز التوقعات التي خرج بها عدد من المراقبين في الشأن السياسي والدولي، وهذا من شأنه أن يعيد تشكيل خارطة القوة الدولية من جديد في المنطقة، وبذلك فشل الغرب في حل الازمة السورية.

لقد فشل الرهان الأمريكي في سوريا بعد أن غامر باراك أوباما بكل رصيده، عبر محاولته لاستغلال التحولات الكبرى، أو ضعف الدول العربية أو من خلال مساندته ودعمه للدواعش وأخواتهم، لذلك يبدو أن أوباما سيُنهي ولايته الرئاسية، بالكثير من السخط تجاهه من قِبل المدافعين عن الهيبة الأمريكية، حيث إنه سيُنهي فترة ولايته دون تحقيقه أياً من الأهداف الأمريكية، في هذا الإطار إن إهتزاز صورة أمريكا التي لم تعد في نظر الشعوب القوة التي تقود العالم وتحمي السلام، جعل الامريكيين يوقنون بحقيقة الوضع الأمريكي المهتز في العالم وأن أوباما فشل في سياسته الخارجية وفي المشروع الأمريكي للسيطرة والهيمنة على الشرق الأوسط .

وأختم بالقول....إن عام 2017 سيكون مرحلة مفصلية في تاريخ سوريا كونه يحمل في جعبته الكثير من المفاجآت التي ستغير شكل المنطقة، لذلك سنتوقع في الأسابيع المقبلة أن يكون هناك تحول كبير في الساحة السورية وتطورات كبيرة تعمل على تضييق الأزمة السورية ومن ثم نهايتها، كما أن هناك بعض الدول ستخسر رهانها بالحرب على سوريا .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115