
حسان العيادي
وضعت حركة النهضة في اجتماع مكتبها التنفيذي مساء الجمعة الماضي، نقاطا تحدد تعاطيها مع مبادرة تشكيل حكومة وحدة وطنية، القبول بالمبادرة شريطة ان يكون اختيار رئيس الحكومة حكرا على الباجي قائد السبسي رئيس الجمهورية وإن كان ولابد من مغادرة الصيد فان خروجه لا بدّ أن يكون مشرفا دون تحديد كيف ذلك.
يبدو أن مفتاح فهم ما يحدث من تطورات صلب أحزاب الائتلاف الحاكم يمر من فهم ما جدّ في اللقاء الذي جمعها برئيس الجمهورية يوم الخميس الفارط والوقوف عند طلب محدّد وجه إليهم وهو كشف مواقفهم «بوضوح وجدّية» وإدراك أن هناك آجالا مضبوطة.
• النهضة لم تتخل نهائيا عن الحبيب الصيد
لم يغادر المجتمعون قصر قرطاج إلا وقد توافقوا على أمرين، الأول ان يجتمعوا مطلع الأسبوع القادم لمواصلة المشاورات التي انطلقت أمس وثانيها وبتوصية من رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي كتمان ما تم في اللقاء الذي دام ساعتين ونصف والاكتفاء بما ستصدره
ينعقد اليوم في قصر قرطاج لقاء يضم رئيس الجمهورية ورؤساء أحزاب الائتلاف الحاكم والأمناء العامين للمنظمات الاجتماعية لوضع اللمسات الأساسية على مبادرة تشكيل حكومة وحدة وطنية، وبالأساس لتحديد مهامها وخطة عملها قبل النظر في الأسماء المرشحة لتولي رئاستها.
ان تعلّق الأمر بمبادرة تشكيل حكومة وحدة وطنية فان التطورات القادمة من قصر قرطاج تطغى على غيرها سواء القادمة من البحيرة مقر حركة نداء تونس أو من مونبليزير مقر حركة النهضة، فلا شيء مما تقوم به الحركتان قد يغيّر الأمر الأخير بيد الباجي قائد السبسي.
لا جديد تحمله بيانات الاحزاب المشاركة
تتسارع وتيرة الأحداث المتعلقة بمبادرة رئيس الجمهورية الداعية لتشكيل حكومة وحدة وطنية، كل المعنيين ابدوا مواقفهم ودرجة دعمهم للمبادرة، تصريحات وحوارات و اجتماعات ثنائية ولقاءات تشاورية انطلقت منذ يوم الجمعة الفارط. كلها كان محورها مبادرة حكومة الوحدة الوطنية التي يبدو أنها سترى النور قبل انتهاء شهر رمضان.
ما إن مضت الساعة الـ24 اللاحقة لإعلان مبادرة حكومة وحدة وطنية حتى أعلنت حركتا النهضة ونداء تونس عن دعمهما لها بل والثناء على مطلقها رئيس الجمهورية، وإن كان الدعم واحدا فان دوافعه وثمنه مختلف بين الحركتين.
لرئيس الحكومة الحبيب الصيد الكثير من الخصال ولكنه يفتقد خصلة ضرورية في السياسة، وهي أن تكون «رجل سياسة» لا «رجل إدارة» وهو ما كان عليه الحبيب الصيد في تعاطيه مع مبادرة حكومة الوحدة الوطينة التي أعلن عنها يوم الخميس الفارط. فالصيد تعامل مع مبادرة
تغيّر الكثير بين الإطلالتين التلفزيتين التي قام بهما رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي، فمن إعلان أن الوقت لايزال مبكرا على الإقرار بفشل حكومة الصيد إلى القول بذلك صراحة بعد اقل من أربعة أشهر على التحوير الوزاري وان جعل فشل الحكومة لأسباب خارجة عن نطاقها والمعالجة
لم يترك رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي مناسبة إلا وأعلن فيها أن حركة النهضة انتقلت من صف الإسلام السياسي إلى الإسلام الديمقراطي، واخر المناسبات حوار له في الشرق الاوسط، نشر اياما قليلة بعد تصريحات عضوي مجلس شورى الحركة المتمسكة بان النهضة لم تغادر خانة الإسلام السياسي