فوزير التربية محمد علي البوغديري يؤكد أن المفاوضات مع نقابة التعليم الأساسي شهدت تقدما وان الحوار مازال متواصل ولا سبيل لحصول سنة بيضاء أو ارتقاء آلي وفي المقابل تشدد جامعة التعليم الأساسي على أن المفاوضات متوقفة وأن تصريحات الوزير الغاية منها تأليب الرأي العام ضدّ المدرسين الذي يطالبون بحقوقهم، فالجامعة مازالت تتمسك بقرار حجب الأعداد إلى غاية الآن وتستعد اليوم الجمعة 16 جوان الجاري الى تنظيم يوم غضب وطني أمام وزارة التربية يتحول الى ساحة القصبة احتجاجا على سلطة الإشراف والحكومة وتأكيدا على التمسك بالمطالب ومواصلة النضال .
يوم الغضب الذي ستنفذه اليوم جامعة التعليم الأساسي يأتي بعد سلسلة من الوقفات الاحتجاجية تمّ تنظمها في كل الولايات ويأتي أيضا قبل عقد يوم من الهيئة الإدارية للتعليم الأساسي المنتظرة يوم السبت 17 جوان الجاري، هيئة ستقيم مختلف التحركات النضالية التي قامت بها النقابة ومستجدات المسار التفاوضي مع وزارة التربية، يوم الغضب المقرر اليوم يأتي تنفيذا لقرار الهيئة الإدارية القطاعية المنعقدة يوم 9 ماي الماضي ومن المنتظر أن يشارك فيه حضوريا المدرسون من كل الجهات، يوم الغضب وفق ما كشفه توفيق الشابي الكاتب العام المساعد بالجامعة في تصريحات إعلامية يأتي وفق تعطل المفاوضات مع الوزارة ورفضها الاستجابة للمطالب المشروعة للقطاع.
رفض سحب الاتفاق المبرم مع التعليم الثانوي
تعتبر الجامعة العامة للتعليم الأساسي أن وزير التربية قد أغلق باب التفاوض منذ جلسة 31 ماي الماضي بتغيبه عنها ، وبالرغم من ذلك ووفق تأكيدات توفيق الشابي فإن يد الجامعة مفتوحة للحوار لإيجاد حلول تنجح الموسم الدراسي الحالي وقدمت تنازلات عدة منها التراجع عن مقاطعة الامتحانات في الثلاثي الثاني، ليشدد على أن النقابة ترفض مقترح وزير التربية المتمثل في سحب الاتفاق المبرم مع الجامعة العامة للتعليم الثانوي، فالجامعة لم تكن طرفا في تلك المفاوضات كما أنها ليست فرعا تابعا للتعليم الثانوي ولا ترغب في إبرام اتفاق يضرب وحدة القطاع ويؤدي إلى انسلاخات. علما وأن الوزارة كانت قد اقترحت على جامعة التعليم الأساسي الزيادة في منحة التكاليف البيداغوجية بقيمة 300 دينار توزع على سنوات 2026 و2027 و2028، مطلب رفضته النقابة التي تتمسك بتطبيق الاتفاقيات المتفق عليها بما فيها اتفاق 16 نوفمبر 2022 واتفاق 1 مارس 2021 .
تصريحات مضادة
أزمة حجب الأعداد للتعليم الأساسي مازالت تراوح مكانها ويبدو أن العلاقة بين الجامعة والوزارة قد توترت أكثر وفي الفترة الأخيرة لم نسمع إلا التصريحات والتصريحات المضادة، الوزير يصرح ويدعو المدرسين إلى تنزيل الأعداد وتغليب الحكمة ولغة العقل والجامعة ترد عليه بتصريحات مضادة، فالسنة الدراسة انتهت، في انتظار امتحانات شهادة ختم التعليم الأساسي العام والتقني والتي ستجرى على مدى 3 أيام من 19 إلى 21 جوان الجاري ، ولكن مصير تلاميذ التعليم الأساسي مازال مجهولا ومرهونا في تقدم التفاوض بين الطرفين النقابي والحكومي، ما فتئ الوزير يؤكد في عدة تصريحات له على أنه لا مجال للحديث اليوم عن النجاح الآلي لتلاميذ الأساسي أو سنة بيضاء.
لا مجال للحديث عن النجاح الآلي
وفق وزير التربية محمد علي البوغديري فإن الحوار مع جامعة التعليم الأساسي متواصل ولن يتوقف وذلك من أجل حلحلة الإشكال وبالتالي فإنه لا مجال للحديث عن النجاح الآلي، قائلا "السنة البيضاء والنجاح الآلي هذا قطعا لن يكون ولن نقبل به ولا مجال إليه وإذا حصل هذا نكون قد ضربنا العملية التربوية في العمق فالعملية التربوية تشمل التقييم". وعبر البوغديري في تصريح له لإذاعة "إي أف أم" أمس عن أمله في أن يفضي الحوار إلى اتفاق، مضيفا أن أكثر من 70 % من المعلمين أرجعوا الأعداد إلى الوزارة، داعيا الجميع إلى تغليب مصلحة التلاميذ في القطاع العمومي.
في انتظار عقد جلسة تفاوض جديدة
لازالت جامعة التعليم الأساسي تتمسك بمواصلة تنفيذ القرارات الصادرة عن هيئتها الإدارية، وعلى رأسها حجب أعداد التلاميذ عن الإدارة بالنسبة للثلاثي الأول والثاني والثالث، إلى حين عقد جلسة تفاوضية جديدة مع وزارة التربية تتوج بمخرجات ترتقي إلى انتظارات منظوريها وتلبي مطالب القطاع المرفوعة في جزء منها منذ سنوات، وتأمل النقابة في العودة إلى طاولة التفاوض بعد يوم الغضب المقرر تنفيذه اليوم، وفي انتظار ذلك تبقى أزمة حجب الأعداد للتعليم الأساسي عن الإدارة قائمة إلى حدّ كتابة هذه الأسطر.