للحديث بقية :لماذا عادت الأزمة بين بين الهند وباكستان الى الواجهة؟

تتسارع التطورات في الأزمة بين الهند وباكستان إثر حادث إطلاق مسلحين النار على سياح في منطقة باهالغام بإقليم جامو وكشمير الخاضع للإدارة الهندية،

ما أسفر عن مقتل 26 شخصًا وإصابة آخرين. وفيما وجه مسؤولون هنود أصابع الاتهام الى باكستان بالوقوف وراء العملية مشيرة الى ان الفاعلين قدموا من الأراضي الباكستانية، اتهمت إسلام آباد الجانب الهندي بممارسة حملة تضليل ضدها. وأجرى الطرفان مكالمات غير مثمرة في الوقت الذي استمر فيه تبادل اطلاق النار . كما فرضت الهند حظرًا جويًا على الطيران الباكستاني حتى 23 ماي ، إثر قيام باكستان بنفس الإجراء أمام الطائرات الهندية، ما تسبب في خسائر كبيرة للطيران المدني.

ودخلت الولايات المتحدة على خط الوساطة بين الطرفين اذ أجرى سوبرامنيام جايشانكار، وزير الخارجية الهندي، محادثة مع ماركو روبيو، وزير الخارجية الأمريكي، وأكّد على ضرورة "تقديم مرتكبي الهجوم إلى العدالة". وفي المقابل حثّ "روبيو" خلال اتصال هاتفي مع شهباز شريف، رئيس الوزراء الباكستاني، على التعاون في تحقيق "باهالغام".
كما دعت عدة دول عربية منها الإمارات والسعودية والكويت والعراق والأردن وسلطنة عمان وليبيا الى التهدئة معربة عن قلقها البالغ إزاء التصعيد المتسارع بين الهند وباكستان. فيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى تهدئة التوتر بين الهند وباكستان، مؤكدًا أنه يدعم أي خطوات من شأنها تخفيف التوترات واستئناف المحادثات بين الطرفين.
ويعود تاريخ النزاع الكشميري بين الهند وباكستان إلى أوت سنة 1947م حيث لم يتقرر وضع كشمير في مرحلة التقسيم سواء بالانضمام إلى الهند أو إلى باكستان وخاصة أن غالبية السكان كانوا مسلمين في الوقت الذي كانت الهيئة الحاكمة من الهندوس في وقت التقسيم، طالب مهراجا كشمير بابقائها على حالها الراهنة دون أن تنضم إلى أي من الدولتين . ولكن نشبت بعد ذلك اضطـرابات كبيرة بين المسلمين والحكام الهنود وشهدت كشمير مصادمات مسلحة تدفق على إثرها رجال القبائل الباكستانية لمساندة المسلمين وطلبت حكومة كشمير آنذاك مساعدة الهند . وفي جانفي 1949 تدخلت الأمم المتحدة وتوقف القتال وأنشأت خط وقف إطلاق النار . وقد حصلت بين البلدين ثلاثَ حروب حول كشمير بين اعوام 1947م و1965، واضافة الى حرب كارجل في عام 1999.
ويبدو ان الجيش الباكستاني في حالة تأهب اليوم ويواصل تدريباته العسكرية لمواجهة أي تهديد، مؤكدًا جاهزيته للرد . كما عيّنت باكستان الفريق أول محمد عاصم مالك، مدير جهاز الاستخبارات الباكستاني، مستشارًا للأمن القومي أيضًا، في خطوة تشير إلى أهمية الملف.
ولئن كان النزاع بين الهند وباكستان ليس بالجديد على خلفية ملف كشمير ، الا أن عديد التساؤلات تطرح حول من يحرك مياه الأزمة ولمصلحة من هذا التصعيد الأمني في هذه المرحلة الحساسة.

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115