وفي انصهار مع عالمه الذي يرسمه على طريقته وبلغته... إلا أنّ ممارسة الفنون في ملتقى «معا من أجل الفن المعاصر» تكون بطريقة مختلفة ومفتوحة أمام الناس ولكل الناس في ورشات فنية حيّة وفي فضاءات بلا أبواب وبلا أقفال.
في نسخته السابعة، يتواصل ملتقى «معا من أجل الفن المعاصر» من 10 إلى 30 جانفي 2025 بنزل ديار المدينة، ياسمين الحمامات في احتفاء بفنون الرسم والنحت والحفر والسيراميك... وبثقافة الحياة.
تصدير للفن التشكيلي التونسي في الخارج
تحت سماء الفن التقى فنانون من مختلف البلدان واللغات والثقافات... حيث كان الفن هو القاسم المشترك بينهم وكانت ثقافة الجمال هي لغتهم الموحدة لهم رغم اختلافات التاريخ والجغرافيا والسياسة... هم 35 فنانا ما بين نحاتين ورسامين من 18 دولة على غرار المكسيك، الارجنتين، كندا ، ايطاليا، قطر ، الكويت ، المغرب... التقوا في ملتقى «معا من أجل الفن المعاصر» ليتركوا أثرا في المكان وفي الزمان. وإلى اليوم لا تزال التنصيبات والمنحوتات والأعمال الفنية في المركز الثقافي الدولي بالحمامات تشهد على مرور فنانين مبدعين حضروا في الدورات السابقة للملتقى وأهدوا تونس بعضا من خيالهم وخبراتهم وشهرة أسمائهم...
ولأنه من أهداف جمعية معا للفن المعاصر من خلال ملتقياتها تصدير الفن التشكيلي التونسي وأيضا الترويج للسياحة الثقافية وذلك بتنظيم رحلات استطلاعية الى مختلف المواقع الأثرية في تونس فقد زار ضيوف الملتقى قصر الجم إلى جانب برمجة زيارات أخرى إلى الموقع الأثري بقرطاج ومتحف باردو ومدينة الثقافة...
بصفتها فنانة تشكيلية، تزور ريم العيّاري عشرات الدول للمشاركة في المعارض الفنية فيحز في نفسها أنّ الكثيرين يجهلون تونس والبعض الآخر لا يروونها إلا مجرد نقطة صغيرة على خارطة العالم. وهو ما دفعها إلى تأسيس ملتقى «معا من أجل الفن المعاصر» للتعريف بتونس أرض الفنون والثقافة والحضارة ... وأكدت ريم العياري مؤسسة الملتقى ومديرته في تصريح لـ "المغرب" أنّ الترويج للفن التشكيلي التونسي هو من أبرز دواعي تأسيس هذا الموعد الفني السنوي. ولم تخف ريم العياري سعادتها باستضافة عديد الفنانين التونسيين في تظاهرات ومعارض أجنبية بعد اكتشاف الفنانين الأجانب لهم من خلال ملتقى «معا من أجل الفن المعاصر». كما ثمنت دور الملتقى في جعل الضيوف الأجانب يكتشفون تونس لأول مرة فأعادوا زيارتها للسياحة مرّة أخرى صحبة عائلاتهم... وعبرت الفنانة التشكيلية ريم العياري عن خيبة أملها من تجاهل وزارتي الشؤون الثقافية والسياحة لدعم الملتقى بالرغم من جهوده في الترويج لصورة تونس وإضفاء الحيوية على مطاراتها ونزلها وفضاءاتها الثقافية...
تكريم للفنان القطري يوسف أحمد
لا يقتصر ملتقى «معا من أجل الفن المعاصر» على الفنون و السياحة الثقافية بل يفتح باب الحوار والنقاش حول مسائل معاصرة تهم هذا القطاع الحيوي من خلال ندوات دولية وازنة الحضور والضيوف... وستهتم ندوة هذه الدورة التي تلتئم يوم 25 جانفي الجاري بدور الفنان في التعريف ببلده وبارتسامات الوطن في التجارب الفنية
في سنة محمودة اعتاد ملتقى «معا من أجل الفن المعاصر» على تكريم رموز الفن التشكيلي في تونس والعالم بحضراء سفراء من بلدان عربية وأجنبية . وفي دورة 2025 سيتم تكريم الفنان التشكيلي القطري أحمد يوسف بحضور سفير دولة قطرو .يعد الفنان يوسف أحمد، من رواد الحركة التشكيلية في قطر ومن أهم الفنانين العرب الذين فرضوا حضورهم بقوة على الساحتين التشكيليتين المحلية والعالمية منذ سبعينات القرن الماضى ... ويلقب يوسف أحمد بفنان "الحروفية" والتجريب.
من دورة إلى أخرى يحاول ملتقى «معا من أجل الفن المعاصر» أن يكن له موطأ قدم في المشهد الثقافي والتشكيلي التونسي والعالمي باعتباره متحفا مفتوحا للفنون وحوارا بين الشعوب بلغة لا تعترف بفوارق أو حواجز ولا تعرف سوى الانتصار لقيم الإنسانية.