في أجواء يغيب عنها التشويق بما أن الأمور حسمت منذ مدة ولم يبق إلا الإعلان الرسمي في خطوة شكلية.ويوجد ملف المغرب وإسبانيا والبرتغال المشترك لاستضافة كأس العالم 2030، فيما يقف ملف المملكة العربية السعودية وحيدا دون منافس لاستضافة كأس العالم 2034.
ومن المنتظر أن تقام دورة 2030 مميزة إذ إنها أول نسخة ستقام في 3 قارات و6 دول بما أن مبارياتها لن تقتصر على المغرب والبرتغال واسبانيا بل ستقام أيضا المباريات الثلاثة الأولى منها في كل من الاوراغواي والأرجنتين والباراغواي للإحتفال بذكرى مئوية المسابقة.وستكون ثاني نسخة بمشاركة 48 منتخبا بعد نسخة 2026.
أما دورة 2034 فستكون النسخة 25 من المسابقة ،وتجدر الإشارة أنه في 4 أكتوبر 2023، أعلنت المملكة العربية السعودية نيّتها الترشح لاستضافة كأس العالم 2034، للمرة الأولى في تاريخها.
اجتماع افتراضي وتصويت مشترك....
سيكون اجتماع الاتحاد الدولي لكرة القدم 'فيفا'المقرر اليوم الأربعاء 11 ديسمبر 2024 المقرر بداية من الساعة الرابعة مساء حدث افتراضي، مما يعني أن الأعضاء سيكونون متصلين عبر الإنترنات. وسيجري التصويت بـ 'كتلة واحدة'، أي ليس على كل كأس عالم على حدة، ولكن في تصويت مشترك على نسختي 2030 و2034.
وحسب التقارير لن يصوت أعضاء 'الفيفا' بالاقتراع السري، ولكن بالتزكية. سيتم احتساب التصفيق على أنه موافقة. في الحدث الافتراضي سيضغط أعضاء 'الفيفا' بعد ذلك على الرموز التعبيرية للتصفيق بالأيدي إذا وافقوا على الدول المقترحة.
104 مباراة بين 3 قارات
بمناسبة مئوية كأس العالم التي انطلقت أول دوراتها في 1930 بالاوراغواي تقرر في حركة رمزية أن تقام المباريات الثلاثة الأولى من دورة 2030 في كل من الاوراغواي والأرجنتين وباراغواي ،وهو ما سيجعل المسابقة تجرى في 3 قارات وهي أمريكا الجنوبية وأوروبا وإفريقيا و6 دول وهي الاوراغواي والأرجنتين وباراغواي إضافة إلى اسبانيا والبرتغال والمغرب.
وإذا كانت المباريات الثلاث الأولى كما اشرنا ستكون بأمريكا الجنوبية تزامنا مع احتفالات المئوية يومي 8 و9 جوان 2030 فإن الـ 101 مباراة المتبقية بين 13 جوان و21 جويلية –موعد المباراة النهائية- ستقام بين الدول الثلاث التي تقدمت بملف ترشحها المشترك ونعني المغرب واسبانيا والبرتغال.
ومع 11 ملعبا من أصل 20 تم اقتراحها، يتوقع أن تكون إسبانيا المضيف الرئيسي، بعد احتضانها مونديال 1982، لكن المغرب وبعد عدة محاولات أبرزها في 2010 أمام جنوب أفريقيا، سيصبح ثاني بلد إفريقي يستقبل النهائيات بعد نسخة جنوب إفريقيا 2010 .
وتتنافس إسبانيا والمغرب على استضافة مباراتي الافتتاح والنهائي، مع ملعبي 'سانتياغو برنابيو' في مدريد و'كامب نو' في برشلونة، وملعب مغربي ضخم ببلدة بن سليمان ضواحي الدار البيضاء يتسع لـ115 ألف متفرج.
أما البرتغال، مضيفة كأس أوروبا 2004، فستحتضن النهائيات للمرة الأولى في تاريخها. تقترح ملعبين في لشبونة وبورتو ساعية لاستضافة إحدى مباراتي نصف النهائي.
بين إشادة 'الفيفا' وانتقادات منظمات حقوق الإنسان ....
تستعد العاصمة السعودية الرياض للحدث الأول في تاريخها عبر تقديم أعظم ملف استطاع وبرقم تاريخي أن يحصل على أعلى تقييم بتاريخ تنظيم بطولات كأس العالم بعد أن أعلن 'فيفا' أن الملف السعودي حصل على تقييم 419.8 من 500 نقطة في إنجاز تاريخي غير مسبوق.
وجاء في التقرير الفني ل 'فيفا'أن ملف ترشح السعودية يتضمن مجموعة من الملاعب الرائعة، التي يمكن لها توفير بنية تحتية حديثة لاستضافة المباريات، مع طموح عال في الابتكار عبر إدراج بعض مشاريع البناء التي تتميز بتصميمات وتكوينات جديدة، مقدما مقترحات مدعومة بمفهوم إرث شامل مرتبط بالرؤية والإستراتيجية الأوسع للبلد.
ووصف التقرير الملاعب بالمشاريع الفريدة من نوعها، وبإمكانات هائلة، ستغير الطريقة التي يتم التعامل بها مع تصميمات وهياكل الملاعب المستقبلية، كما سلط الضوء على مبادرات استدامة مثيرة للإعجاب ضمن عروض الملاعب المقدمة، بدء من الطاقة المتجددة، إلى إعادة استخدام مواد البناء.
وذكر التقرير أن الملف السعودي يتضمن بعض المشاريع الطموحة للملاعب في مواقع فريدة، مثل ملعب (الأمير محمد بن سلمان) في مشروع القدية، وملعب (نيوم) الواقع ضمن مشروع (ذا لاين)، كما تحدث عن ملاعب تمتد هياكلها الأعلى وأجزاء منها إلى الأحياء المحيطة، مثل ملعب (المربع الجديد) وملعب (روشن).
وأكد تقرير 'فيفا' أن جميع الملاعب تلبي متطلبات القدرة الاستيعابية الإجمالية، وعلى رأسها ملعب (الملك سلمان الدولي)، الذي سيكون مسرحا للمواجهتين الافتتاحية والنهائية، إذ تصل سعته إلى نحو 93 ألف متفرج، علما بأن الحد الأدنى المطلوب من الاتحاد الدولي لملعب الافتتاح والختام هو 80 ألف متفرج.
في المقابل وعلى خلاف تقييم الاتحاد الدولي لكرة القدم الايجابي جاءت تقييماته في حقوق الإنسان مخيبة إذ قالت منظمة 'هيومن رايتس ووتش'إن سجل السعودية مخز في حقوق الإنسان، وهو ما رفض 'فيفا'التعليق عليه، ووصفت منظمة العفو الدولية سجل حقوق الإنسان في السعودية بالمروع، وحذرت من مخاطر تتعلق بحقوق العمال والتمييز وحرية التعبير، وقالت إن استضافة كأس العالم في المملكة تتطلب إجراء تغييرات كبيرة في قوانين العمل، وإطلاق سراح النشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان، وإلغاء القوانين ضد النساء والمثليين.
في السياق ذاته منح 'فيفا' ضمن تقييمه للملف السعودي درجة متوسطة فيما يتعلق بمخاطر حقوق الإنسان، كما أشار التقرير إلى أن استضافة السعودية للبطولة قد تتسبب في إصلاحات في مجال حقوق الإنسان.