وسط سباق محتدم للغاية بين نائبة الرئيس الحالية كامالا هاريس والمرشح الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترامب. وتجذب الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024 اهتماما عالميا، لكن التصويت الذي بدأ أمس الثلاثاء لا يقتصر على اختيار رئيس للولايات المتحدة فقط، بل يشمل أيضا انتخابات حاسمة لعضوية الكونغرس الأمريكي. حيث سيتم انتخاب جميع أعضاء مجلس النواب البالغ عددهم 435، بالإضافة إلى ثلث أعضاء مجلس الشيوخ. ومع تزايد حدة المنافسة، يترقب الكثيرون ما إذا كانت السيطرة على هذين المجلسين ستتغير، وما هي العواقب المحتملة على السياسة الداخلية والخارجية للولايات المتحدة.
ورغم الحملات الانتخابية المكثفة التي شهدتها الأسابيع الأخيرة، لا يزال السباق متقاربا جدا، مع فارق ضئيل في استطلاعات الرأي بين الطرفين، ما يجعل الانتخابات الحالية واحدة من أكثر السباقات توترا في تاريخ الولايات المتحدة.ووفق مراقبين فإن الانتخابات الأمريكية 2024 لن تكون مجرد اختيار للرئيس المقبل، بل هي اختبار حقيقي لقيم الديمقراطية الأمريكية، التي تقوم على التعددية والتنوع. ومع اقتراب ساعة الحسم، ستترقب الولايات المتحدة والعالم بأسره نتائج هذا السباق المثير، حيث سيقرر المجمع الانتخابي من سيرتقي إلى سدة الرئاسة، في وقت تعيش فيه أمريكا حالة من غياب اليقين وضبابية في المستقبل السياسي نتيجة تراكمات عديدة.
تعتبر الانتخابات الحالية اختبارا هاما ليس فقط لمن سيشغل البيت الأبيض، بل أيضا لمن سيسيطر على الكونغرس الأمريكي، وهو ما سيكون له تأثير عميق على مستقبل السياسات الداخلية والخارجية للولايات المتحدة. مع سباق محموم في مجلس النواب وسباق معقد في مجلس الشيوخ، يتزايد التساؤل حول ما إذا كانت الانتخابات ستسفر عن تحول كبير في التوازن السياسي داخل الكونغرس، أو ما إذا كانت ستعزز هيمنة الحزب الحاكم. هذه الانتخابات، في النهاية، ستكون بمثابة إشارة قوية لما يمكن أن يتوقعه الأمريكيون والعالم من الحكومة الأمريكية خلال السنوات القادمة.
وتكشف معظم استطلاعات الرأي الأخيرة عن تفاوت ضئيل بين ترامب وهاريس، حيث يظهر الفارق بينهما لا يتجاوز 1 إلى 3 بالمائة، وهو هامش خطأ في الكثير من الاستطلاعات. وتشير خمس استطلاعات كبرى إلى تعادل افتراضي بين المرشحين، ما يعكس حجم التوتر الذي يعيشه المجتمع الأمريكي في هذا السياق.
وتزداد حدة المنافسة في الولايات المتأرجحة التي تعد محورية في تحديد الفائز، إذ تشير النتائج إلى تباين ضئيل للغاية بين الطرفين في أربع ولايات رئيسية: نيفادا وميشيغان وويسكونسن وبنسلفانيا. في بعض هذه الولايات، تتراوح الفجوة بين المرشحين بنسبة 1 بالمائة أو أقل، ما يضع هذه الولايات في قلب السباق الرئاسي.من جانب آخر، يتقدم ترامب بنسبة أكبر قليلا في ولايات مثل أريزونا وجورجيا وكارولينا الشمالية، بمتوسط أقل من 3 بالمائة، في الوقت الذي تؤكد فيه استطلاعات الرأي أن نتائج هذه الولايات قد تكون حاسمة في تحديد هوية الرئيس المقبل.
الولايات المتأرجحة: ساحة المعركة الحاسمة
تشير التحليلات إلى أن الولايات السبع المتأرجحة هي التي ستحدد، بشكل شبه حاسم، من سيرتقي إلى منصب الرئيس الـ47. على عكس أغلب الديمقراطيات الحديثة التي تعتمد على الانتخاب المباشر، لا ينتخب الأمريكيون الرئيس بشكل مباشر، بل عبر نظام "المجمع الانتخابي". ويشارك في هذا النظام 538 مندوبا من مختلف الولايات، حيث يدلي كل منهم بصوته وفق نتائج التصويت الشعبي في ولايته.ويتفاوت عدد المندوبين الذين تمثلهم كل ولاية بناء على عدد سكانها، مع تخصيص 11 مندوبا لأريزونا، و6 لنيفادا، و10 لويسكونسن، و15 لميشيغان، و19 لبنسلفانيا، و16 لكل من نورث كارولينا وجورجيا. ومن خلال هذا النظام، يحصل المرشح الذي يفوز بالأغلبية في كل ولاية على جميع أصوات المندوبين، باستثناء ولايتي نبراسكا ومين اللتين تتبعان طريقة التخصيص المتناسب.
من أجل الفوز في الانتخابات، يحتاج أي من المرشحين إلى الحصول على 270 صوتا في المجمع الانتخابي، وفي حال تحقق هذا الشرط، سيُعلن الفائز رئيسا للولايات المتحدة في 20 جانفي 2025.هذا واستمرت كل من كامالا هاريس، نائبة الرئيس الحالي، ومنافسها الرئيس السابق دونالد ترامب، في خوض حملات انتخابية محمومة في الولايات المتأرجحة، في سعي حثيث للحصول على أكبر عدد من الأصوات في اللحظات الأخيرة. وبفارق زمني ضئيل قبل يوم الحسم، تزداد المخاوف بشأن احتمالية حدوث اضطرابات عقب الانتخابات، في وقت يتزايد فيه انقسام الرأي العام بين مؤيد ومعارض لكلا المرشحين.
كامالا هاريس، التي تركز حملتها على مبدأ "أنني سأكون رئيسة لجميع الأمريكيين"، وجهت دعوة واضحة للم الشمل، مؤكدة أنها تسعى لتحقيق الوحدة بين مختلف الأطياف السياسية. في تصريحاتها الأخيرة، لم تكتف هاريس بالإشادة بما تم تحقيقه من تقدم تحت قيادة الإدارة الحالية، بل دعت من يختلفون معها في الرأي إلى طاولة الحوار.
لكن، ورغم هذه الدعوات إلى الوحدة، يرى العديد من المراقبين أن خطاب هاريس لم يكن دوما موحّدا. المحلل الاستراتيجي في الحزب الجمهوري، روبرت بورجيس، أكد في تصريحات وفق برنامج "الحرة الليلة" أن هاريس قد تكون فشلت في توجيه رسائل متماسكة للجمهور، مشيرا إلى تصريحاتها السابقة التي وصفت فيها ترامب بـ"الفاشي" وقارنته بهتلر، ما اعتبره خطابا يُعمّق الانقسام بدلاً من تحقيق التوافق.
بالإضافة إلى ذلك، يرى مراقبون أن العديد من الناخبين يتساءلون عن مدى نجاح هاريس في معالجة القضايا الجوهرية خلال فترة عملها كنائبة للرئيس، مثل الهجرة غير القانونية والاقتصاد. وبرغم أن هاريس قدمت نفسها كمنافِسة على الوحدة، يرى البعض أن أفعالها وتصريحاتها قد أضعفت الصورة العامة للولايات المتحدة على الساحة الدولية، مما جعل الكثير من الأمريكيين يقارنون إرثها بإرث ترامب، ويتساءلون: "هل نحن أفضل حالا مما كنا عليه قبل أربع سنوات؟".
على الطرف الآخر، يواصل دونالد ترامب التأكيد على "الأمل" و"الفرص الجديدة" التي وعد بها الأمريكيين حال فوزه. وفي ظل الحملة الانتخابية التي شهدت تأكيدات مستمرة حول فاعلية خطة ترامب لإعادة بناء البلاد، يعتبر ترامب نفسه الوحيد القادر على إخراج الولايات المتحدة من الأزمات الحالية.
ورغم الاتهامات المستمرة التي أطلقها حول تزوير الانتخابات، يعتقد البعض أن مثل هذه التصريحات قد تثير انقساما أكبر. وبينما يسير ترامب على هذا المسار، فإن مارجوري مارجوليفسكي، النائبة السابقة في الكونغرس، ترى أن هاريس تقدمت بخطاب أكثر توازنا، يركز على الوحدة الوطنية، وهو ما يلقى دعما خاصّا بين النساء في المناطق الريفية في ولاية بنسلفينيا، التي تُعتبر من الولايات المتأرجحة التي قد تحدد مصير الانتخابات. فالحماس المتزايد بين الناخبين لصالح هاريس قد يكون له دور حاسم في يوم الحسم، خصوصًا في الأوساط التي تشعر بالإرهاق من الانقسام الذي أثاره ترامب خلال السنوات الماضية.
الحملات الانتخابية: أمل وتشكيك
ورغم الاستقطاب الكبير بين الفريقين، يجد العديد من الناخبين في حملة ترامب بريق الأمل في تحسين حياتهم الاقتصادية. في المقابل يرى شق آخر أن خطاب الوحدة الذي تقدمه هاريس يبرز كخيار إيجابي يختلف عن خطاب ترامب الذي يركز على الهجوم والانتقاد المستمر.
وسط هذه الأجواء المشحونة بالجدل والانقسام، تتجّه الأنظار جميعها صوب الولايات المتأرجحة مثل بنسلفينيا التي قد تُحسم فيها نتيجة الانتخابات. في هذه اللحظات الأخيرة، تتسارع وتيرة الحملات الانتخابية لكلا المرشحين، وكل منهم يحاول إقناع الناخبين بأن رؤيته هي الأنسب لقيادة أميركا في المستقبل. في الوقت الذي يتساءل فيه الجميع: هل سيواصل الأمريكيون دعم السياسات الحالية، أم أن الوقت قد حان لتغيير جذري تحت قيادة ترامب؟
انتخابات الكونغرس
يتمتع الجمهوريون حاليا بأغلبية بسيطة في مجلس النواب، حيث يشغلون 220 مقعدًا مقابل 212 مقعدًا للديمقراطيين، مع ثلاثة مقاعد شاغرة. ورغم أن الانتخابات في هذا المجلس غالبًا ما تكون متقاربة للغاية، إلا أن استطلاعات الرأي الأخيرة تشير إلى إمكانية أن يستعيد الديمقراطيون السيطرة عليه.
ويحظى مجلس النواب بأهمية خاصة من الناحية التشريعية، حيث أنه هو المجلس الذي يتعين عليه إقرار جميع مشاريع القوانين المتعلقة بالإيرادات، مما يعني أن أي قانون يتطلب تمويلا، بما في ذلك مشاريع المساعدات الدولية أو تخصيصات الجيش، يجب أن يمر أولاً عبر هذا المجلس. وبالتالي، فإن أي تغيير في أغلبية مجلس النواب قد يؤثر بشكل مباشر على سياسات الإنفاق الفيدرالي، وخاصة في ما يتعلق بالمساعدات الخارجية والمشاريع الكبرى التي تتعلق بالأمن القومي.
على الجبهة الأخرى، يتحكم الديمقراطيون حاليا في مجلس الشيوخ بأغلبية بسيطة تبلغ 51 مقعدًا، مع وجود 49 مقعدا للجمهوريين. ومع ذلك، فإن الديمقراطيين لديهم في الواقع 47 مقعدا فقط، حيث يصوت أربعة أعضاء مستقلين مع الديمقراطيين، وهم بيرني ساندرز، أنجوس كينغ، جو مانشين، وكيرستن سينيما. وبالنظر إلى المناخ السياسي الراهن، تشير التوقعات إلى أن السيطرة على مجلس الشيوخ قد تنتقل إلى الجمهوريين في الانتخابات القادمة، وهو ما سيكون له تأثير كبير على كيفية تشريع القوانين والسياسات الفيدرالية.
ولمجلس الشيوخ أهمية كبيرة في صياغة السياسة الخارجية الأميركية، إذ تلعب لجنة العلاقات الخارجية دورا محوريا في تحديد ملامح السياسة الدولية للولايات المتحدة. فهذه اللجنة هي المسؤولة عن الموافقة على برامج المساعدات الخارجية، والإشراف على مبيعات الأسلحة إلى الخارج، بالإضافة إلى تنظيم التعيينات الدبلوماسية، من السفراء إلى كبار المسؤولين في وزارة الخارجية. كما أن هذه اللجنة لها دور في معالجة المعاهدات الدولية، سواء في صياغتها أو في الموافقة عليها أو حتى رفضها.
انقسام داخل الولايات المتحدة
ووفق مراقبين من أبرز القضايا التي قد تتأثّر بشكل مباشر بنتائج انتخابات الكونغرس، المساعدات الدولية، خاصة تلك المتعلقة بالصراع في أوكرانيا وكذلك في الشرق الأوسط. فإذا تغيرت أغلبية المجلسين، قد يواجه الرئيس صعوبة أكبر في تمرير قراراته بشأن المساعدات العسكرية أو الإنسانية. فالمجالس، ولا سيما مجلس النواب، تلعب دورا حاسما في تحديد الميزانيات المخصصة للمساعدات الخارجية.
وعلى الرغم من أن الانتخابات الرئاسية تستقطب معظم الاهتمام، فإن نتائج انتخابات الكونغرس ستظل لها تداعيات بعيدة المدى على السياسة الداخلية والخارجية للولايات المتحدة. فإذا تمت السيطرة على أحد المجلسين من قبل الحزب المعارض، فإن ذلك قد يؤدي إلى تغيير جوهري في كيفية اتخاذ القرارات التشريعية، خصوصا فيما يتعلق بالمسائل الكبرى مثل الأمن القومي، السياسة التجارية، وأدوار أمريكا في الصراعات الدولية.
القلق يمتد إلى المجتمعات اليهودية والعربية والمسلمة في الولايات المتحدة، حيث أظهرت استطلاعات الرأي حالة من الانقسام بين مؤيد ومعارض لهاريس وترامب. يفضل معظم اليهود في الولايات المتحدة عادة مرشح الحزب الديمقراطي، ولكن بسبب الحرب الأخيرة في غزة، فقد انقسموا في هذه الانتخابات بشكل غير مسبوق. في المقابل، يشير بعض المراقبين إلى أن الاستطلاعات قد لا تعكس الواقع دائما، فقد تكون هناك تغيرات مفاجئة في المواقف في اللحظات الأخيرة.
العرب والمسلمون في الولايات المتحدة أيضا يتعاملون مع الانتخابات من منظور مختلف، حيث يرون أن هاريس قد تكون أقل سوءا من ترامب، لكنهم في نفس الوقت لا يتوقعون أن تحدث تغييرات جذرية في السياسة الأمريكية تجاه قضاياهم. وفي هذا السياق، تشير بعض التقديرات إلى أن العديد منهم قد يختارون "التصويت ضد" هاريس بسبب مشاركتها في إدارة بايدن التي تتبنى مواقف مؤيدة لإسرائيل فيما يتعلق بالحرب على غزة ولبنان.
في النهاية، يبقى السؤال الأكبر: هل ستؤدي الانتخابات الأمريكية إلى تغيير جوهري في السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط، أم أن النتائج ستكون مجرد استمرارية للسياسات السابقة؟ الإسرائيليون ينتظرون بفارغ الصبر فوز ترامب، بينما يرى آخرون في هاريس أملا محتملا في التغيير. في المقابل، يبقى الفلسطينيون والعرب في حالة ترقب، يحاولون تحديد أي من الخيارات سيكون الأكثر فائدة في ظل وضع سياسي يتسم بالتعقيد والتحديات المستمرة.
ترقب ورهانات على مستقبل الشرق الأوسط
وتتسابق الأنظار في الشرق الأوسط نحو الانتخابات الرئاسية الأمريكية، التي تحمل تداعيات كبيرة على الداخل الأمريكي وكذلك على مستقبل الصراع في الشرق الأوسط. وتأتي هذه الانتخابات في وقت حساس، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى تقارب شديد بين كامالا هاريس ودونالد ترامب، ما يزيد من حالة الترقب والتوتر في تلّ أبيب، إذ تجد إسرائيل نفسها أمام خيارين غير مألوفين في سياق العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية.
منذ شهور، اتخذت حكومة الاحتلال الإسرائيلي بقيادة بنيامين نتنياهو موقفا علنيّا داعما لترامب، الذي يعتبرونه حليفا قويا، بل يُنظر إليه في بعض الأوساط كـ"منقذ" لإسرائيل. ترامب لم يتردد في اتخاذ خطوات أيدتها إسرائيل، مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان.
أما هاريس، التي تقف على النقيض من ترامب في العديد من القضايا، فتعد خيارا يفضله البعض بسبب مواقفها الأكثر تحفظًا تجاه التصعيد العسكري في غزة والشرق الأوسط، ما يجعلها الخيار الأقل سخاء لإسرائيل من ترامب، وفقا للعديد من المراقبين الإسرائيليين. ورغم ذلك، فإنّ هاريس تبقى بالنسبة لإسرائيل أقل جذبا مقارنة بترامب، الذي يتبنى خطابا أكثر تقاربا مع السياسات اليمينية الشعبوية التي تدعمها حكومة نتنياهو.
كما يواجه الرأي العام في الشرق الأوسط انتخابات معقدة. فعلى الرغم من أن الكثير يعارضون سياسات ترامب العدائية ضد حقوق الفلسطينيين، فإنهم يجدون أنفسهم في حيرة بين مرشحين يحملان كل واحد منهما تاريخه المختلف. ترامب الذي تبنى سياسات عدائية للفلسطينيين، بما في ذلك دعمه الكامل لقرارات إسرائيل مثل ضم القدس ورفض حل الدولتين، مقابل هاريس التي قد تكون أقل قسوة في مواقفها لكن لا يبدو أنها ستضغط بشكل فعّال على إسرائيل لتحقيق تقدم في عملية السلام.
اليوم، تبدو هذه الحيرة مطروحة أيضا على الفلسطينيين ، الذين يبحثون عن مرشح قد يكون أقل ضررا عليهم في ظل الظروف الراهنة. في حين أنّ هاريس تبقى الخيار الأقل سوءا، يبقى السؤال حول مدى قدرتها على تغيير السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل والفلسطينيين أم مجرد استمرار للسياسات السابقة التي فشلت في إحداث تحول جوهري.
في السياق الإسرائيلي، تبرز صورة نتنياهو الذي لا يفوّت فرصة للإشارة إلى دعمه العلني لترامب. في العديد من المناسبات، عبر عن رغبته في عودة ترامب إلى البيت الأبيض، معتبرا أن الأخير هو الحليف الأكثر توافقا مع الحكومة الإسرائيلية الحالية.
لكن المعارضة الإسرائيلية، من جانبها، تتجنب اتخاذ مواقف صريحة من التنافس بين هاريس وترامب، مفضلة الحياد في هذه المعركة المحتدمة. وفيما يعتبر البعض أن فوز ترامب قد يعزز سياسات إسرائيل العسكرية والتوسعية في المنطقة، يرى البعض الآخر أن ترامب يشكل خطرا على القيم الديمقراطية، ليس فقط داخل الولايات المتحدة، بل أيضا على الصعيد الدولي.
إجراءات أمنية مشددة
في الوقت الذي تحتدم فيه المنافسة على منصب الرئاسة، اتخذت السلطات الأمريكية إجراءات أمنية مشددة في مراكز الاقتراع ومراكز فرز الأصوات لضمان سير الانتخابات بشكل آمن. هذه الإجراءات تأتي في وقت حساس، حيث تشهد البلاد انقسام سياسي حاد، خاصة بعد انتخابات عام 2020 المثيرة للجدل.
وتعتبر الانتخابات الرئاسية في 2024 بمثابة اختبار حقيقي للديمقراطية الأمريكية، في ظل التحديات القانونية والسياسية التي يواجهها ترامب، والانتقادات التي تطال سياسة هاريس الداخلية والخارجية.