لمنطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا الأميرة بسمة بنت علي، وهي رئيسة أمناء الصندوق الهاشمي لتنمية البادية الأردنية، ومؤسسة الحديقة النباتية الملكية من المملكة الأردنية الهاشمية.
ويتنزل اللقاء في إطار سلسلة أحاديث الألكسو، وهي عبارة عن سلسلة لقاءات متعددة الموضوعات، تتضمن لقاءات مع الشخصيات العربية من صناع القرار وأعلام الفكر والعلم والثقافة والاقتصاد في الوطن العربي والعالم، الذين حققوا إشعاعا ً واسعا في مجالات اهتمامهم، للحديث حول القضايا التربوية والعلمية والثقافية والتنموية.
وشاركت الأميرة بسمة بنت علي، المعروفة بالتزامها بالحفاظ على البيئة، خبراتها في المؤتمر الذي جمع متخصصين في الثقافة البيئية ودبلوماسيين. وهي حاصلة على درجة الماجستير في الإدارة البيئية من جامعة ميشيغان، وأسست الحدائق النباتية الملكية في الأردن، التي تعد ملاذ مخصص لأبحاث النباتات المحلية والتنوع البيولوجي. وقد ساهم عملها مع الجمعية الملكية لحماية الطبيعة في حماية الحياة النباتية والحيوانية في الأردن، وتعزيز نهج الأردن الشامل لإدارة النظام البيئي الذي يلبي احتياجات المجتمعات مع الحفاظ على الموارد الطبيعية. وأوضحت في كلمتها رؤيتها ومبادراتها لأهمية ثقافة التعليم البيئي والحفاظ على البيئة المستدامة.
حماية البيئة التحدي الأصعب
ألقت الأميرة بسمة بنت علي محاضرة حول جهود الأردن في الحفاظ على التنوع البيولوجي وحماية البيئة من خلال المشاريع العديدة وعلى رأسها مؤسسة النباتات الملكية. حديقة. وعرضت مكونات هذه الحديقة التي تعتبر كنزاً يحمي ويحافظ على التراث الوراثي النباتي الأردني.
وفي المنطقة الخضراء للحديقة النباتية، كشفت بحماسة عن أسس وطموحات هذا الملجأ للتنوع البيولوجي: وهي الحفاظ على النظم البيئية واستعادتها، والتعليم البيئي والنجاحات التي تم تحقيقها بالفعل. ومن بين هذه المبادرات، إنشاء قاعدة بيانات شاملة، وبنك بذور حيوي، والمعشبة الوطنية، والدعم الثابت للبحث العلمي. توضح هذه المبادرات التزام الحديقة بحماية تراثنا الطبيعي مع تشجيع الابتكار.
وقالت إن الحديقة النباتية هي نموذج لما يمكن أن تحققه البشرية عندما تعمل في انسجام مع الطبيعة. وتعتقد أن المبادرات المماثلة الأخرى يمكن أن تحذو حذوها وتساهم في مستقبل أكثر اخضرارًا واستدامة.
تضافر الجهود
من جانبه أكد المدير العام لمنظمة الألكسو محمد ولد أعمر، في كلمته :" إن منظمتكم العربية للتربية والثقافة والعلوم وبجهود أبنائها ودعم الدول العربية الأعضاء لماضية قدما في تحقيق رسالتها النبيلة التي لا يكتمل الوصول إليها إلا بتظافر الجهود المؤمنة بسمو تلك الرسالة سعيا لتحقيق ميثاق الوحدة الثقافية وإيمانا بأن وحدة الفكر والثقافة هي الدعامة الأساسية التي تقوم عليها الوحدة العربية وبأن الحفاظ على التراث الحضاري العربي وانتقاله بين الأجيال وتجديده على الدوام هو ضمان تماسك الأمة العربية ونهوضها بدورها الطليعي الإبداعي في مجال الحضارة الإنسانية والسلام العالمي المبني على العدل والحرية والمساوات، وذلك من خلال التخطيط الرشيد والتنظيم المسؤول الذي يفضي إلى بناء الانسان العربي في قيمه الراسخة، وفي إطار من المعاصرة الحضارية الخلاقة تجديدا للثقافة العربية لمواصلة مسيرتها الخالدة والاضطلاع بمسؤولياتها الإنسانية في سبيل تحريك المجتمع العربي ومساندته في طريق تحقيق التنمية والرخاء والتقدم.
مشاريع تنمية الانسان وحماية البيئة
يتأتى ذلك من خلال تنفيذ الألكسو للعديد من المشاريع والمبادرات والأنشطة في كافة المجالات التربوية والثقافية والعلمية بدءا من تلك المشاريع التي تصنع لراسمي السياسات وصناع القرار خريطة طريق تأخذ بعين الاعتبار السياقات الإقليمية والدولية المتغيرة، والتحديات والأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي نعيشها، لعل من أبرزها اتساع الفجوات المعرفية والاقتصادية بين الدول من ناحية وداخل المجتمع الواحد في بعض الأحيان.
وأوضح انه في مجال العلوم والبحث العلمي، تتمحور توجهات المنظمة الاستراتيجية على خطى "الاستراتيجية العربية للبحث العلمي والتكنولوجي والابتكار" التي أوكلت القمة العربية الثامنة والعشرون المنعقدة في المملكة الأردنية الهاشمية عام 2017 مهمة متابعة تنفيذها للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، إذ دعت هذه الاستراتيجية ضمن آليات تنفيذها المتعددة إلى تطوير التعاون العلمي والتكنولوجي بين الدول العربية في المجالات ذات الاهتمام المشترك، إضافة إلى تعزيز دور العلوم والبحث العلمي في خدمة قضايا التنمية العربية، ورعاية منظومة الابداع والابتكار وتشجيع الباحثين الشبان في الوطن العربي، والاهتمام بدور الباحثات العربيات وتثمين دورهن الرياديّ في خدمة المجتمعات الإنسانية، وتنمية الوعي البيئي لحماية الموارد الطبيعية وحسن استخدامها والتوسع في استخدام الطاقات النظيفة واستثمارها والاهتمام بالقضايا المتعلقة بالتداعيات الأخلاقية لتطبيقات العلوم والتكنولوجيا الحديثة وترسيخ ثقافة البحث العلمي ونشرها.
وشدد على ان الألكسو تولي برنامج الإنسان والمحيط الحيوي اهتماما خاصا، حيث يهدف هذا البرنامج إلى الارتقاء بدور المجتمعات المحلية في حماية وإدارة الموارد الطبيعية ودعم جهودها في تطوير مشاريع مستدامة وإشراكها في عمليات صنع القرار المتعلقة بالبيئة والتنمية المستدامة، إيمانا منها بأن احترام التنوّع الثقافي هو أداة من أدوات تعزيز الوعي البيئي والممارسات المستدامة.
وقال ان الحديث عن مجال حيويّ، يحتاج منا بذل مزيد من الجهود لحمايته واستدامته في ظل التحديات البيئية والمناخية.