إذ قامت «هاريس» باستفزاز «ترامب» مرارًا وتكرارًا وأخرجته عن توازنه، ومَنَحت الديمقراطيين التغيير الذي يتوقون إليه.
كما أن بعض الخبراء يعتقد أن أهداف «هاريس» كانت واضحةً: رسم تباينها مع «ترامب»، وإظهار جانب «المدعي العام» فيها؛ مما وضع «ترامب» فعليًا في منصّة الشهود (موقع الاستجواب) طوال المناظرة.
وخلصت البوليتيكو أنه في المُقابل، فوَّت كلا المرشَّحين بعض الفرص الجيّدة؛ إذ كان بمقدور «هاريس» أن تبذل مزيدًا من الجهود لمعالجة المخاوف بشأن مواقفها السياسية، فيما لم يتعمَّق «ترامب» في خطوط هجومه الرئيسية.
علي جانب أخر ، أشارت بعض وسائل الإعلام الأمريكية ومنها ' نيويورك بوست ' أن هناك تحيزاً من جانب منسقي المناظرة لصالح هاريس ، إذ يرى بعض الجمهوريين أن شبكة «إيه بي سي» الأمريكية ارتكبت خطأً فادحًا، عندما قامت بالتحقُّق بشكلٍ فوري خلال المناظرة من صحة بعض القضايا (التي طرحها ترامب والرد عليه لإفحامه)؛ الأمر الذي أثبت تحيُّز الشبكة الإخبارية.
وقد وجد «ترامب» نفسه مضطرًا للرد ليس فقط على هجمات «هاريس» المتكررة، ولكن أيضًا على المذيعَين اللذَين اعترضا على بعض تصريحاته، ما دفع مؤيديه إلى اتهام المناظرة بافتقارها إلى الحياد. كما تشير تعليقات الجمهوريين إلى أن المذيعَين قاما بالمقابل بالتغاضي عن عددٍ من الفرص للتعليق أو الردِّ على أطروحات «هاريس».
واستفاضت وكالة أكسيوس في إظهار الإعجاب بما وجَّهته هاريس نائبة من ضرباتٍ متكررةً إلى «ترامب» ؛ إذ انتقدته بسبب إداناته الجنائية وتصريحاته المتشعبة ومواقفه غير الشعبية، بشأن عددٍ من القضايا بما في ذلك الإجهاض.
وذكرت أكسيوس أن هذه المناظرة كانت مختلفةً تمامًا بالنسبة لـ«ترامب»، عن المناظرة التي أخرجت «بايدن» من السباق، وبدا من غير المرجَّح أن يجذب أداء «ترامب» العديد من الناخبين المعتدلين المتردِّدين.
وخلصت تقديرات أكسيوس إلي أنه في حين أشار «ترامب» إلى نفسه في المناظرة بأنه «كتاب مفتوح»، فإن عديدًا من الناخبين شعروا أنهم بحاجةٍ لمعرفة المزيد عن «هاريس»، ولذلك فإن من المتوقَّع أن تُظهِر استطلاعات الرأي في الأسبوع المُقبِل بعض الرؤى بشأن ذلك.
هذا ، ولم تغفل الواشنطن بوست تناول واقع وسيناريوهات السباق الرئاسي حيث وصفت في تقاريرها الهجوم الحاد الذي نفّذته «هاريس» ضدَّ «ترامب» وانتقاداتها له، بأنه يساعد علي إبراز كيف تغيَّرت ديناميكيات السباق منذ انسحاب «بايدن».
إذ يري الكاتب ' أولورونيبا' أنه غالبًا ما كانت ردود «ترامب» دفاعيةً وغير واضحةٍ؛ ما أظهر نوعًا من الصورة المنقسمة التي كانت حملة «هاريس» تأمل في تسليط الضوء عليها.
كما خلص تقييم الصحيفة ذائعة الصيت أنه لم يتّضح بعد ما إذا كان المرشَّحان سيتناظران مرة أخرى؛ خصوصًا أن أيًّا منهما لم يلتزم بموعد لمناظرةٍ أخرى، لكن من المقرَّر أن يتناظر المرشحين علي منصب منصب نائب الرئيس ( دي فانس وتيم والز ) في مطلع أكتوبر المُقبل.