في الموسم الثقافي لمركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف "تحت الضغط" و"المسافر وظلّه" ... عن عبث الأسئلة والرحلة !

بعد موسم من الحرث والحصاد، كانت مراكز الفنون الدرامية والركحية إلى زمن غير بعيد

تهدي جمهور الفن الرابع باقة من العروض في احتكام إلى مبدأ الجودة. أمّا اليوم فقد تعطلت عجلة الإنتاج وتعثرت سيرورة العمل بهذه المراكز - قديمها وجديدها - بعد قرار إلحاقها بالمندوبيات الجهوية للشؤون الثقافية.

أمام مأزق الوضعية المالية والإدارية لمراكز الفنون الدرامية والركحية في كل ولايات الجمهورية، استنجد مركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف بميزانية 2023 لإنتاج عملين مسرحيين سيتم عرضها في الموسم الثقافي 2024.

"تحت الضغط"... ومقص الرقيب

في عرض أول، من المنتظر أن تصافح مسرحية "تحت الضغط" جمهورها يوم 4 أكتوبر 2024 بمركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف.
و"تحت الضغط" مسرحية بإمضاء ريان القيرواني في الدراماتورجيا والإخراج، عن نص لهيفاء بولكباش وسينوغرافيا نيازي مسعودي وموسيقي عادل بوعلاق وتصميم ملابس سهام رزقي.
في بطولة لكل من منير الخزري وطاهر خيرات وعبد رحمان الشيخاوي وماهر تواتي وفردوس جبالي، تتطرق "تحت الضغط " إلى مقص الرقابة الذي يضغط على أنفاس الفنان ويطبق عليه الحصار في ظل الأنظمة التي لا تؤمن بحرية الفكر والتعبير ...
عن الرؤية الفنية والجمالية لمسرحية "تحت الضغط" أفاد المخرج ريان القيرواني في تصريح لـ"المغرب" بالقول:" يمكن تقديم هذا العرض بأنه يندرج في صنف "المهرج الملحمي" من خلال طرح هذا الموضوع بطريقة كاريكاتورية تعتمد علي السخرية والإضحاك من أجل إيصال المقصود..."
لا تخلو "تحت الضغط" من التشويق والإلغاز والمزج بين الواقع والخيال في تعريج على قضايا الفن وهموم الفنان وصراع الأجيال بين الكلاسيكي والتجديد والسلطة الذكورية في الفن وفي الحياة.

"المسافر وظلّه"... مغامرة دونكيشوتية

في غوص في مفهوم السفر بمعانيه الحقيقية والمجازية والرمزية، تأتي مسرحية "المسافر وظلّه" لتؤثث باقة الأعمال الجديدة لمركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف. في إخراج لإبراهيم الشريف تتحدث مسرحية " المسافر وظلّه" عن مغامرة دونكيشوتية يقوم بها "الشريف الغرناطي" رفقة مرافقه "عامر الجنوبي" في جبل بعيد ينتمي لتضاريس الشمال الغربي، حيث تتداخل الأحداث والمواقف بين رغبة الشريف في إقناع مرافقه بضرورة تبني مواقف فكرية تجاه ما يحدث من ظلم واستبداد في عالم اليوم، وإصرار الآخر على قبول منطق الواقع وعدم الخروج عن ثقافة القطيع. تتواتر الأحداث بين فعل درامي في الزمن الحاضر وبين تشخيص لمواقف درامية حدثت في الماضي. لا شيء يتغير، مكان ثابت، زمن يمضي بهدوء، مواقف متتابعة... مثل استطرادات من رواية دونكيشوت.

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115