البنتاغون يسعى لوقف إطلاق نار في غزة مع نشر قوات لحفظ السلام تحديات الوضع الراهن وتوقعات بفشل المقترح

في ظل صمت دولي وتجاهل عالمي، دخل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة شهره الثاني عشر،

مستمراً في حصد الأرواح وتدمير البنى التحتية دون أي بصيص أمل لوقف إطلاق النار أو التوصل إلى اتفاق. منذ بداية الهجوم في 7 أكتوبر 2023، خلفت الحرب المدمرة أكثر من 50 ألف شهيد فلسطيني و94,616 مصابا، في حصيلة مرعبة تعكس حجم الكارثة الإنسانية المستمرة. وبينما تصر قوات الاحتلال على تصعيد القصف، فإن المفاوضات العالقة لا تزال تفتقر إلى أي تقدم ملموس، مما يزيد من معاناة المدنيين ويطيل أمد الأزمة الإنسانية بشكل مقلق.

وفي تطور هام يشير إلى اهمية المرحلة الراهنة والجهود المكثفة لوقف الصراع الدائر في قطاع غزة، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) سابرينا سينغ في مؤتمر صحفي، أن الولايات المتحدة تعمل على صفقة لوقف إطلاق النار في غزة تتضمن قوات لحفظ السلام دون مشاركة مباشرة للقوات الأمريكية. ويأتي هذا الإعلان في وقت حساس، حيث تستمر المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية حماس تحت رعاية مصر وقطر، وبمساعدة من الولايات المتحدة.
ويبقى السؤال المحوري هو: هل ستنجح الجهود الدولية في تجاوز العقبات السياسية والميدانية الحالية، وتساهم في إنهاء معاناة المدنيين في غزة وتحقيق السلام الدائم في المنطقة؟ إذ يرى مراقبون أن مقترح قوات حفظ السلام هو نفسه مقترح ميناء غزة العائم الذي فشل فشلا ذريعا وجاء خدمة لمصالح واشنطن والإحتلال الاسرائيلي فحسب.

وقال محللون سياسيون إن العرض الذي قدمته الولايات المتحدة الأمريكية للتوسط في اتفاق بين حماس وإسرائيل، والذي يشمل نشر قوات حفظ سلام في قطاع غزة، يواجه صعوبات كبيرة في الحصول على موافقة الطرفين. وقد أشار المحللون إلى أن كل من حماس وإسرائيل ما زالا متمسكين بشروطهما الخاصة بشأن الهدنة، مما يجعل فرص قبول هذا العرض ضئيلة.
من جهة أخرى تجري المفاوضات بين الأطراف المعنية في ظل تحديات كبيرة، حيث يعتبر محور فيلادلفيا أحد أبرز نقاط الخلاف الحالية. يتمسك رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بضرورة بقاء الجيش الإسرائيلي في هذا المحور الاستراتيجي، بينما تصر حماس على انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة كشرط أساسي لأي اتفاق. وقد صرح نتنياهو مؤخرا أن تحقيق أهداف الحرب في غزة "يمر عبر محور فيلادلفيا"، مشددا على أن الجيش الإسرائيلي لن ينسحب منه "على الإطلاق".
ووفق مراقبين لا تقتصر الأوضاع على الخلافات بين الأطراف المتنازعة فقط، بل تمتد إلى الساحة السياسية الإسرائيلية الداخلية. منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر الماضي، اتهم مسؤولون أمنيون ومعارضون إسرائيليون نتنياهو بعرقلة إبرام اتفاق مع حماس، خشية انهيار ائتلافه الحاكم وفقدان منصبه. وزراء اليمين المتطرف، بما في ذلك وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، هددوا بالانسحاب من الحكومة وإسقاطها إذا تم التوصل إلى اتفاق ينهي الصراع.
في سياق مواز، تبرز تصريحات متناقضة بين الإدارة الأمريكية وحكومة الاحتلال الإسرائيلية. بينما تؤكد الولايات المتحدة أنها اقتربت من التوصل إلى 90% من الاتفاق، مع وجود قضيتين فقط تحتاجان إلى حل، وهما الانسحاب من محور فيلادلفيا وموضوع الأسرى والمحتجزين، فإن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يبرز موقفا مغايرا، حيث يرى أن التوصل إلى اتفاق ما يزال بعيدا ويؤكد على ضرورة بقاء الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا.

كما أن التسريبات الإعلامية الإسرائيلية تشير إلى رؤية تشاؤمية بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق في الأيام القليلة القادمة، حيث تتصاعد الضغوط الداخلية على الحكومة الإسرائيلية للاستمرار في العمليات العسكرية، خاصة بعد مقتل ستة رهائن مؤخراً، وهو ما زاد من تمسك نتنياهو بإجراءات أمنية صارمة.

يتضح من خلال هذه الديناميات أن التوصل إلى اتفاق هدنة يتطلب مزيدا من المرونة والضغط الدولي القوي، وأن استمرار الجمود والتعنت في موقف الاحتلال الغاصب قد يؤجج النزاع ويزيد من معاناة المدنيين الفلسطينيين في غزة.

غزة والسودان .. أزمة جوع كارثية

من جهة أخرى حذر تقرير جديد نشرته الأمم المتحدة من تفاقم أزمة الجوع العالمية، حيث يعاني ملايين الأشخاص حول العالم من انعدام الأمن الغذائي الحاد. ووفقًا للتقرير، فإن الصراعات والتغيرات المناخية ساهمت في زيادة حادة في أعداد الجوعى، خاصة في السودان وقطاع غزة.وأصدر التقرير، الذي يحمل عنوان "التحديث نصف السنوي للتقرير العالمي عن الأزمات الغذائية لعام 2024"، بيانات مقلقة حول الوضع العالمي للأمن الغذائي حتى نهاية أوت 2024. وكشف التقرير عن تضاعف عدد الأشخاص الذين يواجهون مستوى كارثي من انعدام الأمن الغذائي، من 705 آلاف شخص في خمس دول وأقاليم في عام 2023 إلى 1.9 مليون في أربع دول أو أقاليم في عام 2024. ويعزى هذا الارتفاع بشكل رئيسي إلى الصراع في قطاع غزة والسودان.
في قطاع غزة، فإنّ أزمة الغذاء تُعد الأكثر حدة في التاريخ حسب التقرير.إذ يعاني ما يقرب من 2.2 مليون شخص من حاجة ماسة إلى الغذاء والمساعدة، وقد اشتدت الأزمة حتى عانى نصف السكان من المجاعة بين مارس وأفريل 2024. ورغم التوقعات بانخفاض هذه النسبة إلى 22% من السكان، يظل خطر المجاعة قائما.
أما في السودان، تستمر المجاعة في مخيم زمزم للنازحين بالقرب من مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور، ومن المتوقع أن تستمر حتى أكتوبر المقبل. وأشار التقرير إلى أن حوالي 26% من الأشخاص في السودان سيواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بينما يعاني حوالي 25.6 مليون شخص من مستوى أزمة غذائية أو أسوأ. وقد أثرت الأزمة في السودان أيضا على البلدان المجاورة مثل تشاد وجنوب السودان.
الاحتياجات والإجراءات المطلوبة
دعا المسؤولون الأمميون إلى زيادة التمويل الإنساني والتركيز على معالجة الأسباب الجذرية للأزمات الغذائية مثل الصراعات والتغيرات المناخية. عارف حسين، كبير الاقتصاديين في برنامج الأغذية العالمي، أكد أن توفير التمويل وحده ليس كافيا، بل يجب تأمين الوصول إلى الأشخاص المحتاجين أيضًا.
كما شدد حسين على أهمية معالجة الأسباب الجذرية لانعدام الأمن الغذائي، مؤكدًا أنّ تحسين الوضع يتطلب استجابة شاملة ومستدامة.من جهته، تحدث الدكتور فيكتور أغوايو، مدير التغذية ونمو الطفل في منظمة اليونيسف، عن الأزمة الغذائية التي تؤثر بشكل كبير على الأطفال، مشيرًا إلى ارتفاع مستويات الهزال بين الأطفال في البلدان المتضررة. ففي غزة، يعاني أكثر من 50 ألف طفل من سوء التغذية الحاد، ويحتاجون إلى علاج منقذ للحياة.
أغوايو أكد على ضرورة وقف إطلاق النار الفوري وتوفير وصول إنساني مستدام وواسع النطاق إلى قطاع غزة لضمان تلبية احتياجات الأطفال من الغذاء والرعاية الصحية.
تُظهر البيانات الأخيرة أن أزمة الجوع العالمية تتسارع، مما يتطلب استجابة عاجلة ومتكاملة من المجتمع الدولي. بينما تشهد بعض الدول تحسنا في الأمن الغذائي، تظل مناطق مثل السودان وقطاع غزة في حالة أزمة حادة، مما يتطلب جهودا مستمرة وعاجلة لدعم الأشخاص المتضررين ومنع تفاقم الوضع إلى مجاعات واسعة النطاق.
تحقيق في إطلاق النار على جسر الملك حسين
من جهة أخرى أعلنت وزارة الداخلية الأردنية ، امس الأحد، أن الجهات الرسمية باشرت التحقيق في حادثة إطلاق النار التي وقعت على الجانب الآخر من جسر الملك حسين، وفق وكالة الأنباء الأردنية (بترا).
من جانبها ، نقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية ( وفا ) عن المدير العام للإدارة العامة للمعابر والحدود نظمي مهنا قوله إن "الحركة على معبر الكرامة، الجسر المؤدي من الضفة الغربية إلى الأردن وبالعكس، متوقفة تماما حتى اللحظة ولا تفاصيل أخرى حول إعادة تشغيله".
ووفق الوكالة ، "شددت قوات الاحتلال الإسرائيلي إجراءاتها العسكرية على حاجزها العسكري عند المدخل الشرقي لمدينة أريحا قرب الحدود الأردنية الفلسطينية".
وأفادت مصادر أمنية فلسطينية بأن "قوات الاحتلال احتجزت عمالا وسائقين في المعبر دون معرفة هوياتهم حتى اللحظة".وقتل ثلاثة إسرائيليين في هجوم بإطلاق نار على محطة شحن عند معبر اللنبي الحدودي مع الأردن .

ارتفاع عدد قتلى العدو
ذكر تقرير حديث أنه منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس، قتل 1664 إسرائيليا، من بينهم 706 جنود، وأصيب 17 ألفا و809 آخرون، وتم إجلاء حوالي 143 ألف شخص من منازلهم وإطلاق حوالي 20 ألف قذيفة على الاراضي الإسرائيلية.

وهناك 101 رهينة محتجزون حاليا لدى حماس، حسب صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية امس الأحد.
ومنذ بدء الحرب، انطلقت صافرات الإنذار في 935 تجمعا سكنيا، مما أجبر الإسرائيليين على الفرار إلى مناطق آمنة حوالي 15 ألف مرة.
ومن جهة أخرى ، تظاهر عشرات الآلاف من الأشخاص في تل أبيب ومدن إسرائيلية أخرى أمس الاول السبت مطالبين باتفاق لإطلاق سراح حوالي 100 محتجز لدى حركة المقاومة حماس في قطاع غزة.
وفي حشد في تل أبيب، قال أحد أقارب محتجز توفي الأسبوع الماضي:"يجب ألا نضحي بحياة أخرى، لا يجب أن نضحي بهم المحتجزون المتبقون".

الدفاع المدني بغزة يعلن مقتل 83 من طواقمه

أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة، الأحد، مقتل نائب مديره في شمالي القطاع بقصف إسرائيلي استهدفه، ليرتفع عدد قتلى طواقمه منذ 7 أكتوبر الماضي إلى 83.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل في بيان: "ننعي استشهاد نائب مدير الدفاع المدني بمحافظة الشمال محمد عبد الحي مرسي في قصف إسرائيلي استهدف منزل عائلته فجر اليوم في منطقة العلمي بجباليا".
وأعلن "ارتفاع عدد شهداء طواقم الدفاع المدني منذ بداية الحرب حتى اللحظة إلى 83 عنصرًا وأكثر من 200 مصاب".
وأشار بصل إلى أنه "ما زالت طواقم الدفاع المدني تعاني من نقص المعدات التخصصية في مجال الإنقاذ، وعدم توفر الوقود وقطع الغيار التي تلزم لأجل حماية الأرواح والممتلكات".
وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت أكثر من 135 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة وفق الاناضول.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

ألمانيا.. مئات يطالبون بوقف تسليح "نظام نتنياهو الفاشي"

شارك مئات الأشخاص، امس الاول السبت، في وقفة احتجاجية بالعاصمة الألمانية برلين، للتنديد بالجرائم الإسرائيلية في فلسطين ومطالبة الحكومة بالتوقف عن تسليح "نظام نتنياهو الفاشي".

وذكر مراسل الأناضول، أن المتظاهرين تجمعوا بالقرب من محطة مترو "بلاتز دير لوفتبروكه" للتعبير عن تضامنهم مع فلسطين وللاحتجاج على الهجمات الإسرائيلية على غزة.
ونظم المتظاهرون مسيرة في المنطقة حاملين أعلام فلسطين، وساروا حتى "ساحة أورانيين" في حي كرويتس بيرغ.
فيما أوقفت الشرطة 5 أشخاص على الأقل، دون ذكر السبب.كما رفع المتظاهرون لافتات كتب عليها عبارات من قبيل "الإبادة الجماعية لا تبرر إبادة أخرى"، و"ألمانيا توقفي عن تسليح نظام (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو الفاشي".
ومن بين الهتافات التي رددها المشاركون أيضا: "أوقفوا القتل والحرب"، و"الحرية لفلسطين"، و"ارفعوا أيديكم عن فلسطين"، و"الصهيونية جريمة"، و"أوقفوا الإبادة الجماعية".
وحاول عدد من الأشخاص استفزاز المشاركين في المسيرة رافعين أعلام إسرائيل على طول المسار وسط تدابير مشددة اتخذتها قوات الشرطة في المنطقة ومحيطها.

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115