قاعة الريو: العرض الاول لمسرحية "الكروان" اخراج فرحات الجديدي لنستمتع بطفولتنا الدائمة ولنرحل الى عوالم الالوان والاحلام

دع نفسك تعانق الالوان وبهجتها، انصت للاغاني وتحرر من واقعك والكرسي والمحيط واترك لاحلامك فرصتها لتحلق بك

بعيدا الى عوالم الخيال والذكريات، كن طفلا دائما، مارس حقك في طفولتك واستمتع بالموسيقى وتاثيرها على الروح وخلجات القلب، كن بهيا وحالما فانت في حضرة اب الفنون وسيدها المسرح هكذا يدعوا "الكروان" بصوته العذب الجمهور لينتشي مع الموسيقى والاداء وينسى لساعة من الزمن الراهن والواقع ويرسم حياة اخرى موشاة بالوان الحب والامل.

"الكروان" مسرحية غنائية نص واخراج الفنان فرحات الجديدي وتمثيل مروى العرفاوي والياس العبيدي والزين العبيدي، تقني اضاءة لطفي معاوية وملابس يسرى المزوغي وديكور خلود الميلي وتوظيب ركحي احمد عباس ومنتج منفذ غسان قاسم والعمل من انتاج فضاء "فنون" بمدينة جمّال ولاية المنستير وقدم في عرضه الاول بمسرح سينما الريو.

بين اللون والنوتة تكون متعة الرحلة
الوان مبهرة تنتشر كامل الفضاء، يقسم الركح الى مربعات متساوية كل منها موشاة باشجار وأزهار تنتهي بباب حديقة ضخمة منعكسة صورها على شاشة كبرى اقصى الركح، منذ الالوان يفهم المتفرج ان الاحداث ستكون في حديقة ملونة بألوان الحب والجمال، الصورة الاولى تشجع الطفل ليبحث عن التفاصيل اللونية الصغيرة المكونة للسينوغرافيا البصرية، الالوان والازهار سيدة الحكاية هي ستكون المدخل لرحلة الى عالم الخيال والحكمة التي ستقدمها مسرحية "الكروان" للجمهور من الاطفال والكبار.
"الكروان" عمل مسرحي يمزج التمثيل بالغناء، لعب الممثل حيّ وحرّ اما الاغاني مسجلة باجود النوتات الموسيقية، ممثلين خبروا الركح وعرفوا اسراره وقدسيته يلعبون بتلقائية الاطفال ويتماهون مع النص والحكاية حدّ الشعور انهم حقيقيين وليسوا شخصيات مسرحية، فإقناع الطفل مسؤولية صعبة واللعب امام الطفل اكثر صعوبة من الكهل لان الطفل لا يعرف المجاملة وزيف عبارات الثناء، وعلى الخشبة تميز الممثلين ثلاثتهم، فلكل مدرسته الادائية ولكل طريقته في كسر حاجز التوتر بين الممثل والمتلقي وثلاثتهم كان عنصرا لنجاح العرض الاول لمسرحية "الكروان".
"الكروان" هو عنوان العمل، منذ الاسم يحمل المخرج جمهوره الى عوالم الطبيعة، فالشخصية الرئيسية لطائر الكروان المعروف بصوته العذب وزقزقته المبهرة، الكروان بالوانه المبهرة وحركاته الرشيقة سيكون ضيف الحديقة ويطرب سكانها ويعيش المغامرة، "الكروان" شخصية قدمها الممثل الزين العبيدي، صدق وتلقائية في التعامل مع الشخصية وحركاتها والوانها جعل الممثل ينسجم مع الفكرة وينتشي بدوره مع الموسيقى.
"الكروان" عمل مسرحي موجه للطفل، تصنع السينوغرافيا بكل مكوناتها التقنية جمالية مبهرة على العمل، الالوان بتأثيرها المباشر على نفسية المتلقي، جمالية الموسيقى والايقاعات المتناغمة مع الحكاية والمشاهد، الديكور البسيط والجميل وملابس الممثلين والألوان المتقاة بعناية، الالوان تشد انتباه الطفل وتحفز خياله وتجعل المتلقي يشاهد العمل في اريحية كلية وهي احدى شيفرات العمل المقصودة.

الممثل ملتزم بالابداع وايصال شيفرات العمل

السينوغرافيا تاثر مباشرة في المتلقي وبساطتها منحت المساحة للممثل ليتحرك بتلقائية على الركح ويلعب في اريحية كذلك ساعد الديكور على خلق مناخات فرجة متعددة ينتقل معها المتلقي من حكاية الى اخرى بمجرد تغيير لون الضوء، فالسينوغرافيا في المسرحية كانت داعم اساسي لبناء هيكل فني جميل داخله يبدع الممثلين في معانقة الشخصيات وخلجاتها واحلامها.
اعتمد المخرج على قدرات الممثلين لايصال رسائل المسرحية، على الركح كان الانسجام بين الممثلين والتناغم الكلي بينهم من علامات قوة العمل واختلافه، اغلب المشاهد بين الياس العبيدي ومروى العرفاوي تتميزت بالتلقائية وكسر "الجدار الرابع" للتواصل مع الجمهور، ليشكل الممثلين ثنائي جمع بين الضحكة والصرامة في المشهد ذاته، الممثلين محترفين خبروا الركح وعرفوا كيف يوصلون رسائل المسرحية ويشجعون المتلقي على التفاعل مع العمل دون السقوط في خانة الاستسهال فقدرات الممثل وادواته الابداعية نقاط مضيئة في مسرحية "الكروان".
المسرح التزام ومسرح الطفل التزام بحق الطفل في فرجة تحترم العقل وتثير الخيال وتحفّز الحواس، مسرح الطفل باحة للحب والجدية والبحث المتواصل لتقديم فرجة تحترم طفل اليوم المرتبط بصفة كبرى بالتكنولوجيا الحديثة، هكذا كانت رسائل مسرحية "الكروان" همل يدافع عن الطبيعة واختلافها من خلال مشهد تحرير الكروان من سجنه بعد رفضه الغناء داخل القفص، كما يدعو لقيم الحب والسلام كما تقول الاغنية "نعيش في محجبة نعيش في سلام، حياتنا سعيدة لاخر الزمان" وهي الرسالة الابرز التي سينتهي بها العمل، بعد قرار السيد صاحب القصر ان يكوّن صداقة مع الكروان والخادمة ويعيش ثلاثتهم في سلام ومحبة.
مسرحية "الكروان" عمل مسرحي وتجربة فنية جديدة يخوض غمارها مركز "فنون" الموجود بمدينة جمّال من ولاية المنستير، تجربة نضالية لاثراء المشهد المسرحي الموجه للطفولة خاصة ومساحة اخرى للدفاع عن لامركزية الثقافة والذهاب للمتفرج اينما وجد، في "جمال" الصناعية المعروفة بالحركية الصناعية بعث فضاء فنون ليكون حافزا للابدالع ولتكوين اجيال تؤمن ان الفن حياة وللفن قدرة على بناء انسان سويّ وطفل/مواطن يميز بين الحق والواجب.

 

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115