العمق التونسي في فنون الفرجة وتلوينات ابداعية تحترم الاختلاف وتنصت لأصوات الاحلام واطفالهم وتوفر مادة ابداعية تحترم افكار الناشئة المتجددة، فضاء وطن الثقافي في بني خداش مساحة للحرية والفنون والابداعات المتواصلة قدم لجمهوره طيلة ثلاث ايام ملتقى وطن لمسرح الطفل وفنون العرائس في دورته الثانية.
الملتقى قدم مجموعة من العروض المسرحية والعرائسية الموجهة للأطفال الذين اصبحوا جمهورا قارا لكل فعاليات فضاء وطن المراهن على الانسان، وطن الذي اسس لنفسه قاعدة جماهيرية تتابع عروضه وورشاته في قرية بني خداش الجبلية، والتقى الجمهور مع مسرحيات "المسافر" لعبد الباسط الشاوش و"السحابة المفقودة" اخراج حسام العابد بالاضافة الى عرض قياسي قدمه ابناء نادي المسرح لفضاء وطن ولقاء فكري مع الدكتور زهير بن تردايت موضوعه " مسرح العرائس وسيط بيداغوجي".
الفضاء بات نقطة لقاء الاطفال والناشئة والكهول للنقاش حول اهمية الفنون ودورها في التغيير، وبعد ثمانية اعوام من العمل والجدية نجح فضاء وطن في تاسيس قاعدة جماهيرية ومريدين يحجون للفضاء، ينتبهون لعروضه ويتابعون انتاجاته ويقبلون بشغف على كل الفعاليات والتظاهرات التي صنعها الوطن الصغير .
وطن هو اسم الفضاء الذي اسسه المبدعين عبد الحكيم الصويد ورفيقه حمزة ضو خلف الله بعدا ان سكنهما الحلم وهما يدرسان المسرح في الكاف، عام 2016فتح وطن ابوابه لمحبي الفنون كأول فضاء ثقافي خاص في بني خداش ومدنين، اعلى الجبل وقف الفضاء شامخا يبعث رسائله المشفرة والمدافعة اساسا عن الحق في الثقافة، ويشرف على تسييره في الاعوام الاخيرة المبدع جلال حمودي وأسس الفضاء العديد من المهرجانات المهتمة اساسا بمسرح الطفل مع ورشات تكوينية في فن الممثل وصناعة الماريونات والموسيقى وغيرها من الفنون المسرحية بالاضافة الى نادي مسرح الكهول ويشرف عليه الاستاذ والممثل مبروك محضاوي.
وانتج عروض خاصة به نجحت على المستوى الوطني ونافست في المسابقات والمهرجانات على غرار "الزمة" و"سياتيك الشعب يوما" و"موت فوضوي" وune fois و"صانعة الدمى" لينجح ابناء وطن ويؤكدوا ان ابناء هذا الوطن مبدعين فقط متى توفرت الفرصة.
وطن صغير الحجم، كبير بأحلام مسيريه والمشرفين عليه، زينته بسيطة تجمع الاحمر والأسود لونا السيادة يتصارعان لمن ستكون السيادة يتحادثان يتسابقان يعبران الشعاب والوهاد ثم يستقران في "وطن" فكل المتناقضات يمكن ان تبني وطنا خاصا ومميز، في وطن تعلم مبروك محضاوي وعمار التليلي المسرح واليوم كلاهما استاذ يواصل المسيرة ويمررون حبّ هذا الفن وشغفه الى الاجيال الجديدة، كما انفتح الفضاء على محيطه وقدم العديد من الورشات في المدارس الابتدائية والفضاءات الاثرية، ومن اهم التجارب تجربة نادي المسرح بالمدرسة الابتدائية "الفجيج" التي اشرف عليها المربي عمارة عطية والمسرحي جلال حمودي.
فوطن فضاء للحياة وتجربة فنية وانسانية تراهن على ابناء الجنوب في النجاح وتدافع عن حق ابناء القرى والارياف البعيدة عن المدن في الفن فرجة وممارسة، وطن مساحة للتشاركية الابداعية والثقافية، وتجربة حقيقية وصادقة في الدفاع عن لامركزية الثقافة.