مع تنفيذ قوات الاحتلال بالتعاون مع المخابرات المركزية الامريكية لغارة لاستعادة اربعة اسرى كانوا لدى المقاومة في غزة مما فتح مجالا جديدا للنقاش حول جدية الصفقة واحتمالات فشلها.
في الاعلان الذي قدمه جيس الاحتلال الصهوني مساء السبت الفارط وجاء فيه ان قواته حررت أربعة أسرى في عملية عسكرية تمَّت بمساعدة استخبارية أميركية تمثلة في باستخدام غطاء مدني وهو شاحنات المساعدات الانسانية في العملية. مما يعكس انحيازا كليا للوسيط الامريكي الذي يضغط منذ اسبوع على حركة المقاومة حاماس لقبول الصفقة التي يقترحها.
انحياز ليس بالجديد ولكنه اليوم يتزامن مع محاولة ادارة بايدن الدفع بالمقاومة الى القبول بصفقة تبادل للاسرى اقترحها نهاية شهر ماي الفارط وكشف عنها غدة تنفيذ العملية العسكرية المشتركة في قطاع غزة نهاية الاسبوع الفارط.
العملية التي اسفرت عن استعادة اربعة رهائن شارك فيها فريق من خبراء الاستخبارات الأميركية داخل الكيان المحتل وساهم عبر توجيه تنفيذ العملية في نجاحها وهو ما كشفته عدة مصادر امريكية وصهيونية قدمت تصريحات لمؤسسات اعلامية، ابرزت التعاون الوثيق بين الطرفين وتغاضت على ذكر الصفقة والدور الامريكي في الوساطة ووضع حدا لحرب الابادة على غزة.
انخراط امريكي مباشر وصريح في تنفيذ عملية عسكرية وسط قطاع غزة بهدف تحرير الاسرى، قد يلقي بظلاله على مسار التفاوض من اجل اقرار الصفقة التي كشف عن عناصرها وتفاصيلها نهاية الاسبوع الفارط ونشرت قناة «الجزيرة « مضمونها الذي ور في وثيقة حملت عنوان «المبادئ الأساسية للاتفاق على تبادل المحتجزين والأسرى وعودة الهدوء المستدام».
ووفقا لما جاء في هذه الوثيقة- فان الهدف من الصفقة اطلاق سراح جميع اسرى الحتلال الموجودين في قطاع غزة بغض النظر عن تاريخ أو فترة اسرهم ومقابل ذلك يقع الافراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين في السجون الصهيونية والذهاب الى ما تطلق عليه ادارة بايدن «الهدوء المستدام بما يحقق وقفا دائما لإطلاق النار» لتجنب الاقرار صراحة بضرورة نهاية الحرب ووقف كليا لاطلاق النار.
وقد حرص المقترح الامريكي على تحقيق المصالح الصهيونية ومحاولة تقليص اثر اي انسحاب للقوات الاحتلال من قطاع غزة، ووضع قواعد وشروط تقيد عملية إعادة إعمار غزة او وفتح المعابر الحدودية ورفع الحصار عنها.
الوثيقة تضمنت ثلاثة مراحل كل منها تدوم 6 أسابيع، في مرحلتها الاولى بتراجع قوات الاحتلال الى مناطق غير سكنية في القطاع والسماح بعودة اللجئين الى احيائهم ومنازلهم وذلك وفق مخطط زمني تمت فيه الاشارة الى ان الانسحاب جزئي يبدأ في اليوم السابع من بدء تنفيذ الصفقة التي سيتفاوض الطرفين بشكل غير مباشر على بقية تفاصيلها وخاصة المرحلة الثانية التي سيتم فيها الاعلان عن عودة الهدوء المستدام وانسحاب جيش الاحتلال خارج قطاع غزة واستكمال عملية تبادل الاسرى والانطلاق في الاستعداد للمرحلة الثالثة التي تتضمن خطة اعادة اعمار غزة لمدة تتراوح بين 3 و5 سنوات دون اية اشارة او تليمح الى رفع الحصار او الى ما اطلقت عليه ادارة بايدن ذاتها مصطلح اليوم الموالي في شارة الى ما بعد نهاية الحرب والمسار السياسي الذي سيخوضه الطرفين لقيام دولة فلسطين