مهرجان مسرح الأحياء وفضاء المسرح الصغير: نجح الرهان على الفن والاستثمار في الفن

يصنعون الفرجة ويوزعون تذاكر السعادة علنا،

هنا في حي طريق بني خداش وأمام هذه الجماهير الغفيرة يوزع المسرح الصغير ألوانا من البهجة والحب، في هذا الفضاء الصغير كان اللقاء طيلة اسبوع ضمن فعاليات الدورة السابعة لمهرجان مسرح الاحياء في دورة دولية أولى، في طريق بني خداش كان الموعد مع عروض من تونس وليبيا والجزائر والمغرب.
نجح المسرح الصغير في رهانه الثقافي والانساني، نجح المشرفين على الفضاء والمهرجان في كسب ثقة المتفرجين بمختلف الاعمار والانتماءات الفكرية والاجتماعية.

رمزي محمدي: نجح رهان التاسيس ونشتغل على اكاديمية للفنون
المسرح يجمع الكل والمحامي رمزي محمدي من المهتمين بالمسح والمدافعين عن هذا الفن للغرب يقول" كبرت الحلمة وبعد سبعة اعوام من الاشتغال وصلنا الى رهان الدولية، بعد سبعة اعوام حين نرى العدد الكبير لأعضاء لجنة التحكيم نجزم ان المهرجان نجح أولا في التكوين والرهان على أبناء الاحياء، ثانيا قيمة العروض وحجم الاهتمام الشعبي ودعم المسؤولين والمؤسسات الخاصة يمكن القول ان الحلم كبر وبات حقيقة، مسرح الاحياء حلم شخص واحد هو كريم الخرشوفي نشرها في مجموعة وأصبحت حلم كل المجموعة"
وعن التغيير الذي حصل في المكان يقول محمدي تغير في الحي الكثير، استحضر صورة واحدة هناك من كان يشوش على العروض الفنية ويستغرب واحيانا ويرفض وجودها في الاحياء الشعبية تحديدا حي طريق بني خداش، اصبحوا اليوم من المكلفين بالحراسة والساهرين على انجاح الفعاليات، هناك تلاميذ كانوا منقطعين عن الدراسة وبفضل المسرح عادوا لإتمام تعليمهم و آخرين اصبحوا ممثلين وجزء اساسي في التجربة الابداعية.
فالمسرح أصبح جزء من الحياة اليومية في الحي، نجح المهرجان في الاستثمار في الانسان، أولا من خلال المواضيع المطروحة على غرار العنف ضد المراة في مسرحية "ثم ماذا" وظاهرة الانقطاع عن الدراسة "الجدار" ونجح في العمل على الجانب الانساني ومس الحقوق المضطهدة في "الرفسة" جميعها مواضيع تهم الانسان وتدافع عن حقوقه وهذا ما يهمنا في المسرح الصغير.
اصبح للمهرجان والمسرح جمهوره بعد سنوات من الاشتغال على الاحياء، اي عرض مسرحي ننظمه لديه 100متفرج لذلك عروض الساحات والمدارس يتجاوز الحضور 500 واكثر، نحن ابناء هذه الاحياء ناتي بعروض مدروسة فنيا، نحن نحترم ذواتنا وافكارنا لذلك نجح المسرح الصغير في تاسيس قاعدته الجماهيرية.
ويؤكد محمدي ان القادم سيكون العمل على الامور التنظيمية نشتغل على النظام الداخلي للمسرح الصغير كفضاء جمعية نشتغل على تاسيس اكاديمية للفنون ومهرجانات فن الاداء ومسرح الاحياء ستكون اكثر تنظيما في الجانب الاداري وسنعمل على البحث عن التمويل وسنقتحم فضاءات اخرى للعرض سنذهب الى "البطاحي" والساحا الشعبية في المناطق الريفية لكي نصل الى جمهور اكبر وجمهور ياتيه المسرح، يجب ان يكون هناك مسار عمل سياسته الذهاب الى الجمهور حيثما يوجد دفاعا عنه وعن حقوقه.
بوبكر الغناي: مسرح الاحياء مساحتنا للعب والحب
ممثل محترف ومختلف هو ابن الفضاء ومنه تعلم حبذ المسرح، الممثل بوبكر الغياي يتحدث عن التجربة بالقول: انا من الشاهدين على ولادة فضاء المسرح الصغير والمهرجان، كنت تلميذ باكالوريا وتعلمت المسرح في المعهد مع كريم الخرشوفي من هناك انطلق المشروع والبدايات "فلنكتسح الأحياء بالفنون ونعيد اكتشاف الزوايا والبحث عن الطاقات الموجودة هنا" هكذا ان الرهان، انا والمهرجان نكبر تدريجيا سبعة اعوام من مسيرتي وتجربتي هي عمر الفضاء ايضا.
ويضيف محدثنا هناك احداث تكون صدفة "في السابق كنت من ممارسي الرياضة ومن محبي كرة القدم لثمانية اعوام العب كرة القدم، لم اعرف المسرح ولم احلم بممارسته،الى حين مشاركتي في ناد للمسرح بالمعهد وقتها حدثت تلك الرجة الداخلية وتغيرت اهتماماتي وها انني اليوم ادرّس المسرح واتشارك الشغف من الاطفال.
اشعر ان مساري الخاص يتماهى مع المهرجان، لازالت صور الدورة لاولى راسخة في ذاكرتي، لم تتغير المحبة والإيمان بالمشروع، تغير الاشخاص احيانا لكن المشروع ظل ثابتا بطريقة جميلة جدا وحاولنا الحفاظ على اهداف المشروع والمميز تقيمنا لذواتنا بعد كل دورة حتى نتجاوز الاخطاء.
في الفضاء نعمل بمنطق عائلة في دورات سابقة عملنا بصفر مليم من اللاشيء نصنع الدورة ونقدم العروض الذاتية لاننا نصرّ على الحفاظ على هوية المهرجان وثباته.
ويؤكد الغناي على نجاح مشروع المسرح الصغير "مشروع على امتداد سنوات وخرج من الفضاء اساتذة مسرح ومكونين حقيقيين انا منهم اليوم كنت في المعهد الذي تعلمت فيه المسرح وهناك صورة راسخة بوبكر غناي التلميذ قبالة كريم خرشوفي الاستاذ، اليوم في نفس المكان وجدت بوبكر الغناي الاستاذ يمرر معارفه المسرحية لتلاميذ آخرين شغوفين بهذا الفن، مشاعر مختلطة من الفرحة والمسؤولية سكتني وسامرر له بكل الحب ما تعلمته.
للمسرح الصغير حراسه ومريديه
كسب مهرجان مسرح الأحياء ثقة الجمهور وأصبح محجا للباحثين عن الفرجة، كما نجح المسرح الصغير في تأسيس لبنة عمل يشرف عليها اساتذة ومسرحيين تشاركوا الفكرة والانتماء الى مدرسة الدفاع عن الحق في الثقافة.
للمسرح الصغير حراسه الصادقين وهم مؤطري نوادي المسرح والباحثين عن جمالية الصورة، كما نجح المسرح الصغير في جلب مريدين منشغلين في جهاتهم بمأسسة المسرح والدفاع عن الانسان بالفنون على غرار مراد طواهرية مؤسس نادي المسرح ببن قردان "نؤمن ان في الفن نجاة واكثر عملنا على الاطفال والمراهقين لانهم الاكثر حساسية، مدنين او بن قردان لا تختلف العقلية كثيرا، نفس منطق استهلاك الفنون، في بن قردان اشتغل على الانسان، اريد انقاذ ابنائي من خطر الشارع والدمغجة و الارهاب بمختلف مظاهره عبر الفن، ومهرجان مسرح الاحياء جزء من هذا التمشي ذلك سعدت بوجودي معهم في لجنة التنظيم ايمانا بدور الفن والتغيير ودفاعا عن حق ابنء الاحياء الشعبية في الفنون" كما صرح للمغرب.
من بن قردان الى القصرين كان رهان أسامة زلفاني على الفن في التغيير، اسامة زلفاني كوريغراف ومصمم رقصات اصبح جزء من المنظومة الابداعية للمهرجان وللمسرح الصغير، يشتغل اسامة زلفاني على المشهدية والتعبير بالجسد "نجحنا في الرهان على الفن وغير العقلية المستهلكة للمادة الفنية، نجحنا وتمّ الكلام لاننا نؤمن بالفعل لا القول" حسب تعبيره، واسامة زلفاني من الساهرين على تمرير لغة الجسد والدفاع عن جمالية الصورة في العروض المسرحية التي ينجزها مهرجان مسرح الأحياء.
مهرجان مسرح الاحياء له حراسه الساهرين على انجاح فعالياته، مراد طواهرية وضو حمزة خلف الله واسامة زلفاني وعادل يحى وغيث غفاري وسيرين زروق وبثينة عاشور وخلود الشوكي وربيعة الطبيب ورمزي محمد جميعهم يؤمن بانسانيته ويدافع عنها بالفن.

 

 

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115