حيث أصدرت 19 منظمة إنسانية بيانا مشتركا تحت عنوان: "المدنيون في غزة في خطر شديد والعالم يراقب: عشرة متطلبات لتجنب كارثة أسوأ". وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه غزة أسوأ فترات الحرب وسط تصعيد إسرائيلي للقصف وارتفاع كبير في عدد الضحايا دون أية أفق لهدنة قريبة. وعلى صعيد متصل تحتضن روسيا الأسبوع المقبل اجتماعا بين ممثلي حركتي فتح وحماس الفلسطينيتين لبحث تطورات المشهد.
وعلى صعيد الوضع الإنساني المقلق في غزة ، ناشدت 19 منظمة دولية في مقر الأمم المتحدة في بيان بتوقيع من رؤساء اللجنة الدائمة المشتركة بين الوكالات الإنسانية ، العالم لإنقاذ المدنيين في غزة حيث يتعرضون لخطر محقق .
وجاء في البيان أنه في أقل من خمسة أشهر التي أعقبت هجمات 7 أكتوبر والتصعيد الذي أعقبها، قُتل وجُرح عشرات الآلاف من الفلسطينيين – معظمهم من النساء والأطفال – في قطاع غزة.وتابع الموقعون على البيان " لقد أُجبر أكثر من ثلاثة أرباع السكان على ترك منازلهم عدة مرات، ويواجهون نقصًا حادًا في الغذاء والمياه والصرف الصحي والرعاية الصحية – وهي الضروريات الأساسية للبقاء على قيد الحياة".
ويؤكد الموقعون على انه لا يزال النظام الصحي يتدهور بشكل منهجي، مع ما يترتب على ذلك من عواقب كارثية. فاعتبارًا من 19 فيفري، لا يزال 12 مستشفى فقط من أصل 36 مستشفى لديها القدرة على استيعاب المرضى الداخليين بشكل جزئي فقط. وقد وقع أكثر من 370 هجومًا على مرافق الرعاية الصحية في غزة منذ 7 أكتوبر. الأمراض الآن متفشية. المجاعة تلوح في الأفق. الماء في طور التنقيط. لقد تم تدمير البنية التحتية الأساسية. لقد توقف إنتاج الغذاء. المستشفيات تحولت إلى ساحات قتال ويواجه مليون طفل صدمات يومية".
ووفق نفس التقرير قالت وكالات إنسانية أممية ودولية إن أكثر من 370 هجوما إسرائيليا استهدف مرافق الرعاية الصحية في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي.
وأضاف أن "أكثر من ثلاثة أرباع السكان في غزة أُجبروا على ترك منازلهم عدة مرات، ويواجهون نقصا حادا في الغذاء والمياه والصرف الصحي والرعاية الصحية، وهي الضروريات الأساسية للبقاء على قيد الحياة".
وذكر البيان أن النظام الصحي في غزة "يتدهور بشكل ممنهج، حيث يعمل بالقطاع 12 مستشفى فقط بشكل جزئي من أصل 36".
مطالب عاجلة
أصبحت رفح الوجهة الأخيرة لأكثر من مليون نازح وجائع ومصاب بصدمات نفسية محشورين في قطعة صغيرة من الأرض، وتحولت إلى ساحة معركة أخرى في هذا الصراع الوحشي. ومن شأن المزيد من تصعيد العنف في هذه المنطقة المكتظة بالسكان أن يتسبب في سقوط أعداد كبيرة من الضحايا، كما يمكن أن يوجه ضربة قاضية للاستجابة الإنسانية التي تعاني بالفعل من الركود حيث لا يوجد مكان آمن في غزة.
وحذرت المنظمات الإنسانية من ان العاملين في المجال الإنساني، وهم أنفسهم نازحون ويواجهون القصف والموت والقيود على الحركة وانهيار النظام المدني، يواصلون جهودهم لتوصيل المساعدات إلى المحتاجين. ولكن في مواجهة العديد من العقبات – بما في ذلك القيود المفروضة على السلامة والحركة لا يمكنهم فعل الكثير. وقالت المنظمات “ولن يعوض أي قدر من الاستجابة الإنسانية أشهر الحرمان التي عانت منها الأسر في غزة. هذا هو جهدنا لإنقاذ العملية الإنسانية حتى نتمكن، على أقل تقدير، من توفير الأساسيات الأساسية: الدواء ومياه الشرب والغذاء والمأوى مع انخفاض درجات الحرارة”.
وطالبت المنظمات بوقف فوري لإطلاق النار ، وضرورة حماية المدنيين والبنية التحتية التي يعتمدون عليها ، إطلاق سراح الرهائن فورا ، إيجاد نقاط دخول موثوقة تسمح لنا بإدخال المساعدات من جميع المعابر الممكنة، بما في ذلك إلى شمال غزة؛ ضمانات أمنية ومرور دون عوائق لتوزيع المساعدات على نطاق واسع في جميع أنحاء غزة، دون إنكار أو تأخير أو عوائق للوصول؛نظام فاعل للإخطارات الإنسانية يسمح لجميع العاملين في المجال الإنساني والإمدادات بالتحرك داخل غزة وتقديم المساعدات بأمان؛كما يجب أن تكون الطرق سالكة وأن يتم تطهير الأحياء من الذخائر المتفجرة؛و شبكة اتصالات مستقرة تسمح للعاملين في المجال الإنساني بالتحرك بأمن وأمان، كما يجب أن تتسلم أونروا، العمود الفقري للعمليات الإنسانية في غزة، الموارد التي تحتاجها لتقديم المساعدة المنقذة للحياة؛واخيرا وقف الحملات التي تسعى إلى تشويه سمعة الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية التي تبذل قصارى جهدها لإنقاذ الأرواح.
ودعت الوكالات الانسانية إسرائيل إلى الوفاء بالتزاماتها القانونية، بموجب القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان، بتوفير الغذاء والإمدادات الطبية وتسهيل عمليات المساعدات، وندعو قادة العالم إلى منع وقوع كارثة أسوأ .
اجتماع فلسطيني فلسطيني
من جهته أكد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، امس الخميس أن حركتي «فتح» و«حماس» الفلسطينيتين تعتزمان المشاركة في اجتماع فلسطيني - فلسطيني في موسكو يوم 29 فيفري الحالي.
وقال بوغدانوف، رداً على سؤال بشأن لقاء وفدي «حماس» و«فتح» في موسكو: «بالطبع سيفعلون، الجميع سيفعلون: (فتح وحماس)، نعم»، بحسب ما ذكرته وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء.
وفي وقت سابق، أكد السفير الفلسطيني لدى موسكو، عبد الحفيظ نوفل، أن نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» الفلسطينية، موسى أبو مرزوق، سيترأس وفد الحركة في اللقاء الفلسطيني - الفلسطيني في موسكو، نهاية شهر فيفري الحالي.
وسبق لوزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن أعلن أن موسكو تتوقع عقد لقاء فلسطيني - فلسطيني في المستقبل المنظور بمشاركة جميع الفصائل الرئيسية لتجاوز الانقسام الداخلي.
كما أكد لافروف، خلال لقائه مع أعضاء اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، في 21 نوفمبر الماضي، أن روسيا تدعو إلى البدء فوراً باستئناف عملية التفاوض بشأن إقامة دولة فلسطينية، وأنها تشارك منظمة التعاون الإسلامي في تقييمها لضرورة وقف إطلاق النار في قطاع غزة بشكل دائم.
وأكد أعضاء في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، في وقت سابق، في محادثة مع وكالة «سبوتنيك»، أنهم تلقوا دعوات للمشاركة في لقاء فلسطيني - فلسطيني، في روسيا، في أواخر شهر فيفري الحالي.
وفي وقت سابق، أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن تسوية أزمة الشرق الأوسط لا يمكن تحقيقها إلا على أساس صيغة «الدولتين»، التي أقرها مجلس الأمن الدولي، وتنص على إقامة دولة فلسطينية مستقلة على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
300 غارة أمريكية
وعلى صعيد التصعيد الذي يشهده البحر الأحمر ، أعلنت جماعة الحوثي، أن الولايات المتحدة وبريطانيا "استهدفتا اليمن بـ 300 غارة" منذ بدء هجماتهما على البلاد في جانفي الماضي.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي لنائب وزير الخارجية في حكومة الحوثيين حسين العزي (غير معترف بها دوليا) أوردته قناة "المسيرة" الفضائية التابعة للجماعة.
وقال العزي إن "هناك ما يقارب 300 غارة على أمريكية بريطانية على بلدنا (منذ بدء هجمات الدولتين في جانفي )".
وأضاف: "أمريكا هي من تعتدي علينا، ولا يمكن أن تفلت من العقاب، ولا يمكننا أبدا أن نسكت عن العدوان على بلادنا، وهو لن يؤثر على موقفنا تجاه غزة وفلسطين".
وأوضح أن اليمن "وضع كل إمكاناته لنصرة غزة ولا يمكن أن يوقف عملياته حتى يتوقف العدوان (الإسرائيلي) وتفتح المنافذ (في إشارة لفتح المعابر ودخول المساعدات للقطاع الفلسطيني)".
وتابع: "نحن على استعداد لتقديم أغلى التضحيات من أجل انتصار إرادة الخير على إرادة الشر".
ولفت إلى أن استهداف السفن الأمريكية والبريطانية هو "نتيجة لاحقة للعدوان على اليمن".
وتضامنا مع قطاع غزة" الذي يتعرض منذ 7 أكتوبر 2023 لحرب إسرائيلية مدمرة بدعم أمريكي، يستهدف الحوثيون بصواريخ ومسيّرات سفن شحن بالبحر الأحمر تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية، أو تنقل بضائع من وإلى إسرائيل.
ومع تدخل واشنطن ولندن واتخاذ التوترات منحى تصعيديا لافتا في جانفي الماضي، أعلنت الحوثي أنها باتت تعتبر كافة السفن الأمريكية والبريطانية ضمن أهدافها العسكرية.
وبوتيرة متقطعة منذ 12 جانفي الماضي، يشن تحالف تقوده الولايات المتحدة غارات يقول إنها تستهدف "مواقع للحوثيين" في مناطق مختلفة من اليمن، ردا على هجماتها في البحر الأحمر، ما قوبل برد من الجماعة من حين لاخر .
العالم يطالب بإيقاف جرائم إسرائيل
من جانبه أكد رئيس البرلمان التركي نعمان قورتولموش أن العالم يطالب بإيقاف إسرائيل التي ترتكب جرائم ضد الإنسانية عن علم وإرادة.
جاء ذلك في كلمة خلال اجتماع الجمعية العامة للجمعية البرلمانية الآسيوية في أذربيجان، الخميس.
وأشار قورتولموش الى أن الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة لم تبدأ في 7 اكتوبر قد 2023 كما يُقال، وقال: "هذه القضية مشتعلة منذ 1984، ومنذ 1967".
واعتبر أن "الجريمة الكبرى المستمرة ضد الإنسانية في غزة هي واحدة من أقسى الاختبارات في تاريخ البشرية"، معربًا عن تمنياته ألا تصمت المؤسسات الدولي عن هذا على رأسها الجمعية البرلمانية الآسيوية.
وتطرق قورتولموش إلى القضية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل لدى محكمة العدل الدولية، مضيفًا: "بدأ عهد جديد مع بدء مرحلة المحاكمة في محكمة العدل الدولية بلاهاي، ورغم أن بعض الحكومات التزمت الصمت إزاء المجزرة التي بلغت حد الإبادة الجماعية في غزة، إلا أن شعوب العالم لم تلتزم الصمت".
وأردف: "تطالب الإنسانية بإيقاف هذا الوحش، وهذه الآلية التي ترتكب جرائم ضد الإنسانية عن علم وإرادة، ولهذا الغرض فإننا ملزمون بمنع وقوع هذه الجريمة الكبيرة ضد الإنسانية في غزة".
ولفت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يلقي بالقنابل على نحو 1,5 مليون فلسطيني محصورين في معبر رفح، ويواصل ارتكاب جرائم ضد الإنسانية جديدة.
وتابع: "الوضع الناشئ مع القرار المؤقت الذي اتخذته محكمة العدل الدولية يمثل فرصة جديدة، ونأمل أنه مع بدء المحاكمة في محكمة جرائم الحرب الدولية، ستتمكن الإنسانية من التخلص من هذا العار على الأقل".