أثناء انتخابات المجالس المحلية أمام مكاتب ومراكز الاقتراع على غرار ما حصل في الاستفتاء وفي الانتخابات التشريعية الاخيرة، وذلك وفق مؤشرات نسب المشاركة التى تعد الاضعف منذ 2011 .
بات من الواضح اليوم بعد ثلاث محطات ان الاستحقاقات الانتخابية لمرحلة ما بعد 25 جويلية ليست من اهتمامات الناخب التونسي كما كان الحال في مختلف المراحل الانتخابية ما بعد الثورة انتخابات 2011 و2014 و2019 التى عرفت اقبالا كثيرا .
وفق الأرقام المقدمة من قبل هيئة الانتخابات ومن مكونات المجتمع المدنى كان نسق الإقبال بطيئا ولم يتجاوز 5 بالمائة الى غاية منتصف النهار وتواصل ضعيفا حتى الساعة الثالثة بعد الزوال فقد أكد رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات فاروق بوعسكر خلال نقطة إعلامية، أنّ عدد المقترعين إلى حدود الساعة الثالثة مساء بلغ 697755 وهو ما يمثل نسبة 7.68 % من عدد المسجلين الذي يبلغ عددهم 9080987. على امل ان تتحسن هذه النسب في الساعات المتبقية لكن الأرقام كانت عكس ذلك فقد بلغت نسبة المشاركة وفق رئيس الهيئة فاروق بوعسكر بعد غلق جميع مكاتب الاقتراع 11.66 بالمائة اي قرابة مليون و59 الف شخصا .
كما أكد بوعسكر خلال ندوة صحفية أنه لم يتم تسجيل اي حادث أو اخلالات ذات أهمية أو لها تاثير على سير العملية الانتخابية أو تمس من نزاهة الانتخابات..
وحسب تصريح الناطق الرسمي باسم الهيئة العليا المستقلة للانتخابات محمد التليلي المنصري، فإن الإعلان عن النتائج الأولية لانتخاب أعضاء المجالس المحلية سواء بشكل مباشر أو عن طريق القرعة المخصصة لذوي الإعاقة على مستوى المعتمديات في كامل البلاد في أجل أقصاه يوم 27 ديسمبر الجاري. مع العلم ان القرعة بالنسبة لذوي الإعاقة تمت يوم أمس بمختلف الجهات.
لم تخل هذه الانتخابات ككل محطة انتخابية من بعض الاخلالات حيث رصدت مكونات المجتمع المدنى على غرار «مرصد شاهد» تأثيرا على إرادة الناخبين وخرقا للصمت الانتخابي في عدة مراكز،
«مرصد شاهد» لمراقبة الإنتخابات ودعم التحولات أعلن أنه تم اعتماد 547 ملاحظا موزعين بين 44 منسقا جهويا و503 ملاحظين ميدانيين منتشرين في الدوائر الانتخابية.
وقد أبرز المرصد، وفق بلاغ له، أن بداية عملية الإقتراع في مختلف الدوائر الإنتخابية تمت في ظروف عادية وسلسة مع تسجيل تأخير طفيف في افتتاح بعض المراكز مع الإشارة إلى ضعف في تكوين بعض من أعوان الهيئة وعدم تواصلهم مع ملاحظي المجتمع المدني.
كما رصد نسب إقبال ضعيفة في كافة مراكز الإقتراع مع تحسن طفيف بعد منتصف النهار في بعض الاوساط الريفية إضافة إلى تعطل جزئي للتطبيقة المعتمدة لرفع نسب الإقبال الآلي *194* في عديد مراكز الإقتراع.
كما لاحظ تسجيل خرق الصمت الإنتخابي في عديد مراكز الإقتراع ولفت إلى وجود تأثير في إرادة الناخبين لوحظ تجمع مجموعة من الأشخاص بجانب المركز والتأثير على إرادة الناخبين.
من جهته قال بسام معطر رئيس منظمة «عتيد» أنه تم رصد تواتر الخروقات في علاقة بالصمت الانتخابي والتاثير على ارادة الناخبين، سواء من ممثلي المترشحين او المترشحين انفسهم.
فضلا عن عدم توفر بعض الفضاءات على مسالك مخصصة لذوي الاعاقة، رغم انها كانت محل توصيات سابقة.
من المرجح تركيز المجلس الوطني للجهات والأقاليم (الغرفة البرلمانية الثانية) نهاية مارس المقبل أو مطلع أفريل القادم، بعد استكمال مسار الانتخابات وانتهاء مرحلة الطعون والإعلان عن النتائج النهائية لانتخاب أعضاء المجالس المحلية وبعد الانتهاء من اختيار أعضاء المجالس الجهوية وأعضاء مجالس الأقاليم.
وبعد انتخاب أعضاء المجالس المحلية عن طريق الانتخاب المباشر وعن طريق لقرعة لذوي الإعاقة، سيتمّ، وفق المرسوم عدد 10 لسنة 2023 المتعلق بانتخابات المجالس المحلية وتركيبة المجالس الجهوية ومجالس الأقاليم، تنظيم قرعة بين الأعضاء المنتخبين بالمجالس المحلية لعضوية المجالس الجهوية تحت إشراف هيئة الانتخابات.
وبعد تركيز المجالس الجهوية ينتخب أعضاء كل مجلس جهوي من بينهم ممثلا واحدا بمجلس الإقليم. ثم ينتخب أعضاء مجلس كل إقليم نائبا واحدا من بينهم لتمثيل الإقليم في المجلس الوطني للجهات والأقاليم.