إلى جانب إرسال طائرة رابعة محملة بالمساعدات للأطفال إلى فلسطين: تونس تستقبل الدفعة الثانية من الجرحى الفلسطينيين تضمّ 52 جريحا ومرافقيهم بينهم تونسية

سواء عبر الوقفات الاحتجاجية والمسيرات الوطنية أو عبر استقبال الجرحى الفلسطينيين وتوجيه طائرات محملة بالمساعدات إلى فلسطين، وقد تمّ إلى غاية تاريخ الأمس توجيه 4 طائرات، والطائرة الأخيرة كانت محملة بمستلزمات الأطفال من المواد الغذائية والحفاظات وغيرها من المستلزمات الخاصة بالأطفال، وفق ما أكدته بثينة قراقبة الناطقة الرسمية باسم الهلال الأحمر التونسي في تصريح لها لـ"المغرب"، والتي أشارت إلى أن طائرة مدنية تابعة للخطوط التونسية قد غادرت صباح أمس البلاد من أجل جلب الدفعة الثانية من المصابين لاستكمال علاجهم في تونس.
استقبلت تونس الدفعة الثانية من المصابين الفلسطينيين بعد أسابيع من التنسيق مع السلطات المصرية والفلسطينية والهلالين الأحمر الفلسطيني والمصري من أجل تحديد القائمة التي ستشمل مصابين بجروح متفاوتة، تأتي هذه العملية مواصلة لما أذن به رئيس الجمهورية قيس سعيد في شهر نوفمبر الفارط من خلال استقبال عدد من الجرحى والمصابين ضحايا العدوان الصهيوني الغاشم على الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة، وذلك بالتنسيق بين مختلف القطاعات المعنية من وزارة الدفاع الوطني والشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج والصحة والنقل والهلال الأحمر التونسي، وقد تمّ استقبال الدفعة الأولى يوم 3 ديسمبر الجاري، ضمت 20 جريحا فلسطينيا و19 مرافقا.
التونسية إيمان خضر من بين المصابين
أكدت الناطقة الرسمية باسم الهلال الأحمر التونسي أن الدفعة الثانية من المصابين الذين تمّ جلبهم إلى تونس لاستكمال العلاج أكثر من ضعف عدد المصابين الذين تم استقبالها يوم 3 ديسمبر الجاري من بينهم المواطنة التونسية المصابة في فلسطين التي وجّه زوجها نداء استغاثة لمعالجتها. وسيتم نقل المرضى والجرحى الفلسطينيين إلى المستشفيات العمومية والمصحات الخاصة بعديد الولايات على غرار صفاقس سوسة ونابل وبن عروس . وقد وصلت الطائرة إلى المحطة الثانية لمطار الحجيج بمطار تونس قرطاج الدولي قادمة من جمهورية مصر العربية مساء أمس وعلى متنها 52 جريحا ومرافقيهم فضلا عن التونسية إيمان خضر. وكان في استقبال الجرحى الفلسطينيين وزير الصحة علي مرابط ومدير الديوان الرئاسي مصطفى الفرجاني وكاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية منير بن رجيبة وسفير فلسطين بتونس هايل الفهوم إلى جانب عدد من الأطباء والإطارات الصحية والهلال الأحمر التونسي والحماية المدنية.
توجيه 4 طائرات مساعدة
وبخصوص الوضعية الصحية للدفعة الأولى من المصابين، قالت قراقبة إن أغلب الجرحى قد أجروا عمليات جراحية وحاليا هم في مرحلة العلاج الطبيعي، وبالنسبة للمساعدات الموجهة إلى فلسطين، أفادت محدثتنا أنه تمّ إرسال أمس طائرة رابعة محملة بالمساعدات وتتمثل في مستلزمات خاصة بالأطفال على غرار الحليب والأدوية ومواد غذائية وحفاظات أطفال وغيرها من المستلزمات الخاصة بالأطفال. ويشار إلى أن إرسال المساعدات إلى فلسطين متواصلة وقد تمّ توجيه 4 طائرات إلى حد الآن محملة بالمساعدات، والطائرة الثالثة التي توجهت لجلب الدفعة الأولى من الجرحى الفلسطينيين كانت محملة بالمساعدات سيما المعدات الطبية التي كان قد طلبها الهلال الأحمر الفلسطيني، ونفس الشيء بالنسبة للطائرة التي كانت قد توجهت لجلب الدفعة الثانية.
مواصلة الجسر الجوي من المساعدات
ويذكر أن رئيس الجمهورية قيس سعيّد كان قد عقد بتاريخ الأربعاء 29 نوفمبر 2023 بقصر قرطاج، اجتماعا مع علي مرابط، وزير الصحة، ومصطفى الفرجاني، الوزير المستشار لدى رئيس الجمهورية، وعبد اللطيف شابو، رئيس الهلال الأحمر التونسي. وتناول اللقاء الإجراءات المتعلقة باستقبال تونس، في أقرب الأوقات، لعدد من الجرحى والمصابين ضحايا العدوان الصهيوني الغاشم على الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة، وذلك بالتنسيق بين مختلف القطاعات المعنية من وزارة الدفاع الوطني والشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج والصحة والنقل والهلال الأحمر التونسي. وسيتم استقبال الأشقاء الفلسطينيين في المؤسسات الإستشفائية العمومية وكذلك في المؤسسات الإستشفائية الخاصة التي عبّرت عن استعدادها للمشاركة في القيام بهذا الواجب المقدّس شأنها شأن الصيادلة والأطباء.وأشار رئيس الجمهورية إلى أن استقبال الأشقاء الفلسطينيين في بلادنا يعكس رغبة الشعب التونسي، وأن التضامن ليس تضامنا بالبيانات ولكنه تضامن فعلي. وأوصى رئيس الجمهورية بمواصلة الجسر الجوي من المساعدات التي قدّمها الشعب التونسي للأشقاء في فلسطين عن طريق الهلال الأحمر التونسي.
عدد الشهداء تجاوز19 ألف شهيدا
وبشار إلى أن عدد الشهداء الفلسطينيين في العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة لليوم الـ 73 على التوالي قد وصل إلى 19453 شهيدًا، 70 في المائة منهم من الأطفال والنساء. وأشارت وزارة الصحة الفلسطينية أمس، أن عدد جرحى العدوان الإسرائيلي تجاوزت 52 ألف جريح، بينهم أكثر من خمسة آلاف يحتاجون لعلاج وعمليات جراحية عاجلة خارج قطاع غزة، وذلك لعدم توفر الإمكانيات الطبية لعلاجهم في مستشفيات القطاع. وأضافت أن المنظومة الصحية في قطاع غزة في حالة الانهيار، بسبب القصف الإسرائيلي للمستشفيات، وعدم توفر الأدوية والمستلزمات الطبية.