وذلك بعد ان اقتحمه الجيش الصهيوني وحوله الى ساحة عمليات عسكرية محاولا اثبات مزاعمه بأن حماس تستخدمه لأغراض عسكرية .
وأكدت المنظمة أنها تعمل مع شركائها على "وضع خطط عاجلة للإجلاء الفوري للمرضى المتبقين والموظفين وعائلاتهم"، مشيرة إلى أنهم 291 مريضا و25 عاملا صحيا. وأضافت ان"ممرات المستشفى وأرضه عجت بالنفايات الطبية والصلبة ما زاد خطر العدوى"، مشيرة الى أن بين المرضى المتبقين 32 طفلا "حالاتهم حرجة جدا".
ولفتت المنظمة إلى أن نقص المياه النظيفة والوقود والأدوية والغذاء والمساعدات الأساسية الأخرى خلال ستة أسابيع تسبب في توقف أكبر المستشفيات وأكثرها تقدما في غزة عن العمل.
ورغم كشف العالم لزيف رواية الاحتلال لكن الطاقم الطبي في غزة يدفع مجددا دفع ثمن إجرام أعمى لا يعرف الحدود لدولة قامت بالأساس على عقلية تنكيل وتقتيل وتهجير أكثر ما يمكن من أبناء الأرض وأصحابها الفلسطينيين ، لاستكمال مسلسل الاستحواذ واقتطاع مستعمرات جديدة للصهاينة القادمين من أقاصي العالم لبناء وطن مزيف لهم .
صمود المقاومة
ويبدو جليا ان هدف إسرائيل من خلال العملية هو القضاء على حماس وباقي فصائل المقاومة في غزة والتي تؤرق عملياتها العسكرية أمن المستوطنين وقادة الاحتلال . ولكن بعد مرور قرابة 6 أسابيع على انطلاق العملية الانتقامية الصهيونية ، لا تزال صواريخ حماس تصل عمق الكيان الإسرائيلي وأضف اليها صواريخ المقاومة اللبنانية على الجبهة الشمالية ، وكذلك عمليات الحوثيين في اليمن بكل ما يحمله ذلك على تأثيرات على معادلة الحرب والسلم والهدنة في المنطقة.
فقد توعدت جماعة الحوثي اليمنية، امس الأحد، باستهداف السفن التي تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية، نصرةً لقطاع غزة الذي يتعرض لحرب مدمرة، داعيةً الدول إلى سحب مواطنيها العاملين ضمن طواقم هذه السفن.
وقال المتحدث العسكري لقوات الحوثيين يحيى سريع، في بيان عبر حسابه بمنصة "إكس"، إن "القوات المسلحة اليمنية ستقوم باستهداف جميع أنواع السفن التي تحمل علم الكيان الصهيوني، والتي تقوم بتشغيلها شركات إسرائيلية، والتي تعود ملكيتها لشركات إسرائيلية".
ودعا جميع الدول إلى "سحب مواطنيها العاملين ضمن طواقم هذه السفن، وتجنب الشحن على متنها أو التعامل معها، وإبلاغ سفنكم بالابتعاد عن هذه السفن".
وأضاف أن هذا يأتي "انطلاقا من المسؤولية الدينية والوطنية والأخلاقية، ونظرا لما يتعرض له قطاع غزة من عدوان إسرائيلي أمريكي غاشم، حيث المجازر اليومية والإبادة الجماعية".
ودخلت جماعة الحوثي للمرة الأولى على خط المعارك يوم 31 أكتوبر الماضي، لاستهداف إسرائيل بعدد كبير من الصواريخ والمسيّرات، ثم أعلنت لاحقا عن هجمات مماثلة.
إعادة تشكيل المنطقة
ويقول الكاتب السوري خيام الزعبي بان دور محور المقاومة مهم في حرب غزة مضيفا بالقول :" لا شك أن خسارة حركة المقاومة في غزة هي خسارة لمحور المقاومة، وانتصارها هو انتصار الجميع، وخسارة حركة المقاومة الإسلامية “حماس” على وجه الخصوص هي خسارة وانتكاسة للمشروع المقاوم في المنطقة، ومن هنا يقترب موعد التهديد السوري لإسرائيل بالتدخل العسكري في الحرب بين الاحتلال والمقاومة الفلسطينية."
وقال أن " القضية الفلسطينية سوريةٌ بامتياز، فمن بلدة جبلة باللاذقية أتى محمد عز الدين بن عبدالقادر القسام المعروف بـ “عز الدين القسام” القائد الذي أسس كتائب القسام التي بدأت أوله عملياتها ضد عصابات الصهاينة أثناء الاحتلال البريطاني لفلسطين عام 1930، كما دعمت سورية المقاومة الفلسطينية في العام 1964، و كانت من أوائل الدول التي فتحت لمنظمة التحرير الفلسطينية مكتبا لديها وأنشأت لها معسكرات التدريب وقدمت لها الدعم المالي والعسكري، هنا لا حاجة للخوض أكثر في التاريخ، ولا في مشاركة السوريين في مقاومة المشروع الصهيوني والانتداب البريطاني قبل إنشاء دولة إسرائيل وبعدها، باعتباره جزءاً من نضالهم الوطني ضد الاحتلال، فهذا كله موثّق ومعروف، حتى أصبحت سورية الذي لم يخذل فلسطين ومقاومتها يوماً، وبالتالي امتلكت وزناً مكنها من أن تكون الرقم الصعب في معادلة محور المقاومة حتى اليوم." وفق قوله .
وأشار الى ان المقاومة في غزة تدعو الى الأمل بتغيير المعادلات لمصلحة الشعب الفلسطيني والعربي، وصولاً الى التحرير الشامل مع ترك احتمال أن يكون «طوفان الأقصى» هو الشرارة المباشرة للحرب الكبرى.
ويقول محدثنا بأن المنطقة يعاد تشكيلها على ضوء الحرب الكبيرة التي تشنها إسرائيل على غزة، ومواجهة المقاومة الفلسطينية لها، و محور المقاومة يستجمع قواه ويعيد تشكيل المنطقة من جديد وفي إطار ذلك فإن المواجهة الصلبة في غزة ستكون لها تبعات كبيرة على الصعيد الإقليمي، ومن هنا يوجد اهتمام كبير من قوى الممانعة تجاه غزة وضرورة الإحتفاظ بخندقها.