أما إذا اقترب منه فانه سيعجب لتفكك مجموعة المباني وغياب النمطية والتوازي مما يوحي بالعظمة والعمق في بناء الأشكال المعمارية. ويعود تاريخ بناء هذا المسجد إلى القرن الرابع عشر للميلاد؛ أي ان له من العمر حاليا أكثر من ستة قرون، وهو يتألف من ثلاثة فروع أساسية حيث ينتصب المسجد وسط صحن مسيج وطليت أرضيته بطلاء كلسي. أما التوابع الداخلية فهي تشتمل على قاعة رئيسة مخصصة لتعليم القرآن وبجانبها غرفتان صغيرتان إحداهما للسكنى والثانية لحفظ المؤن، وهناك توابع خارجية تشمل الميضة والمدرسة القرآنية وتقع قبالتها مطحنة حبوب ومخبزة تحت الأرض. أما المسجد في حد ذاته، فهو شاسع نسبيا ومن مكوناته مئذنة قصيرة وعريضة دعمت جدرانها الخارجية بأكتاف، وهذه الطريقة في دعم المباني هي عسكرية في المقام الأول وربما يفسر ذلك بوجود جامع بن فضلون على مقربة من السواحل مثله مثل مجموعة أخرى من المساجد التي اعتمدت نفس هذه التحصينات، وهي بذلك تلعب دور خط الدفاع الثاني مباشرة بعد المساجد الموجودة على الشواطئ في صورة هجوم الأعداء على الجزيرة.
تاريخ المعالم الدينية: جامع بن فضلون..بجربة
- بقلم بدري المداني
- 11:28 13/06/2016
- 4766 عدد المشاهدات
يعتبر جامع بن فضلون من بين أعجب وأغرب المعالم الدينية في الجزيرة، وقد اكتسب شهرته بفضل ما يسمى بالهندسة اللامتوازية التي اعتمدها من بناه؛ وهو متفرد في هذا المجال بالمقارنة مع التراث المعماري التونسي، فإذا شاهده الزائر من بعيد يبدو له متناسقا تناسق سائر المباني الدينية في الجزيرة