تلك هي أبرز الإشكالات التي تناولتها أستاذة طب الوراثة وعلم الجينات بالجامعة التونسية، الدكتورة حبيبة بوحامد الشعبوني يوم الخميس 12 ماي في رحاب «بيت الحكمة» خلال أمسية علمية حول «الطب المشخصن: نحو علاج موجّه إلى كل الأفراد»، نظّمها قسم العلوم الطبيعية والرياضيات بالمجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون «بيت الحكمة» . ويتنزّل اللّقاء العلمي حسب رئيسة القسم
الدكتورة سعاد كمون الشوك في سياق التّعريف بالعلوم الطبية الجديدة، مذكّرة بالمسيرة الأكاديمية للمحاضرة وإسهاماتها في البحوث الطبية العالمية . وافتتحت الدكتورة مداخلتها بشعار للطبيب والفيلسوف اليوناني أبيقراط، «الأهم هو أن نعرف المريض قبل أن نعرف المرض»، مختزلة عبره ماهية «الطب المشخصن» بوصفه مقاربة علاجية تقوم أساسا على استثنائية المريض وإن تماثلت الخصائص الجينية وجغرافية البيولوجي . وقد مثّلت مسلّمات الخصوصية والجوانب النّفسية، والاستثناء إن كان على المستوى الفردي أو الجماعي مادّة دسمة للنّقاش بين نخبة الحضور، من أطبّاء ومفكّرين وباحثين،إذ أثار في هذا المجال المفكّر ورئيس المجمع عبد المجيد الشرفي إشكالا يتعلّق بمدى نجاعة تعميم الأساليب الطبية، وهوامش التأثيرات النفسية في الأطر العلاجية، إجابة على ذلك أشارت المحاضرة إلى أنّ هوية
الطب المشخصن كامنة في ثنائية خصوصية المريض أوّلا، وخصوصية المرض ثانيا، لذلك يهتم الطب المعاصر وفقا لمداخلتها بتلك الخصوصيات ذات الصّلة.....