فليَصِل رحمَه» جزء من حديث أخرجه البخاري (6138)، فقد جعَل النبيُّ صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث صِلَةَ الرَّحِم من واجِبات الإيمان وعَلاماته.
فشهر رمضان المعظم فرصةٌ عظيمة لمن يُغفل أهمية صلة الرحم، ولمن يقصد إهمال هذا العمل الكبير الذي يظهر جزاؤه على الإنسان عاجلًا إذا كان ممتثلًا لأوامر الله تعالى وسنَّة نبيه صلى الله عليه وسلم؛ ففي سنن ابن ماجه عن عائشة رضِي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أسرَعُ الخير ثوابًا البرُّ وصِلَةُ الرَّحِم، وأسرَعُ الشر عقوبةً البغيُ وقطيعةُ الرَّحِم»؛ أخرجه ابن ماجه (4212)، وانظر: كنز العمال «45465، 45549».
وأخرج الإمام أحمد بإسنادٍ رُواته ثِقات، والبزار، عن سعيد بن زيد رضِي الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: «مِن أربى الربا الاستطالةُ في عِرضِ المسلم بغير حقٍّ، وإنَّ هذه الرَّحِم شِجْنَةٌ من الرحمن؛ فمَن قطَعَها حرَّم الله عليه الجنَّة»؛ أخرجه أحمد في مسنده: «1 / 190».
وأخرج أبو يعلى بسندٍ جيِّد عن رجلٍ من خَثعَم قال: أتيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وهو في نفرٍ من أصحابه فقلت: أنت الذي تزعُم أنَّك نبيٌّ؟! قال: «نعم»، قلت: يا رسول الله، أيُّ الأعمال أحبُّ إلى الله؟ قال: «الإيمانُ بالله»، قلت: يا رسول الله، ثم مَه؟ قال: «ثم صلة الرَّحِم»، قلت: يا رسول الله، أيُّ الأعمال أبغَضُ إلى الله؟ قال: «الإشراك بالله»، قلت: يا رسول الله، ثم مَه؟ قال: «قطيعة الأرحام»؛ أخرجه السيوطي في الدر المنثور «4 / 56»، وانظر: مجمع الزوائد: «8/ 151».