«مدونة البيئة سياسةً والاستدامة رؤية لتونس، أو المواطنة البيئية والتنمية المسؤولية” في 172 صفحة ثرية بالمواضيع والمفاهيم التي عاصرها على مدى ثلاثة عقود ونيف. وهو -كما يفيد المؤلف- منتخبات من مساهماته في تونس وخارجها في مضمار حماية البيئة والتنمية المستديمة وما اتصل بها من أبعاد وتوجهات عالمية ووطنية ممتدة من 1996 إلى 2015.
ويبدأ المؤلف مقدمته لهذه المدوّنة -الفريدة في تونس- بما يلي:
«هذه مدونة ثقافية-معرفية (وتربوية كذلك) في ‘الإيكولوحيا السياسية»والمقاربة (والثقافة) البيئية والرؤية التنموية و«المسؤولية المجتمعية» والاتصال و«التربية والبيئية» و«الحوكمة الترابية والمحلية» يتقاطع فحواها مع التجربة الشخصية على مدى السنوات باعتبارها عاكسة لمعاينات واستنتاجات وطنية وكونية في شتى مجالات الحياة واختصاصاتها: التربية والتعليم، الكتابة والاتصال (صحافة المواطنة)، العمل الجمعياتي، القيادة، المشاركة المحلية والوطنية والدولية، الممارسة السياسية..».
ويتضمن مصطلحات / مفاهيم / قيم / مبادئ - غائيات البيئة والاستدامة (وما اتصل بها) كمحطة ونقطة تحول في تاريخ الأفكار: المفردات والمجالات الأساسية لـ«الإيكولوجيا السياسية».
وتتمثل المدونة في:
- “كتاب أوّل:حكاية التنمية المستديمة والأجندا 21 في العالم وفي تونس يعرض نشوء الوعي البيئي وسياق الحركة البيئية مجتمعيا وأكاديميا وسياسيا وأمميا، وتعاظم الاهتمام بتبعات أنماط الإنتاج والاستهلاك، وتطور المفاهيم مع تطور الوعي بالإشكاليات، وتتابع عقد القمم الأممية التي انطلقت ‹بيئية› لتؤول إلى الاستدامة التنموية العالمية والقطرية. كما يقع التعرّض إلى الجانب المفهومي لهذه التي أصبحت مصطلحات دالة ومشتركة بين العوالم المجتمعية والسياسية والإعلامية والعلمية (بيئة، تنمية، استدامة، أجندة 21...)، فإلى التقارير والمعاهدات والبرامج الأممية والنواحي الإجرائية والترتيبية للتنمية المستديمة (قمم، مواثيق، إستراتيجيات، برامج...) قبل استعراض تجربة تونس الآنفة المشهودة.
«كتاب ثاني: بوصلة وطنية ورؤية تونسية لاستدامة تنموية” يستعرض -بأكثر تفصيل- الأدبيات التونسية والمدنية في ما يتعلق بحماية البيئة وجهود التنمية المستديمة ونتهي باقتراح ملامح رؤية تنموية تؤسس لمنوال مستديم: أي عادل اجتماعيا، ومزدهر اقتصاديا، وسليم بيئيا / مجاليا.
“كتاب ثالث: طريق الاستدامة: المواطنة البيئية - المسؤولية المجتمعية للمؤسسات - التربية والاتصال البيئي - الحوكمة المحلية” موضوعه النواحي المنهجية-الإجرائية لجعل السلامة البيئية والاستدامة التنموية واقعا ممكنا إذا ما توفرت الرغبة والإرادة السيياسة (والمجتمعية) والكفاءة القيادية.
وحلم المؤلف - كما أفاد به لـ«المغرب» هو «أن تصبح البئية في تونس ترجمة سياسية ومجتمعية وتنموية وفعلية (سلوكية: خطابية ومادّية / ميدانية) للمفقود الموجود، ومرآة حقيقية للـ...3000 سنة حضارة...”، وأن تصبح البيئة والاستدامة منظور مستقبل تونس لدى ساستها وقياداتها مع تأكيده على المجتمع الإعلامي والاتصالي والتربوي. أما عن الرسالة المُرادة فهي: البيئة والاستدامة سياسة أو لا تكون، والاستدامة رؤية تنموية ثلاثية الأضلُع والأبعاد: اجتماعية، واقتصادية، ومجالية / ترابية / إيكولوجية بالتوازي والتفاعل والتوازن ضرورة لا اختيارًا.
فهل يكون هذا الكتاب المرجعي دليلا لتعديل الساسة بوصلتهم على المنشود المفقود في تونس؟
المغرب البيئي