أزمات بالجملة مع انطلاق مرحلة تفادي النزول واقتراب ضربة بداية مرحلة التتويج في الرابطة ت المحترفة الأولى ملاعب خارج نطاق الخدمة ونواد مفلسة وأخرى تحت طائلة عقوبات 'الفيفا'

رغم أن البطولة التونسية دخلت ما يسمى الاحتراف منذ سنوات عديدة

فإن الأمر بقي على الورق فحسب لأن الواقع يكشف عكس ذلك تماما والدليل أن الكرة التونسية تراجعت بسنوات ضوئية مقارنة بدول كانت مغمورة سابقا فإذا بها تعانق التألق والبروز والبروفة قدمتها النسخة الرابعة والثلاثين من نهائيات كاس إفريقيا للأمم التي تألقت فيها عدة منتخبات ناشئة من بينها الرأس الأخضر رغم نهاية تجربتها عند ربع النهائي.
في الوقت الذي تعطى فيه اليوم إشارة بداية مرحلة تفادي النزول وتنطلق فيه بعد أيام معدودة مرحلة التتويج في الرابطة المحترفة الأولى وفي الوقت الذي من المفروض أن تتوفر فيه كل مقومات النجاح لتأمين الفرجة والمتعة، تعيش جل الأندية على وقع متاعب ومشاكل عديدة بعضها مادي وبعضها فني والبعض الآخر يتعلق بالبنية التحتية ورغم أن الوضع كان يتطلب إصلاح الأوضاع سواء قبل بداية الموسم أو مع فترة الراحة التي ركن لها السباق لفسح المجال لكاس إفريقيا فإن سياسة اللامبالاة كانت كلمة السر على غرار العادة.
أزمة البنية التحتية داء مترسخ في الكرة التونسية
ليس بجديد أن الكرة التونسية تعيش منذ سنوات على وقع أزمة ملاعب ،واستفحلت هذه الظاهرة في فترة ما بعد الثورة حيث تفشت مظاهر التسيب واللامبالاة من جل الأطراف لنصل إلى الدوران في حلقة مفرغة بات من الصعب أن نجد لها الحلول خصوصا بعدما رفض الاتحاد الإفريقي لكرة القدم منح شهادة الصلوحية لأي من الملاعب التونسية على المستوى القاري وحتى الترخيص الذي تم منحه لملعب حمادي العقربي برادس فكان بشروط...
تم الإعلان منذ فترة عن غلق ملعب حمادي العقربي برادس لاعادة تهيئته خاصة انه شهد في الفترة الماضية ماراطونا من المباريات اذ استضاف مباريات الترجي الرياضي والنادي الإفريقي المحلية والقارية وكذلك مباريات النجم الساحلي القارية فضلا عن مباريات المنتخب .
وسيكون ملعب الشاذلي زويتن مسرحا للقاء الاجوار بين الترجي الرياضي والملعب التونسي في مفتتح مرحلة التتويج من الرابطة المحترفة الأولى لموسم 2023-2024 والمقرر إقامتها يومي 17 و18 فيفري كما سيحتضن في الاسبوع الذي يليه مباراة الجولة الثانية من مرحلة التتويج بين النادي الإفريقي والاتحاد المنستيري...
ورغم أن ملعب زويتن أوصد أبوابه منذ سنوات عديدة فإن الصور التي أتتنا من حجرات الملابس بعد ترميم الملعب تثير اكثر من نقاط استفهام بما أن تصميمها أكل عليه الدهر وشرب ولا يستجيب لتطور الهندسة المعمارية في الملاعب لنتساءل عن الاعتمادات التي تخصص لهذه المشاريع والنتيجة الكارثية والتي تضعنا أمام شبهات فساد كما هو الشأن بالنسبة الى ملعب سوسة الاولمبي والذي قررت ابتدائية سوسة في شهر ديسمبر الماضي فتح تحقيق في شبهة فساد.
وقال المتحدث بإسم المحكمة في تصريحات إعلامية، إنه يتعين على المحققين التحقيق على وجه التحديد في العقود الممنوحة لأعمال التهيئة والنفقات ونوعية التدخلات.
وتجدر الاشارة أن أشغال تهيئة الملعب الأولمبي بسوسة انطلقت سنة 2019 بتمويل أولي يبلغ 32 مليون دينار ليصل بعد ثلاث سنوات من العمل إلى ميزانية 60 مليون دينار...لكن منذ المباراة الأولى التي تم اجراؤها على الملعب بعد تهيئته تم اكتشاف عديد الاخلالات المتعلقة بالسعة المحدودة للملعب و"أخطاء التصميم" التي جعلت من الصعب متابعة المباريات في الملعب.
اما ملعب بوجمعة الكميتي بباجة فقد تقرر منذ شهر أكتوبر 2023 وتحديدا في الثامن من الشهر المذكور بعد مباراة الاولمبي الباجي وقوافل قفصة ضمن الجولة السادسة من المرحلة الأولى من البطولة للقيام بأعمال الصيانة وزراعة العشب وتقرر أن تستغرق العملية 8 أشهر كاملة سيجد فريق عاصمة السكر نفسه مجبرا على البحث عن ملعب آخر لإحتضان مبارياته في مرحلة تفادي النزول.
نواد بين سندان الأزمات المالية ومطرقة عقوبات الفيفا
تعيش عدة نواد وضعية مالية خانقة ولم يعد الأمر يقتصر على الأندية محدودة أو متوسطة الإمكانيات بل أن الفرق الكبرى انخرطت بدورها في تيار الأزمات والمتاعب على غرار النجم الساحلي بطل تونس في الموسم المنقضي وأحد المرشحين لمرحلة 'البلاي أوف' والذي وجد نفسه في الموسم الحالي يواجه ازمة مالية خانقة جعلت الهيئة المديرة تقرر في 18 من شهر جانفي الماضي إحداث لجنة خاصة بفض النزاعات المالية للنادي بمبادرة من مجموعة من أحباء النجم الرياضي الساحلي وبالتنسيق مع الهيئة التسييرية و هيئة الدعم.
وستكون مهمة اللجنة مع الكتابة العامة واللجنة القانونية و كل مكونات النادي في البحث عن كل الحلول الممكنة و الكفيلة من أجل توفير الدعم المادي بعنوان النزاعات والقضايا في مسعى للخروج من الوضعية المالية الحرجة للنادي.
وفي الوقت الذي يسابق فيه الفريق الوقت لخلاص الخطايا المتخلدة بذمته من قبل لجنة النزاعات ب'الفيفا' ،جاء كل من يوسف العبدلي وجاسر الخميري ليزيدا الطين بلة بعدما قررا رفع شكوى للمطالبة بمستحقاتهما المالية المتخلدة بذمة النادي وبات بامكان اللاعبين فسخ عقديهما بعد مضي 3 اشهر دون خلاص أجورهما.ويأتي ذلك في ظل عدم استقرار فني بعد القطيعة مع المدرب السابق عماد بن يونس والاتفاق مع كل من احمد العجلاني وتوفيق زعبوب لتولي المقاليد الفنية ووفق الاصداء القادمة من كواليس فريق جوهرة الساحل فإن العجلاني وزعبوب قررا العمل مجانا مساهمة في خروج ناديهما من الوضع الصعب.
تجدر الإشارة إلى أن هيئة ليتوال تلقت في شهر نوفمبر 2023 مراسلة من الاتحاد الدولي لكرة القدم تعلمها بمنع الفريق من الانتدابات لثلاثة فترات متتالية مع مهلة بشهر لخلاص مستحقات اللاعب الجزائري الأسبق حسين بن عيادة المقدرة بمليار تقريبا بعدما رفع اللاعب شكوى للمطالبة بعدم تلقي اجرته ل14 شهرا.
نفس اللاعب الجزائري كان سببا في معاقبة النادي الإفريقي بمنعه من الانتداب لفترتين متتاليتين مع وجوب دفع إدارة باب جديد مبلغ 80 ألف دينار إضافة إلى قضية اللاعب عبد النور بالحوسيني الذي حكمت 'الفيفا' لصالحه بمبلغ 245 ألف أورو مع مهلة بـ45 يوما للخلاص وقبل إصدار قرار تأديبي .
ولا ننسى الاولمبي الباجي الممنوع بدوره من الانتدابات بسبب عدم تسوية وضعية عدد من اللاعبين السابقين على غرار اغبوزو...

 

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115