ناقوس الخطر وسط مخاوف من تفاقم حجم الكارثة الانسانية اذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة تضمن توفير التمويل الكافي لتقديم المساعدات المنقذة لحياتهم.
باتت الأرقام الصادرة مؤخرا عن المنظمات والمؤسّسات التي تُعنى بالأطفال في العالم، تثير مخاوف وهواجس عديدة خاصة مع تسجيل ارتفاع ملحوظ في أعداد الأطفال المقتولين بسبب الأوضاع الكارثية التي تمرّ بها دول المنطقة، من احتلال وحروب وصراعات واضطرابات داخلية وأيضا الأمراض والمجاعة والتي كانت لها تأثيرات سلبية على الفئات الهشة وأهمها الأطفال. وقال مكتب المنظمة باليمن في تغريدة على تويتر "ما يقرب من ستة ملايين طفل في اليمن على بعد خطوة واحدة فقط من المجاعة، إنهم في حاجة ماسة إلى دعم عاجل".
وأضاف "حان الوقت لتكثيف التزاماتنا مع الشركاء الأوروبيين لتقديم الإغاثة المنقذة للحياة والدعم".
كانت المنظمة الدولية قد أعلنت مطلع العام الجاري عن احتياجها العاجل إلى 484 مليون دولار لمواصلة استجابتها الإنسانية المنقذة لحياة الأطفال في اليمن خلال 2023.
وبحسب تقرير للمنظمة في أواخر مارس فإن أكثر من 11 مليون طفل في اليمن بحاجة إلى مساعدات إنسانية، من بينهم 2.2 مليون يعانون من سوء التغذية الحاد.
كان برنامج الأغذية العالمي أعلن يوم الأحد حاجته العاجلة إلى 80 مليون دولار حتى يتمكن من الاستمرار في تقديم المساعدات الغذائية المنقذة لحياة الأطفال في اليمن.
إن النزاع الدامي المستمر في اليمن منذ أكثر من عقود أعوام أدى إلى سقوط أكثر من 11 ألف طفل بين قتيل ومصاب وبمعدل أربعة أطفال يوميا.يشار إلى أن الحرب اليمنية بين القوات الموالية للحكومة والحوثيين المسيطرين على عدة محافظات من بينها صنعاء،دفع الشعب اليمني -الذي يعيش 25.5 مليون مواطن فيه تحت خط الفقر- ثمنه ولايزال يدفع . ووفقا للمنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة فقد أدت الحرب إلى تشريد أكثر من 4 ملايين يمني إضافة إلى وجود مليوني طفل بلا تعليم . وسجل مقتل 377 ألف شخص منذ بدء الحرب في حين كانت الفاتورة الاقتصادية باهظة جدا بالنسبة للاقتصاد اليمني الذي خسر ما يقارب 126 مليار دولار، وبات معظم السكان يعتمدون على المساعدات، في إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم.
حلول عاجلة
كغيره من الدول يواجه اليمن اليوم موجات غلاء متزايدة طالت أسعار السلع والوقود وذلك في ظلّ نقص المساعدات الدولية والأممية بسبب طرق وأساليب إيصال المساعدات ، وأيضا في ظلّ حالة الركود الإقتصادي الحاد التي يعانيها العالم أجمع نتيجة وباء كوفيد 19 والحرب الروسية الأوكرانية . كلّ هذه التراكمات ساهمت بشكل مباشر في افتقاد اليمنيين بشكل شبه كلي لقدراتهم الإنفاقية، وذلك في ظلّ انهيار اقتصادي حاد جاء كترجمة لسنوات الحرب المريرة التي يعانيها اليمن السعيد .
وتؤكد التقارير والتصريحات الدولية أنّ الحرب في اليمن باتت من أكبر الكوارث الإنسانية في العالم.
ووفق تقارير أممية من المتوقع أن يبلغ عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد 19 مليون شخص، في الوقت الذي أكد برنامج الغذاء في آخر تحديث عام 2022، أن اليمن شهد أسوأ مستوى من التدهور في حالة انعدام الأمن الغذائي منذ أربع سنوات.
ورغم إنعقاد عديد المؤتمرات لمانحين الدوليين بهدف توفير تمويلات جدية لإخراج اليمن من عنق الزجاجة آخرها مؤتمر انعقد في مارس من عام 2023 ، إلاّ أنّ الفشل كان سيّد الموقف. ورغم مساعي كسر جمود العمليّة السياسية لم تتمكن الجهات الدولية من تلبية ما يحتاجه البلد الغارق في الحرب لتجنّب حدوث مجاعة ، ممّا أدّى إلى استياء المنظمات الحقوقية الدولية التي علقت آمالا كثيرة على هذا الملتقى .ويتهدّد خطر المجاعة والأمراض والأوبئة شعب ‘’اليمن السعيد’’ في ظل صعوبة إيصال المساعدات الإنسانية وصعوبة توفيرها سواء مواد غذائية أو احتياجات طبية أو غيرها من المواد الأساسية التي يحتاجها اليمنيون.
امال كبيرة
ويعلق متابعون للشأن اليمني آمالا كبيرة على المصالحة الأخيرة بين السعودية وإيران باعتبار دورهما في الصراع الذي يعيشه اليمن منذ سنوات ، مؤدين أن هذه المصالحة سيكون لها أثر مباشر على مسار الحرب في اليمن، إذ يدعم البلدان طرفي الصراع الرئيسيين، القوات الحكومية، والحوثيين.
وذلك بالإضافة إلى القضايا الأخرى التي قد يحدث تغير عليها بعد المصالحة،منها الملف النووي الإيراني، إضافة إلى اتفاقهما على تفعيل اتفاقية التعاون الأمني الموقعة عام 2001.