وافريقيا . وقال إنه مع تطور العلاقات الصينية الأفريقية ، تلعب التغيرات في الاتصال بين وسائل الإعلام دورًا أكثر أهمية. وأكد لـ" المغرب " على هامش حلقة فكرية خاصة عن تطور وسائل الاعلام في الصين عقدت في العاصمة الصينية بكين ، بانه اليوم ليس هناك من خيار أمام الاعلام التقليدي خاصة المطبوع مثل الصحف الورقية، سوى التطور لتستطيع التأقلم مع سرعة تقدم وتغير أنواع الميديا الأخرى مثل وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات التي باتت تلعب دورا في سرعة نقل المعلومة للجمهور .
وكان وانغ قد اكد في ندوة خاصة بوسائل الاعلام الافريقية بان هناك اقبالا كبيرا من مختلف الفئات خاصة الشباب في الصين على الوسائل الاجتماعية مثل WeChat وWeibo . وقال ان الصينيين يستخدمون التطبيقات الحديثة لاقتناء وشراء كل مستلزماتهم الحياتية وليس فقط لمعرفة الأخبار . واستطرد قائلا :" رغم كل ما تشهده الصين من ثورة تكنولوجية في المنصات الالكترونية لكن تفرض الحكومة تدابير معينة فيما يتعلق بالمواقع التي تتطرق لمواضيع تثير الكراهية او مجموعات تدفع للانتحار وغيرها من الملفات الحساسة " وفق قوله . وقال انه من المهم اليوم ان تنقل وسائل الاعلام -في خضم كل تحديات العصر داخليا وخارجيا - صورة "الصين الجديرة بالثقة والمحبة والاحترام" والحياة الحقيقية للشعب الصيني بكل ما فيها من حالات سعادة او احباط.
من جهتها أشادت نائب مدير مجموعة الصين الدولية للاتصالات ومعهد الدراسات الدولية والتدريب المتقدم (CICG IISAT) فان فنغ في تصريح خاص لـ" المغرب " بدور وسائل الإعلام لكونها أساسية وتلعب دورًا محوريًا في تعزيز العلاقات بين الصين والدول الأفريقية.
جاء ذلك على هامش الحفل الختامي لندوة رؤساء الأقسام الدولية لوسائل الإعلام الرئيسية من الدول الأفريقية في الصين. وقالت ان العلاقات بين الصين وأفريقيا لها تاريخ طويل وصداقتنا لا تزال قوية ، خلال الكفاح ضد الإمبريالية والاستعمار ، أنشأنا صداقة لا تنفصم ووضعنا طريقًا مميزًا للتعاون خلال مسار التنمية والتنشيط".مضيفًة بالقول "لقد كتبنا فصولًا رائعة في خضم التغييرات المعقدة ووضعنا أيضًا أمثلة مشرقة لبناء أنواع جديدة من العلاقات الدولية" .
وكانت فان فنغ قد قالت في كلمتها خلال الحفل الختامي للملتقى الإعلامي الافريقي الصيني :"إن وسائل الإعلام يمكن أن تكون بمثابة جسر لنشر المعلومات وإجراء التبادلات وتعزيز التفاهم والصداقة المتبادلين من الصين والدول الأفريقية.وأضافت إن الندوة تهدف إلى خلق منصة للتبادلات في مجال الاتصالات لتكون بمثابة جسر لبناء التواصل بين وسائل الإعلام وتعميق التفاهم والثقة المتبادلة بين الصين وأفريقيا.
وتابعت بالقول أن الندوة تهدف أيضا إلى الحصول على مزيد من الدعم المتبادل من جانب التنمية وبناء شراكة حقيقية وودية على أساس الاحترام المتبادل والمساواة والمعاملة بالمثل.وقالت "إن الأنشطة الاقتصادية الوثيقة بين الصين وأفريقيا والتبادلات الشعبية للمعرفة آخذة في الظهور بشكل أكبر".
يشار الى ان إقامة العلاقات الصينية الأفريقية تعود الى أواخر الخمسينيات من القرن الماضي عندما وقعت الصين اتفاقيات تجارية ثنائية مع عدد من الدول الافريقية من بينها تونس ومصر والجزائر وغينيا وجنوب إفريقيا والسودان.ونمت العلاقات على مر السنين مع حرص الصين على تعزيز العلاقات الثنائية والتنموية مع إفريقيا.
وبحسب التقرير السنوي حول العلاقات الاقتصادية والتجارية الصينية الأفريقية، فإن الاستثمار الصيني في أفريقيا بلغ 2.96 مليار دولار خلال الأعوام الماضية بنسبة زيادة 9.5 في المئة على أساس سنوي. ومن بين القيمة الإجمالية، بلغ الاستثمار المباشر غير المالي 2.66 مليار دولار.
وشهد الاستثمار الصيني في قطاع الخدمات في أفريقيا زيادة كبيرة، بخاصة في مجال خدمات التكنولوجيا والنقل والتخزين وخدمات البريد والبحث العلمي بواقع أكثر من الضعفين، بحسب التقرير.
واليوم يمثل الاهتمام الصيني بالقارة الأفريقية أحد أهم أسس السياسة الخارجية الصينية، في ظل تنافس حاد مع قوى أخرى لها مصالح في القارة السمراء. وتسعى بكين إلى تحقيق جملة من الأهداف ضمن سياسة الصين الواحدة وإنجاح مبادرة الحزام والطريق وتحقيق الأمن البحري في عصر التنافس الاستراتيجي.