في مؤتمر حوار الحضارات "من بكين الى قرطاج ": عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني تشيوي تشنغ تشان : نحن على استعداد للعمل مع تونس لتعزيز التعاون في مجال البنية التحتية والصحة والاقتصاد الأخضر ومركبات الطاقة الجديدة وغيرها

احتضنت السفارة الصينية بالعاصمة مؤتمر حوار الحضارات "من بكين الى قرطاج " وذلك بمناسبة زيارة وفد الحزب الشيوعي الصيني

برئاسة تشيوي تشنغ تشان الذي يزور بلادنا للمرة الأولى . وشدد تشان في تصريح خاص لـ" المغرب " بأن انعقاد مؤتمر الحضارات في تونس يأتي في اطار تعزيز الروابط والترابط بين الحضارتين في كلا البلدين . وأعرب تشان عن أمله في مزيد تعزيز الفكر المشرك وتعزيز التبادل والاستفادة بين الجانبين" . وأضاف :" نأتي الى تونس هذه المرة محملين بالمشاعر الطيبة التي يكنها الشعب الصيني تجاه الشعب التونسي . وقال ان مبادرة الحضارة العالمية التي اقترحها الرئيس الصيني في مارس الماضي تهدف لتعزيز التقارب بين الشعوب ."

اما عن كيفية نشر نمط تحديثي لا يحتكر التطور من دولة او فئة معينة خاصة ان مبادرة الحضارة العالمية تقوم على التنوع الحضاري بدل الصراع اوضح لـ" المغرب " :" هناك خمسة مرتكزات للنمط التحديثي الصيني والصين تستهدف جلب المزيد من الفرص للبلدان الأخرى لتحقيق التنمية العالمية . وهذا يعني ان تنمية الصين تتاج الى تنمية الاعلم وتنمية العالم لا تنفصل عن التنمية الصينية .واضاف :" نطرح مبادرة إقامة مستقبل مشترك للبشرية والمشاركة في بناء الحزام والطريق . والصين لا تسعى فقط لتنميتها الذاتية بل أيضا ترغب وتستهدف جلب وإعادة الفائدة لشعوب العالم من خلال تنميتها . ان فتح زهرة واحدة لا يعني حلول الربيع بل يجب ان تتفتح مئات الزهور كإيذان بحلول الربيع الحقيقي" .
التحديث الصيني
وأبرز في كلمته أمام الحضور أهم ملامح التحديث الصيني معتبرا بان تحقيق التحديث هو السعي المشترك لشعوب جميع أنحاء العالم ، وهو أيضًا الحلم الذي يسعى إليه الشعب الصيني منذ العصر الحديث. وأضاف :" بعد الجهود الدؤوبة المبذولة من عدة الأجيال، وجدنا طريق «التحديث الصينى النمط». في سبتمبر الفائت أشار الأمين العام للحزب والرئيس الصيني شي جينغ بينغ في المؤتمر الوطنى العشرون للحزب الشيوعى الصينى إلى أن التحديث الصيني النمط هو التحديث الاشتراكي تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني، فهو يتسم بالصفات المشتركة للتحديث في مختلف البلدان، ويتميز على وجه الخصوص بالخصائص الصينية القائمة على ظروف الصين الواقعية".
واهم ركائز التحديث الصيني بحسب تشيوي تشنغ تشان هي :" أولا، التحديث الصينى النمط هو تحديثً يغطى عددًا هائلًا من الناس. ويجلب النمط فرص إلى العالم. في السنوات العشر الماضية، يبلغ متوسط معدل نمو الاقتصاد الصيني 6.6٪ ، ومتوسط معدل مساهمتها في النمو الاقتصادي العالمي يتجاوز 30٪، مما يشكل مصدر الطاقة الرئيسي وعامل استقرار النمو الاقتصادي العالمي. وأوضح ان التحديث الصيني سيؤدي إلى تغيير خريطة العالم للتحديث تمامًا ، ودفع التحديث العالمي يتطور خطوة كبيرة إلى الأمام في بحجم سكانها الضخم ، وتعزيز التنمية البشرية لتحقيق قفزة تاريخية. ثانيا ، التحديث الصينى النمط هو تحديثً يسعى إلى الرخاء المشترك لجميع أبناء الشعب. إن ثمار التحديث يملكها ويشترك فيها الجميع ، بدلاً من احتكارها من قبل مجموعة محددة. في السنوات العشر الماضية. ثالثا، التحديث الصينى النمط هو تحديثً يحقق التناسق بين الحضارة المادية والحضارة المعنوية. أما الركيزة الرابعة للتحديث الصينى النمط هو تحديثً يحقق التعايش المنسجم بين الإنسان والطبيعة. يتخلى التحديث الصيني النمط الطريق القديم الذي يسلكه الغرب وهو الأخذ بلا نهاية من الطبيعة وتخريبها، ونسلك طريق التنمية المتحضرة المتميزة بنمو الإنتاج ورخاء المعيشة وحسن البيئة الإيكولوجية، وتتمسك الصين بمفهوم التنمية الجديدة المتمثلة في الإبداع والتنسيق والخضراء والانفتاح والتقاسم، وتلتزم بالتنمية المستدامة، ونحمي الطبيعة والبيئة الإيكولوجية مثل حماية أعيننا، ونسعى إلى بناء الصين الجميلة. إن الصين بصفتها قوة مهمة في الحوكمة البيئية العالمية ، تستعد للعمل مع تونس لتعزيز التحول الأخضر ومنخفض الكربون وبناء مجتمع المستقبل المشترك بين الإنسان والطبيعة.
اما الركيزة الخامسة للتحديث الصينى النمط فتقوم على سلك طريق التنمية السلمية. وأوضح تشان ان لدى الصين فهم عميق للسلام.
المصالحة السعودية الايرانية
وأشار تشان الى ان الجهود الصينية المبذولة قد ساهمت في استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران. وقال :"نرى بارتياح أن مزيدا من الدول تقوم بالمصافحة والمصالحة فيما بينها. وقال لقد مرت الأزمة الأوكرانية أكثر من عام، لم تقم الصين بصب الزيت على النار أو تعكير الأوضاع للربح منها كما يفعلها بعض الدول، بل تلتزم بالإنصاف وتبذل جهودا حميدة لدفع المفاوضات وتهدئة الأوضاع. أثبتت الحقائق أن توجّه الصين نحو التحديث يمثل تنامي قوى السلام والعدالة."
وقال انه في الوقت الحاضر تتسارع التغيرات الكبرى في العالم لم يشهدها منذ قرن ، إنها لا يمثل إعادة تشكيل ميزان القوى بين الدول الغربية وغيرها، بل إعادة تشكيل أيضا النظام الحضاري العالمي. ستتجه الدول نحو الصراع أم الازدهار، سيتجه التاريخ نحو التراجع أم التقدم، يعتمد كثيرا على كيفية تفكيرنا في الاختلافات بين الحضارات. وأشار الى انه في مارس من هذا العام، طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرة الحضارة العالمية في الحوار رفيع المستوى بين الحزب الشيوعي الصيني والأحزاب السياسية في العالم .حيث يدعو إلى احترام تنوع الحضارات في العالم، تكريس القيم المشتركة للبشرية، الاهتمام بتوارث الحضارات وإبداعها، تعزيز التواصل والتعاون الدوليين في المجال الإنساني والثقافي، وأضاف بالقول :" نحن على استعداد للعمل مع تونس لندعو وننفذ التبادل والتعاون الحضاري، مما يساهم في تعزيز بناء مجتمع مستقبل مشترك للبشرية."
وقال :"على مدار 59 عام منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، يلتزم كل من الصين وتونس الاحترام المتبادل والتعامل المتساوي لتطوير علاقات الصداقة والتعاون. يقدر الجانب الصيني تقديرا عاليا لتمسك الجانب التونسي بمبدأ صين واحد، ويشكر الجانب التونسي لدعمها القوي للصين فما يتعلق بقضية تايوان وايوان ، شينغيانغ ، هونغ كونغ ، حقوق الإنسان وغيرها من القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية والهموم الكبرى للصين، سنواصل دعم تونس في اختيار مسار يناسب ظروفها الواقعية. دع مائة زهرة تتفتح في عالمنا وتصبح أكثر تنوعا."
التعاون التونسي الصيني بالأرقام
فيما يتعلق بالتعاون التونسي الصيني اوضح تشان بالقول :" منذ إنشاء معهد كونفوشيوس بجامعة قرطاج في بلدكم قام بأشكالًا مختلفة من أنشطة لتدريس اللغة الصينية وتعريف الثقافية الصينية ، وتم تخريج أكثر من 2000 من أكفاء اللغة الصينية. إن الفريق الطبي الصيني إلى تونس متجذر في شمال إفريقيا منذ 50 عامًا ويحظى بقبول واسع من قبل الشعب التونسي. نحن على استعداد لمواصلة تزويد الشعب التونسي بمزيد من المنصات لفهم الثقافة الصينية ، وتشجيع المزيد من السائحين الصينيين على القدوم إلى تونس للتمتع بأناقة "لؤلؤة البحر الأبيض المتوسط" ، لجعل الصداقة الصينية التونسية أكثر عميقة ومتجذرة في قلوب الشعب ، وتحقيق الإنجازات والتنمية المشتركة. "
وشدد تشان على أهمية التمسك بالتعاون المربح للجانبين ونجعل الحضارات المختلفة تشترك في الجمال. في مواجهة التغيرات العالمية والعصرية والتاريخية ، إن التعاون هو الخيار الصحيح الوحيد ، فالعزلة الذاتية عفا عليها الزمن ، والأحادية لا تحظى بشعبية. وأوضح بالقول :"في السنوات الأخيرة ، في إطار البناء المشترك لـ "الحزام والطريق" ومنتدى التعاون الصيني العربي ومنتدى التعاون الصيني الأفريقي، أقامت الصين وتونس منصات تعاون متعددة في مجالات التعليم والثقافة والرياضة والصحة وغيرها، وفتحت قنوات تعاون واسعة النطاق. أصبحت " الأكاديمية الدبلوماسية الدولية" التي بنتها الشركات الصينية مهدًا لتدريب المواهب الدبلوماسية في البلدان العربية والأفريقية ؛ ويوفر المركز الرياضي والشبابي ببن عروس ساحة للمراهقين التونسيين للنمو بصحة جيدة ؛ ويخفف مستشفى صفاقس الجامعي ضغوط طبية بعد استخدامه .وقال :"نحن على استعداد للعمل مع تونس لتعزيز رفع مستوى التعاون في مجال البنية التحتية ، والصحة ، والاقتصاد الأخضر ، والفضاء ، ومركبات الطاقة الجديدة وغيرها ، وخلق المزيد من نتائج التعاون العملي.

من جهته اكد سفير الصين بتونس وان لي لـ" المغرب ": ان تونس تتمتع بمزايا خاصة لتطوير الاقتصاد الأخضر وخاصة الطاقات المتجددة والنظيفة مضيفا بأنها نقطة مهمة تطرق لها الرئيسان التونسي والصيني في القمة العربية الصينية في الرياض" . وأضاف :"حاليا توجد شركة صينية تود الاستثمار في تونس لإنشاء محطة لصناعة الطاقة الكهربائية باستخدام الطاقة الشمسية وفي انتظار حصولها على الرخصة من الإدارة المتخصصة في الحكومة التونسية . كما توجد شركة صينية أخرى ستنجز مشروع يتعلق بالطاقة المتجددة."
اما فيما يتعلق بسؤال الصحفيين حول إمكانية أن تعطي الصين قرضا لتونس أجاب :" الصين لا تعطي القروض بل تنفذ المشاريع وهذه سياستها واستراتيجيتها التي يدركها الخبراء المختصون ".
 

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115