يمتد... لأكثر من 21 ألف كيلومتر ويعبر 404 مقاطعة السور العظيم ....حارس أحلام حضارة الصين القديمة

من بكين – روعة قاسم

يستقطب سور الصين العظيم سنويا آلاف الزوار التواقين لاستكشاف أسرار الحضارة الصينية

واحدى عجائب الدنيا السبع الجديدة في العالم . وهو حصن واسع أقيم على مدى يقارب الفي عام يمتد على الحدود الشمالية والشمالية الغربية لجمهورية الصين الشعبية ، من تشنهوانغتاو في الشرق إلى منطقة غاوتاي في مقاطعة غانسو في الغرب. بدأت ببنائه أسرة تشين للحماية من الغزوات الخارجية لكن الجزء الأكبر منه استكملت بناءه أسرة مينغ في الفترة الواقعة بين 1368-1644.

هنا في قلب منطقة بادالينغزن " Badaling " الواقعة بين الوديان السحيقة الممتدة على بساط أخضر بلا حدود، يقع الجزء الأكثر استقطابا من قبل السياح والأهم من السور ويتضمن محطة مجهزة بكل وسائل النقل الحديثة من قطار سريع وباصات وحافلات تنقل يوميا مئات السياح والزوار من كل الجنسيات والدول .
ويحتوي السور على عدة أبراج مراقبة لرصد تحركات الأعداء زمن الحروب وبعضها كان يعد لتخزين الأسلحة .وهو يمتد لأكثر من 21 ألف كيلومتر ويعبر 404 مقاطعة. وتقع بعض أجزاء السور في مدينة يونغتاي القديمة ، المعروفة محليا باسم "مدينة السلاحف" ، وسميت بهذا الاسم بسبب شكلها ، والذي يشبه شكل السلحفاة. وحافظت تلك المدنية حتى اليوم على طابعها القديم وكأن الزائر ينتقل في رحلة عبر الزمن فيعود الى سنة 1602 وتحديدا خلال عهد أسرة مينغ (1368-1644) ، التي أسست هذه المدينة من أجل الحماية من الغزوات والهجمات الخارجية.
ويبلغ ارتفاع السور في تلك المنطقة 12 مترا ويتضمن 12 حصنا دفاعيا وأربعة أبراج رقابة. وقد تم الحفاظ على أسوار المدينة المهيبة والمنازل القديمة التي تقع داخلها لتحكي قصة تاريخ الصين بكل سحره ورونقه . ولعل خصوصية هذه المنطقة تكمن في انه تم بناء أجزاء السور من تربة اللوس الخاصة التي ظلت صامدة عبر الزمن .

ومع ذلك ، بحلول عهد أسرة تشينغ (1644-1911) ، بدأت الأهمية العسكرية للمدينة بالتضاؤل وانخفض عدد سكانها تدريجيا. وفي الوقت الحاضر ، انتقل عدد كبير من السكان بسبب موقعها البعيد ، فانخفض عدد سكانها إلى أقل من 500 شخص اليوم.
وتقع هذه المدينة في مقاطعة قانسو التي تعتبر الروافد العليا للنهر الأصفر الذي يتعانق مع بعض أجزاء سور الصين ليسردان معا حكاية حضارة تمتد لآلاف السنين لعبت عديد الأدوار الحضارية قديما وحديثا.

وينظر اليوم الشباب الصيني بفخر الى امجاد ماضيه السحيق ويحدوه الأمل بأن يحقق المزيد من التقدم والتطور في معادلة خاصة تعانق جمال التاريخ وعبقه واساطيره وقوة الحداثة وتطورها العلمي والتكنولوجي والصناعي ...هذا التمازج الفريد بين التاريخ والحضارة وبين التطور العلمي يختزل في جوهره قصة الصين العظيمة التي يحكي سورها العظيم بعض حكاياها وأسرارها الممزوجة بروح التحدي والصمود والتي تحولت الى ركائز أساسية في المجتمع الصيني بكل فرادته وتنوعه وخصوصيته وثرائه الاثني والديني والحضاري.

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115