بالإمكان تسمية السنة الأخيرة بسنة "الطوابير أسلوب تسوق جديد" فقد أصبح المشهد مألوفا أمام المساحات الكبرى ومحلات بيع المواد الغذائية بمختلف احجامها وأمام المخابز كما اصبح النقص أمرا عاديا اذ تاثرت السوق التونسية بالظرف العالمي أيما تاثرا مما انعكس على الحياة اليومية للمواطنين.
يواصل التونسي رحلة بحثه عن المواد الغذائية من مشتقات الحبوب والسكر وسط تضارب بين رسائل طمأنة رسمية بان كل السلع متوفرة وتصريحات المهنيين عن ندرة التزود وفقدان القدرة عن توفير سلع بعينها.
وقال محمد بوعنان رئيس الغرفة الوطنية لأصحاب المخابز في تصريح لـ"المغرب" بأن ما شهده التونسي في الأيام القليلة الماضية من نقص في الخبز يعود الى تأخر وصول باخرة محملة بالقمح مما ادى الى نفاذ المخزونات الخاصة بالمخابز وعدم قدرتها على التزود بها بسبب فقدانها او نقصها في المطاحن.
وأكد بوعنان ان الإشكال ليس في تسديد كلفة حمولة البواخر باعتبار أن البواخر التي تنتظر محملة بمساعدات أمريكية ، وكان السفير الأمريكي في تونس قد أكد في الأسابيع الماضية "أن الفترة القادمة ستصل فيها بواخر محملة بالقمح ستحل بتونس بتمويل أمريكي" ولفت بوعنان انه توجد بواخر أخرى محملة بالقمح في طريقها لتونس لهذا فان إشكال نقص المواد المصنعة من مشتقات الحبوب ستكون متوفرة خلال الأشهر الثلاث القادمة الى الى حدود شهر جويلية.
فقدان مشتقات الحبوب في السوق ليس الأوّل من نوعه فقد حصل هذا النقص في عدة فترات ارتبط ذلك أساسا بالحرب الروسية الأوكرانية واضطراب سلاسل الإمدادات وارتفاع الأسعار العالمية.
"مفماش مجاعة في تونس" هكذا ردت وزيرة التجارة وتنمية الصادرات عن الطوابير التي تشهدها عديد المخابز. لكن الأمر يبدو انه لن يقتصر على الخبز فقط فقد أكد نبيل العيادي رئيس الغرفة الجهوية لتجار المواد الغذائية بالجملة بتونس في حديث لـ"المغرب" بان مشتقات الحبوب والسكر مفقودة مبينا انه سيتم في مطلع هذا الأسبوع تزويد تجار الجملة بعشر ما كان يتم تزويدهم به مما يعني وجود نقص مؤكد في الأيام القادمة. كما تحدث عن فقدان القهوة مشيرا إلى النقص الفقدان المسجل في المواد الغذائية منحصر في سلع بعينها الدولة هي المسؤولة على توريدها ممثلة في ديوان الحبوب والديوان التونسي للتجارة.
كان الرد دائما في فترات النقص وفقدان السلع بان السلوك الإستهلاكي للتونسي هو السبب لكن اليوم لا يمكن التعلل بهذه الأسباب فأهل المهنة من تجار جملة وأصحاب المخابز وغيرهم يؤكدون نقص تزودهم من الجهات المعنية وان الإشكال ليس في اللهفة بل في حلقة التزود معطلة.