أهم المعطيات المتعلقة بإنتاج الفسفاط والأسباب التي أدت إلى تراجع إنتاجه وخاصة تسويقه وتصديره ،فقد أظهرت معطيات المعهد الوطني للإحصاء تراجعا في صادرات القطاع بنحو 11% خلال الأشهر الأربعة الأولى مقابل ارتفاع حجم الواردات.
تظهر المعطيات الرسمية تراجعا في النشاط التحويلي للفسفاط بمصانع المجمع الكيميائي التونسي خلال العشرية الاخيرة الى مستوى 40 في المائة من طاقة الإنتاج التصميمية للمصانع بسبب تراجع الكميات المستلمة من الحوض المنجمي منذ سنة 2011 في وقت تسعى فيه الدولة الى الترفيع في صادرات مشتقات الفسفاط ،وقد غلب التفاؤل على الأهداف الرسمية التي تضعها وزارة الصناعة سواء فيما يتعلق بالانتاج او التسويق ،حيث كانت التطلعات تستهدف تحصيل غير أن الحصاد قد توقف ب3.6 مليار دينار وكان ذلك بدعم من ارتفاع الاسعار اساسا فيما كانت الاهداف تنتظر عائدات بقيمة 4.7 مليار دينار و تتوقع وزارة الصناعة مزيدا من التحسن بشكل قد يكون موغل في التفاؤل ،حيث تتوقع عائدات بقيمة 6.2 مليار دينار وقد لفتت الى أن توقعاته جاءت تباعا لمعدل سعر البيع خلال السداسي الاول من سنة 2022.
ارتفاع سعر الفسفاط الخام الى 345 دولار للطن في افريل
للتذكير شهدتى أسعار الاسمدة والفسفاط ارتفاعا صاروخيا خلال العام المنقضي ،،فقد نمت الاسعارفي السوق العالمية ،حيث تضاعفت أسعار الأسمدة من 344 دولاراً للطن الواحد إلى 835 دولاراً. وقد ارتفع سعرالفسفاط الخام إذ انتقل سعر طن الفسفاط من 96 دولار للطن إلى عتبة 250 دولار مع العلم ان سعرالطن من الفسفاط الخام خلال شهر افريل قد بلغ 345 دولار .
وفي مايتعلق بالعام الحالي ،فقد أظهرت معطيات المعهد الوطني للاحصاء تراجعا في قيمة صادرات قطاع الفسفاط و مشتقاته خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام المنقضي بنسبة 10.9% ،حيث بلغت 988.2 مليون دينار بعد ان كانت عند مستوى 1.1 مليار دينار خلال الفترة ذاتها والتي كانت قد اتسمت بتطور ملحوظ للاسعار في السوق العالمية و تؤكد معطيات شركة فسفاط قفصة تصدير 71678 طن مقابل 56 الف طن لكامل 2022 .
وقد شهد قطاع الفسفاط ومشتقاته منذ سنة 2011 تراجعا قياسيا في مؤشراته الفنية والمالية ،حيث لم يتجاوز معدل الإنتاج السنوي لشركة فسفاط قفصة مستوى 3.3 مليون طن اي مايعادل37% فقط من الطاقة التصميمية لوحدات الشركة خلال الفترة 2011/2021 و قد بلغ الإنتاج 3.72 مليون طن في 2021.
ويرجع الهبوط المسجل بحسب بيانات وزارة الصناعة إلى ضعف منظومة النقل بواسطة القطارات وعبر الشاحنات إضافة للإضرابات المتكررة وبطء انجاز المشاريع الجديدة و تقادم معدات الإنتاج وقد تدحرج مستوى الإنتاج من 8.1 مليون طن في 2010 مع العلم أن المستوى المسجل يعد أفضل المستويات الى جانب سنة 2005 وتعد سنة 2011 خلال العشرية الأخيرة صاحبة الأداء الأسوأ ،حيث قدر مستوى الإنتاج ب2.3 مليون طن .
وقد عرف مستوى الإنتاج الوطني خلال العام المنقضي تراجعا ،حيث تم تسجيل 3.5 مليون طن بعد إن كانت عند مستوى 3.7 مليون طن في 2021 فيما كانت الأهداف ترنو الى إنتاج 4.2 مليون طن لكامل 2022 و تتطلع وزارة الصناعة خلال العام الحالي إلى القطع مع النتائج السلبية المسجلة طيلة السنوات الماضية جراء الاعتصامات والمطلبية الاجتماعية المتكررة التي لم تتوقف و التي حالت دون تحقيق الأهداف المرجوة حيث من المؤمل ان يبلغ انتاج شركة فسفاط قفصة خلال السنة الحالية مستوى 6 مليون طن أي مايعادل 75 في المائة من الطاقة التصميمية لوحداتها .
وترجح الوزارة ان يتواصل الإنتاج بنفس الوتيرة خلال سنة 2024 ليصل إلى مستوى 81 % من الطاقة التصميمية في 2025 اي ما يعادل 6.5 مليون طن ،و تعد جل هذه الارقام اهداف يجب العمل على تحقيقها وان تبدو صعبة فهي ليست من المستحيل لا سيما ان الحاجة اليوم تتزايد الى قطاع الفسفاط في وقت يختنق فيه الاقتصاد الوطني و تتكاتف عدة عوامل على إنهياره،حيث تعد استعادة نسق الانتاج الى مستويات 2010 ابرز استحقاقات المرحلة الحالية التي تتم بإستنزاف في العملة الصعبة وارتفاع مستوى التبعية الى التوريد ،وتؤكد المجالس الوزارية التي عقدت حول واقع قطاع الفسفاط أهمية الدور الذي يمكن ان يلعبه في دعم الاقتصاد الوطني الذي لطالما كان يمثل إحدى أهم أعمدته وأقواها...حيث بات من الضروري اليوم العودة الى قطار الفسفاط و إصلاحه من جميع الاعطاب لينقل الاقتصاد الوطني الى مرحلة تكون أقل تأزما من الوضع الحالي