بألقابها وبسنين طويلة صامدة فيه صار اليوم أبرزها بل اصبح الأفضل من بينها محليا وقاريا بعد التتويج منذ يومين ولأول مرة في مسيرته ببطولة افريقيا للأندية البطلة التي أمنت له الطريق نحو المونديال والحديث هنا عن مولدية بوسالم "نجمة" الشمال الغربي التي حققت ما عجز عنه أصحاب التتويجات القارية بدرجة أولى النجم الساحلي والنادي الصفاقسي والترجي الرياضي التي خيرت عدم المشاركة واكتفت بالمتابعة خوفا من الهزيمة في الوقت الذي كانت فيه المحاولة ممكنة، ما عجز عنه الترجي بدرجة أولى حققته مولدية بوسالم على حساب العملاق الزمالك المصري عن جدارة واستحقاق في خطوة أكدت عبرها مجددا ان الجهود التي بذلت فيها لسنوات من العمل أتت أكلها وأن الأفضل ينتظرها من بوابة المونديال خلال شهر ديسمبر المقبل في الهند.
دونت مولدية بوسالم اسمها بأحرف من ذهب في سجل بطولة افريقيا للأندية البطلة المسابقة الأفضل قاريا ورسمت خارطة جديدة لها ستسعى من خلالها الى التألق ومواصلة البروز في الفترة القادمة فالفريق أكد انه قادر على ذلك بعد الأداء البطولي الذي قدمه أمام الزمالك المصري على تعويض الترجي أفضل تعويض، ما حققته المولدية لم يكن محض الصدفة فالفريق بذل جهود كبيرة منذ 2016 الى اليوم وتضحيات أكبر قدمت بدرجة أولى من الهيئة المديرة وخاصة رئيسها مصباح المحمودي وكل من تابع نتائج المولدية عن كثب وفي كل موسم يدرك ذلك جيدا ويعرف أن الفريق سائر بثبات نحو الأفضل.
توجت المولدية الموسم المحلي بالحصول على كأس الجامعة رغم المنافسة الكبيرة من سعيدية سيدي بوسعيد واتحاد النقل الصفاقسي وهذه كانت خطوة إيجابية في حد ذاتها لفريق مازال في أول الطريق لكن ذاك اللقب كان البداية فقط نحو الأهم الذي تحقق بالفوز التاريخي بالبطولة افريقيا للأندية البطلة وبطاقة المونديال على حد السواء، فريق فتي كبير بإنجازه القاري كتب صفحة جديدة في تاريخه وبات مثالا يحتذى في المثابرة والعمل لكل فريق يريد اللحاق بركبه ويخطو على خطاه.
درس كبير لأكثر من فريق
ابتعد في المواسم الأخيرة الثنائي النجم الساحلي والنادي الصفاقسي عن المشاركة في بطولة افريقيا للأندية البطلة والأمر ذاته بالنسبة للبطولة العربية واكدا ذلك مؤخرا بتعلة عدم الجاهزية والترجي الرياضي الذي كان حاضرا في المسابقتين في الفترة الماضية بدوره انسحب خوفا من الهزيمة مجددا رغم الرصيد البشري الموجود في صفوفه في الوقت الذي شحذت فيه مولدية بوسالم ومستقبل المرسى الهمة ومثلا الكرة الطائرة التونسية كأفضل تمثيل دون أية حسابات بحثا عن خطوة أخرى إيجابية يضيفانها الى نتائجهما الطيبة الحاصل خاصة في الموسم الحالي، المولدية قدمت اليوم درسا للثلاثي النجم و"السي اس اس" والترجي وأكدت أن حب التألق والثقة في الذات لا يخضعان لأي مقياس وأنهماكفيلان بالوصول الى منصة التتويج وأن الظروف المادية لن تكون عائقا أمام طموحها مادامت تضم مجموعة شابة مثل تلك تسلحت بزادها الفني وامنت بحظوظها فكانت النتيجة بطولة افريقية للأندية تاريخية وبطاقة مونديال طرقت من خلالها باب العالمية باستحقاق.
أكدت مولدية بوسالم اليوم ان ميزانية ضخمة وضم أبرز العناصر والتعاقد مع لاعبي منتخب بأكمله لم يعد مقياسا للنجاح فلو كان الأمر كذلك لشارك الترجي ولرفع اللقب وبلغ المونديال لكنه تحجج ببعض الإصابات وانسحب ظنا منه أنه لن يقدر على تجاوز الزمالك صاحب "الثنائية" المحلية بعد أن ضاع منه لقب النسخة الماضية أمام الأهلي لكن حدس مسؤوليه لم يصببل كانلمصلحة مولدية بوسالم التي كانت أفضل معوض وكتبت صفحة جديدة في تاريخ بطولة افريقيا والكرة الطائرة التونسية على حد السواء الإنجاز الذي لن يمحي أبدا من ذاكرة كل من تابع ذاك النهائي.
عمل كبير في الانتظار
ستطوي مولدية بوسالم صفحة التتويج القاري وستنكب على الأهم وهو الاعداد كما يجب للمونديال الذي ينتظرها المطالبة فيه بتشريف الكرة الطائرة التونسية وتقديم مردود يليق بطل قارة، في المولدية توجد مجموعة متميزة من اللاعبين رغم نقص التجربة لكنهم قادرون على التألق مثل ما كان الحال أمام الزمالك منذ يومين ان توفرت لهم الظروف الملائمة للعمل وكانت هناك برمجة تقدم الإضافة فنيا وبدنيا.
قدمت الهيئة المديرة كل ما يمكن تقديمه من ظروف طيبة للعمل وسعت جاهدة الى توفير الإمكانات المادية الكافية لذلك ونجحت في هذه الخطوة التي ستعمل على تأكيدها حتى يكون فريقها جاهزا لرفع التحدي مجددا خلال ديسمبر المقبل، والتتويج باللقب القاري المستحق سيساعدها على موارد إضافية وسيفتح أمامها المجال للتعاقد مع أكثر من مستشهر سواء للمونديال أو للموسم الجديد الذي سترفع فيه من سقف الطموح الذي يليق ببطل افريقيا وستكون منافسا عتيدا على التتويجات المحلية شأنها شأن مستقبل المرسى في انتظار خطوات مماثلة من الأولمبي القليبي وسعيدية سدي بوسعيد والبقية.
هؤلاء هم أبطال افريقيا
كان تتويج المولدية ببطولة افريقيا والتأهل الى المونديال بفضل الجهود الكبيرة للإطار الفني بقيادة هيثم الوسلاتي وعمر المحيصري واللاعبين وهم شكري العرفاوي وفهمي الميلادي وسامي الحمزاوي ومحمد أمين الطيب وواصف القربي وريان بوحامد ومهران الركايبي وأسامة مريقة والصحبي بالكحلة وادم المدب ومنتصر بن براهم ووائل غلابي ووائل شوالي وسيميون كيبكورير.
في غياب سلطة الاشراف ورئيسة الاتحاد الافريقي و"جاكوب"
رفعت مولدية بوسالم عن جدارة واستحقاق تاج بطولة افريقيا للأندية البطلة واللقب تسلمته في غياب سلطة الاشراف وبشرى حجيج رئيسة الاتحاد الافريقي والناخب الوطني "أنطونيو جاكوب" في الوقت الذي كان لا بد أن يتواجدا فالأمر يتعلق بنهائي ولقب مؤهل للمونديال، في الواقع الكل كان ينتظر تتويج الزمالك ولم يعط ولو نسبة صغيرة لإمكانية نجاح المولدية في المهمة الا قلة من الذين كانوا على يقين بأن الفرضية قائمة سيما بعد افتكاك مستقبل المرسى لشوطين من الفريق المصري في الدور الأول.. لو تعلق الأمر بفريق تونسي اخر من الأندية "الكبرى" مؤكد كان الأمر سيختلف ومراسم التتويج ستعرف حضور أبرز المسؤولين من سلطة الاشراف وغيرها لكن المعني هنا هو مولدية بوسالم التي تجاوز إنجازها توقعات كل المشككين في انتظار تأكيد هذا الاستحقاق الذي لن يمحي بخطوة أخرى مماثلة ومردود مشرف في المونديال الذي ستطرق من خلاله باب العالمية بحلم جديد تتمنى ان يتحقق.