وكذلك التقرير السنوي لمنظمة «مراسلون بلا حدود» حول حرية الصحافة في العالم، فإن كل الأرقام والمؤشرات والمستجدات تشير إلى أن حرية الصحافة مازالت تواجه الخطر الداهم، أمام تواصل تراجع تصنيف تونس على مستوى حرية الصحافة والتعبير إلى جانب تتالي محاكمات الرأي وتصعد وتيرة التضييفات على الحريات وتزايد التهديدات التي تلاحق أهل القطاع والإحالات على القضاء التي طالت العديد على معنى المرسوم 54 الذي بات كالسيف المسلط على الرقاب.
اليوم العالمي لحرية الصحافة سيكون مناسبة لدق ناقوس الخطر على الوضعية التي وصل إليها قطاع الإعلام، وبهذه المناسبة ستنفذ النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين صباح اليوم وقفة حرية الصحافة والتعبير أمام مقر نقابة الصحفيين، وقفة تأتي في إطار مواصلة دعم قضية حرية الصحافة والرأي والتعبير ودفاعا عن الحق في الإعلام والتعددية والنفاذ إلى المعلومة، كما سيتم أيضا تقديم تقرير الحريات السنوي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين وتقرير منظمة مراسلون بلا حدود المتعلق بالتصنيف العالمي لحرية الصحافة 2023. وسيقع تقديم حالة حرية الصحافة في 06 بلدان وهي: ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا والسودان. كما سيتم تقديم حالة حرية الصحافة في العالم على ضوء هذا التصنيف.
خطر كبير يهدد حرية الصحافة
تشهد تونس موجة خطيرة وغير مسبوقة من محاكمات الرأي، وفق ما أكده نقيب الصحفيين مهدي ياسين الجلاصي في تصريح له لـ"المغرب"، مشيرا إلى أن المحاكمات عادت بنسق خطير جدا ولم تقتصر فقط على الصحفيين بل شملت المدونين والناشطين والسياسيين.. وتمت إحالتهم بمقتضى المرسوم 54 إلى جانب تزايد الاعتداءات على الصحفيين والصحفيات وهذا وما جعل الوضع سيئا جدا إلى جانب ضرب حق النفاذ إلى المعلومة وضرب التعددية في وسائل الإعلام خاصة العمومية فضلا عن التضييقات التي تعيش على وقعها عدة وسائل إعلامية، مشددا على أن كل هذه المؤشرات تجعلنا نصف الوضع بالسيئ جدا مع وجود خطر كبير يهدد حرية الصحافة وحرية التعبير.
النقابة حذرت من تواصل هذه الممارسات
وفق نقيب الصحفيين فإن تصنيف تونس في حرية الصحافة قد تراجع هذه السنة مقارنة بالسنة الفارطة، مشددا على أن النقابة حذرت في عدة مناسبات ومنذ أشهر من تداعيات تواصل هذه السياسة والممارسات على تصنيف تونس، مشيرا إلى أن النقابة انطلقت في تحركاتها الرافضة لمرسوم 54 من التقاضي على المستوى الدولي لإسقاطه وستكون هناك تحركات على مستوى الفضاء الإداري ضدّ هذا المرسوم –سيء الذكر- وفق تعبيره. وبالنسبة إلى شعار وقفة اليوم، أكد الجلاصي أن الشعار سيكون "حرية الصحافة تواجه الخطر الداهم" وبالنسبة للشعار العالمي الذي تبنته كل النقابات الدولية سيكون "حرية الصحافة أساس لكل الحريات".
ويذكر أن تونس قد تراجعت سنة 2022 بـ21 مرتبة في مؤشر حرية الصحافة الذي تعده منظمة «مراسلون بلا حدود» لتكون في المرتبة 94 عالميا من بين 180 دولة ، وقد اعتبر المتدخلون أن هذه المرتبة غير مشرفة، ومهينة لصورة تونس وللمهنة الصحفية بها، وتحمل رسالة خطيرة مفادها خاصة أن الدولة لا تحترم حرية الصحافة والتعبير ولا تقدم أي ضمانات من أجل ذلك. ويفرض هذا التراجع على كل الفاعلين وقفة تقييم لفهم أسبابه.