حدة الخلاف تتزايد بين بكين وواشنطن: أمريكا ترد على مبادرة الصين لحل الأزمة الأوكرانية بصفقة تسليح ضخمة لتايوان

تتراكم الأسباب التي تزيد من حدة الصدام التقليدي بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين سواء على الصعيدين الإقتصادي والسياسي

باعتبارهما قوتين اقتصاديتن تتنافسان منذ عقود على زعامة العالم اقتصاديا ، وأيضا على الصعيد السياسي نظرا لتضارب سياسات الدولتين واختلاف تحالفاتهما في مواجهة المتغيرات الدولية المتسارعة .

كذلك بالإضافة للخلافات التجارية بين البلدين ، فقد زاد الموقف الصيني الداعم لروسيا في حربها ضد أوكرانيا في تكريس الخلاف بين البلدين خاصة بعد إعلان بكين مبادرة سلام لحل الأزمة بين موسكو وكييف ، وهو ماقابله ترحيب أوروبي وتشكيك وتحذير أمريكي.
وأعلن وزير الخارجية الصيني وانغ يي أن بكين مستعدة لتقديم اقتراحها للسلام بشأن أوكرانيا، في إعلان هو الأول من نوعه من قبل الصين منذ اشتعال الأزمة الروسية الأوكرانية.
وقال وانغ يي في كلمة له خلال مؤتمر ميونخ للأمن: "هذه الحرب لا يمكن أن تستمر في الاشتعال.. وحدة أراضي وسيادة جميع الدول سيتم احترامها في اقتراح الصين.. بكين ستواصل العمل من أجل السلام".
وأضاف: "أقترح أن نبدأ في التفكير بهدوء خاصة مع الأصدقاء في أوروبا.. نحن بحاجة إلى التفكير في الجهود التي يمكن بذلها لإنهاء هذه الحرب.. لا يزال العديد من قادة الاتحاد الأوروبي في ميونيخ متشككين في نوايا بكين.. سأذهب إلى موسكو بعد انتهاء الاجتماعات في ميونخ للتحدث مع الروس".

ترحيب أوروبي وتشكيك أمريكي

ردا على دعوة الصين لقيادة جهود السلام بين روسيا وأوكرانيا، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، في تصريحات لها، إن أوروبا بحاجة إلى مزيد من الأدلة على أن الصين لا تعمل مع روسيا، ولكنها في الوقت نفسه أكدت أن أوروبا مطمئنة نسبيا للصين على أنها لا تلعب دورا في هذه الحرب.
ورحبت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، بإعلان الصين ووصفت سعيها لهذا بإنه "إيجابي".من جهتها، شككت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس من ميونيخ في الحياد الذي تبديه الصين، وقالت إن الولايات المتحدة "قلقة من قيام الصين بتعميق علاقاتها مع موسكو منذ بدء الحرب".
ورأت هاريس أن "أي خطوة من الصين تهدف إلى تقديم دعم فتاك إلى روسيا من شأنها فقط مكافأة العدوان ومواصلة عمليات القتل ومزيد من التقويض لنظام قام على أساس القواعد".وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إثر لقائه نظيره الصيني، وانغ يي، إن بكين تنظر في إرسال "أسلحة" إلى روسيا، دعما لهجومها في أوكرانيا.
وصرح بلينكن لشبكة "سي بي إس": "تحدثنا عن الحرب التي تشنها روسيا، وعن قلق نشعر به لكون الصين تنظر في تقديم دعم فتاك إلى روسيا".ولدى سؤاله عن معنى ذلك بشكل ملموس، أجاب وزير الخارجية الأمريكي بالقول: "أسلحة بشكل رئيسي".ويرى مراقبون أن الصدام التقليدي بين البلدين سيأخذ منحة جديد باعتبار أن الولايات المتحدة الأمريكية تضع نفسها موضع المفاوض الرئيسي نيابة عن أوكرانيا والداعم الاكبر لحكومة زيلنسكي في مواجهة التقدم الروسي ، ما يجعل اية تدخل من الجانب الصيني المعروف بدعمه لحكومة بكين ضربا لكل خطط أمريكا في المنطقة .
تايوان.. ورقة ضغط على الصين
ووفق متابعين يبقى ملف تايوان ورقة الضغط الأولى والأهم التي تعتمدها واشنطن للضغط على الصين وكبح جماح تقدمها .
إذ تأتي موافقة الولايات المتحدة الأمريكية أمس على صفقة أسلحة محتملة بقيمة 619 مليون دولار لتايوان، وذلك للمساعدة في تعزيز القدرات الدفاعية للجزيرة.
وقالت وزارة الخارجية التايوانية أمس الخميس إن الاتفاق هو تاسع اتفاق لتزويد تايوان بالأسلحة في عهد الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي يفي بتعهده بتطبيع سياسة بيع معدات عسكرية وخدمات لتايوان.ويشار إلى أن أمريكا ملزمة قانونيا بدعم القدرات الدفاعية لتايوان بموجب معاهدة علاقات تايوان 1979.
وقالت وكالة التعاون الأمني الدفاعي الأمريكي " دسكا" أمس في بيان إن الاتفاق يتضمن صواريخ ومعدات يتم استخدامها مع مقاتلات اف 16-، ويشمل ذلك صواريخ مضادة للإشعاع وصواريخ جو-جو وراجمات صواريخ .وأضافت الوكالة أن الاتفاق من شأنه تحسين أمن تايوان والمساعدة في الحفاظ على الاستقرار السياسي والتوازن العسكري والتقدم في المنطقة.
وأعربت وزارة الدفاع الوطني في تايبيه عن امتنانها للموافقة على صفقة الأسلحة، مضيفة أنه من المتوقع أن يدخل الاتفاق حيز التنفيذ بعد يوم من إخطار الكونغرس الأمريكي.وأضافت أن الاتفاق من شأنه المساعدة في تعزيز قدرات القوات الجوية التايوانية للدفاع عن المجال الجوي للجزيرة في ظل الخروقات المتكررة من جانب القوات الجوية الصينية.

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115