وتعتبر زيارات الوفود العربية ومن بينها زيارة اتحاد البرلمانات العربية الى دمشق، بمثابة مؤشر على فك الحصار عن سوريا وعودتها الى الحاضنة العربية . فهل هناك قرار عربي اتخذ بالفعل بعودة سوريا قريبا الى الجامعة العربية ؟.
فزيارات الوفود ولئن اتخذت طابعا إنسانيا تضامنا مع ضحايا الزلزال ومع الشعب السوري في محنته ، الا انها تخفي في طياتها رسائل عديدة للعالم بأن سوريا جزء لا يتجزأ من النسيج العربي وان عودتها أمر مفروغ منه في سياق تصحيح التصدعات التي حصلت خلال السنوات الماضية .
وقد اكد وزير الخارجية المصري سامح شكري في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المقداد في مقر الخارجية السورية، إنه نقل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الرئيس السوري بشار الأسد رسالة "تضامن ومواساة مع الشعب السوري الشقيق الاستعداد للاستمرار لتقديم الدعم لمواجهة آثار الزلزال".
ورداً على سؤال حول إمكانية عودة العلاقات الثنائية إلى سابق عهدها، أوضح شكري "الهدف من الزيارة في المقام الأول إنساني، لنقل التضامن على مستوى القيادة وعلى مستوى الحكومة وعلى مستوى الشعب المصري إلى الشعب السوري".
في وقت لاحق، شكر الأسد، وفق بيان عن الرئاسة السورية، مصر لما قدّمته "من مساعدات لدعم جهود الحكومة السورية في إغاثة المتضررين من الزلزال".
وأكد أن بلاده "حريصة على العلاقات التي تربطها مع مصر"، معتبراً أنّ "العمل لتحسين العلاقات بين الدول العربية بشكل ثنائي هو الأساس لتحسين الوضع العربي بشكل عام".
وفي ذات السياق ، أكد رئيس مجلس النواب المصري الدكتور حنفي جبالي ، الوقوف إلى جانب سوريا والتضامن معها في مواجهة محنة الزلزال، مشيرا إلى أن سوريا ستعود إلى مكانها الطبيعي في الجامعة العربية والبيت العربي.
ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء عن جبالي قوله ، في تصريح من مطار دمشق الدولي بعد وصوله إلى دمشق إلى جانب رؤساء البرلمانات والوفود المشاركة في مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي المنعقد في بغداد ، " نحن في سوريا العزيزة الشقيقة لدعمها والتضامن معها في مواجهة محنة الزلزال ونقول للشعب السوري، نحن أخوة ونقف إلى جواره في هذه الظروف الصعبة ".
وأضاف أن هذه الزيارة لدعم سوريا قيادة وحكومة وشعباً، لافتاً إلى أن وفوداً برلمانية عربية أخرى ستصل تباعاً إلى دمشق اليوم بعد أن قرر المؤتمر الـ 34 للاتحاد البرلماني العربي الذي انعقد في بغداد تشكيل وفد لزيارة سوريا، تأكيداً على الوقوف إلى جانبها.
ووصل رؤساء برلمانات مصر ولبنان وفلسطين إلى مطار دمشق الدولي قادمين من العراق لدعم الشعب السوري في مواجهة الحصار وكارثة الزلزال .
واعتبر رئيس مجلس الشعب السوري حمودة صباغ في تصريح من مطار دمشق الدولي أن " هذه الزيارة تاتي للتأكيد على أن سوريا قلب العمل العربي المشترك وهي تشكر كل الوفود التي قدمت إلى دمشق".
وقال صباغ: "كانت أجواء مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي في بغداد إيجابية جداً، وركزت على الموقف الموحد لجميع الدول العربية بضرورة عودة سوريا إلى حضنها العربي، حيث تقرر تشكيل وفد عالي المستوى من رؤساء المجالس لزيارتها، تأكيداً على أنها قلب العمل العربي المشترك"، معرباً عن شكر سوريا لكل الوفود التي قدمت إلى دمشق.
كما بادرت بلادنا التونسية لرفع التمثيل الدبلوماسي التونسي في العاصمة السورية ، في خطوة تأتي اثر دعوات شرائح واسعة لعودة العلاقات بين البلدين الى سابق عهدها ، باعتبار ان في هذه الخطوة هي مصلحة مشتركة لمزيد التنسيق في قضايا الارهاب وشبكات التسفير وغيرها ولحل العديد من المعضلات والمسائل التي ظلت عالقة وتهم بالأساس الجالية التونسية في هذا البلد.
يشار الى ان الرئيس السوري بشار الأسد تلقى عديد الاتصالات المتضامنة من قادة وملوك ورؤساء عرب. كذلك، استقبل موفدين أمميين. وهبطت في مطارات بلاده 250 طائرة على الأقل، محمّلة بمساعدات للمناطق المتضررة من بينها ثلاث طائرات مصرية وسفينتان، فهل تكون كارثة الزلزال بداية لفتح صفحة جديدة بين سوريا وعمقها العربي .