الناشط الحقوقي السوداني معز حضرة لـ" المغرب ": النساء والأطفال دفعوا ثمنا باهظا في السودان بسبب حرب الفاشر

تعد الأوضاع في الفاشر في السودان الأكثر مأساوية

في هذا البلد الذي يعيش على وقع حرب أهلية تدور منذ أكثر من عامين بين قوات الدعم السريع والجيش . ويواجه كل من الطرفين اتهامات أممية بارتكاب جرائم وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.
ويؤكد الناشط الحقوقي السوداني معز حضرة في حديثه لـ" المغرب " ان الحرب في الفاشر مثلها مثل الحرب التي حدثت في مدن عديدة ، لكن الفاشر تأتي أهميتها أنها تمثل العاصمة التاريخية لدارفور وهي عاصمة لمملكة قديمة وهي آخر معقل تبقى لم يسقط أمام قوات الدعم السريع . والآن دارفور كلها أصبحت بيد الدعم السريع باعتبار أهم مدينة هي الفاشر وهي العاصمة التاريخية لها ."
أطراف متداخلة
أما عن الأطراف الحالية التي تدعم الصراع أجاب بالقول :" الأطراف كثيرة وعديدة ، هنالك عدد من دول الجوار وهناك دول من خارج الجوار ، دعم تركي إيراني تشادي وغيره وهذا شيء طبيعي باعتبار أنّ السودان دولة مؤثرة في المحيط الإقليمي" . وتابع محدثنا :"السودان أيضا لديه ثروات ومواقع إستراتيجية وممرات مائية في البحر الأحمر ، مما يجعل السودان بلدا يتعرض لطمع الأطراف الخارجية لإيجاد موطئ قدم لها فيه تحمي من خلالها مصالحها مستقبلا".
أكبر أزمة انسانية
أما عن الوضع الإنساني أجاب بالقول :" السودان الآن يعيش أكبر كارثة وأزمة إنسانية في العالم ، وأكبر من أزمة غزة أوكرانيا . أكثر من 25 مليون سوداني مهددين بالمجاعة ، وأكثر من 9 مليون سوداني . وتم تسجيل وفيات بسبب الجوع والمرض".
وفيما يتعلق بالوضع الحقوقي قال :" يشهد الفاشر انتهاكات وجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية مما دفع مجلس حقوق الانسان الى تكوين لجنة لتقضي الحقائق لرصد هذه الجرائم ، لكن للأسف طرفا الحرب لم يسمحا لها بالدخول الى السودان. للأسف من دفع الثمن غاليا في السودان هم المدنيين وأكثر المتأثرين هم النساء والاطفال .. اذ تعرضت النساء الى الاغتصاب والاحتجاز القسري كما تعرض الأطفال للجوع والأمراض وحرموا من التعليم منذ 3 سنوات وهذا يساعد على تفشي الأمية".
وتابع حضرة بالقول :" الوضع اليوم من سيء إلى أسوأ ولا توجد أية بوادر تسوية لأن حقيقة النظام السابق يسيطر على مفاصل الجيش ويمنع التسوية ويمنع الوصول الى سلام . الخطة الرباعية كانت تعتبر مبادرة جيدة وتفاصيلها ممتازة كان من الممكن ان تخلق هدنة انسانية للوصول الى سلام دائم لكن للأسف الشديد الاسلاميون في النظام السابق رفضوا الهدنة ورفضوا الرباعية وحرضوا عليها".
يشار الى ان نحو 260 ألف شخص لا يزالون محاصرين في مدينة الفاشر ولا يستطيعون الفرار. كما أدى النزاع إلى عزل أجزاء من السودان عن العالم الخارجي.
- لا توجد بوادر لإنهاء الأزمة في الفاشر بسبب تعنت أطراف الصراع

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115