Print this page

يومان من الإضراب العام في البنوك والمؤسسات المالية وشركات التأمين: الطبوبي في التجمع العمالي: "الحق في التفاوض واجب وسنتحصل على حقوقنا أحب من أحب وكره من كره "

يتواصل اليوم الثلاثاء 4 نوفمبر الجاري الإضراب العام

الذي ينفذه قطاع البنوك والمؤسسات المالية وشركات التأمين للمطالبة بالزيادات في الأجور وتحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي للعاملين في القطاع، وكان الإضراب قد انطلق أمس الاثنين 3 نوفمبر، استجابةً لدعوة من المجلس القطاعي للبنوك والمؤسسات المالية المنعقد يوم الخميس 16 أكتوبر الماضي، والذي قرر الدخول في إضراب شامل "دفاعًا عن الحق النقابي والحق في التفاوض، ورفضًا للقرارات الأحادية التي تمسّ من استقلالية العمل النقابي والمكاسب المهنية والاجتماعية لأعوان القطاع"، فالجامعة العامة للبنوك والمؤسسات المالية وشركات التأمين التابعة لاتحاد الشغل تتمسك بمواصلة تنفيذ الإضراب إلى حين فتح مفاوضات جدّية والاستجابة لمطالب منظوريها، علما وأن البنك المركزي التونسي كان وجّه مذكرة إلى البنوك، دعا فيها إلى اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لضمان استمرارية الخدمات البنكية الأساسية خلال يومي الإضراب القطاعي.
ووفق الكاتب العام للجامعة العامة للبنوك والمؤسسات المالية والتأمينات أحمد الجزيري فإن الإضراب في يومه الأول كان ناجحا في كل الجهات بنسبة تجاوزت 90%، مشددا على أن كل البنوك مغلقة رغم محاولات التشويه وتصاعد الضغوطات، وقد شهد اليوم الأول من الإضراب إغلاق مقرات أغلب البنوك والمؤسسات المالية أمام الحرفاء، مع توقف شبه تام للخدمات البنكية والتأمينية في مختلف الجهات، باستثناء بعض المرافق الحيوية التي واصلت تقديم خدمات محدودة، وقد تمّ بالتزامن مع اليوم الأول للإضراب تنظيم تجمع عمالي في بطحاء محمد علي شارك فيه عدد كبير من العاملين في القطاع البنكي رافعين شعارات عديدة تلخصت أغلبها في شعار "حق الإضراب والتفاوض واجب".
الطبوبي: " الحقوق تفتك ولا تهدى "
يأتي الإضراب العام القطاعي في قطاع البنوك والمؤسسات المالية وشركات التأمين على خلفية مطالب مهنية تتعلق بالزيادة في الأجور وتحسين ظروف العمل، وقد أفاد الأمين العام للاتحاد نور الدين الطبوبي في كلمة له خلال تجمع القطاع البنكي والمؤسسات المالية وشركات التأمين في بطحاء محمد علي "أنتم أصحاب حق وتواجدكم هو من أجل الكرامة والحقوق الاقتصادية والاجتماعية، نعم الحقوق تفتك ولا تهدى، أنتم أصحاب الأمانة ونحن سنستبسل في الدفاع عن كرامتكم وعلى حقوقكم وعلى مكانتكم رغم التشويهات ورغم الضغوطات إلا أنكم صامدون ومتضامنون يدّ واحدة، كرستم مبدأ من المبادئ الأساسية في العمل النقابي ألا وهي الوحدة الصماء، نعم الاتحاد مستقل، دفع الفاتورة سنة 1965 وفي سنة 1978 وفي سنة 1985 وسنة 2012 واليوم كذلك التضييق على الحق النقابي وضرب الحريات العامة والفردية وإذا ضربت كونوا على وعي أن الحق النقابي سيضرب.." واعتبر الطبوبي أن إدراج الزيادة في الأجور في القطاع البنكي والـ54 اتفاقية مشتركة في الزيادة في الأجور في القطاع العام والوظيفة العمومية غير معقولة فكل قطاع له خصوصيته وله ضوابطه والياته في التفاوض، ليشدد على الحق في التفاوض واجب والحق في الحوار واجب.
رسالة واضحة
وأضاف الطبوبي أن التواجد في بطحاء محمد علي هي رسالة واضحة تكشف عن تمسك بالاتحاد العام التونسي للشغل، قائلا "تواجدكم اليوم في هده الساحة بالذات إلا هو وفاء لدماء الشهداء..اليوم نعيد الكرة ممن جديد، لا تخوين ولا ترهيب ولن تفلحوا إلا بالجلوس على طاولة المفاوضات من خلال حوار جدي ومسؤول وشفاف ويفضي إلى نتائج ملموسة ويعطي الحق إلى أصحابه وأنتم أصحاب الحق...لن يردعنا شيء وسنكون جنودا في الصفوف الأمامية إلى جانب العاملات والعمال من أجل حقوقهم، سنكون جنود في الصفوف الأمامية في الدفاع عن الحريات العامة والفردية وحرية التعبير وحرية الإعلام واستقلالية القضاء وكل ما يخدم تونس من مبادئ أساسية والتي تأسست عليها الحركة النقابية التقدمة الديمقراطية، ولا ضاع حق وراءه طالب وبهذا النضال والزخم والحضور كسرتم حاجز الخوف والرعب، نحن هنا من أجل الكرامة وسنستمر في نضالاتنا من أجل حقوقنا وسنتحصل على حقوقنا أحب من أحب وكره من كره... ونجدد بالصوت العالي دعوتنا الشهيرة من له ملف إدانة الاتحاد فليسارع ويقدمه للقضاء".

وأبرز الطبوبي أن جامعة البنوك قد قطعت أشواطا كبيرة في الوصول في قطاع التأمين إمضاء الاتفاق ليأتوا فيما بعد ويقولون لهم إن قانون المالية لسنة 2026 سيصدر أمر بالزيادة في الأجور وفي القطاع البنكي كانت أيضا الأمور جادة على كتلة الأجور والحسابات التي ستكون عليها هذه القاعدة، وفي القطاع الخاص الذي ليس له أي دخل في مؤسسات الدولة يصبح يسير بالتعليمات، مشيرا إلى أن هذه التعليمات من شأنها أن تخلق التوترات الاجتماعية وتؤثر على المناخات الاجتماعية.
الجزيري: "انقطاع الحوار هو غير المبرر"
من جهته أكد الكاتب أحمد الجزيري الكاتب العام للجامعة العامة للبنوك والمؤسسات المالية والتأمينات في تجمع بطحاء محمد علي أن الجامعة دعت إلى الحوار منذ البداية، لكن "الآذان كانت مسدودة ولم نتلقَّ أي إجابة"، قائلا "طرقنا جميع أبواب الحوار حتى نتلافى هذا الإضراب لكن كانت الآذان مسدودة، لقد صنعتم اليوم تاريخا وقدمتم درسا..سنواصل النضال حتى نأخذ حقوقنا التي سلبت منا ظلما فبعد ما جلسنا على طاولة المفاوضات، فروا ولا ندري لماذا فروا؟ والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم: لماذا انقطع الحوار؟ ويبدو أن المجلس البنكي والمالي هو الذي كان يريد الإضراب حتى أنه أصدر بيانًا دون إمضاء يصف فيه الإضراب بغير المبرر، وأنا أقول له إنّ انقطاع الحوار هو غير المبرر والتاريخ سيبين من كان على حق ومن كان على باطل والتاريخ سيسجل من تسبب في هذا الإضراب وإيقاف عجلة الاقتصاد في البلاد، الإضراب ناجح في كامل الجهات..المسيرة النضالية متواصلة إلى حين الحصول على حقوقنا".
- كاتب عام جامعة البنوك: "طرقنا جميع أبواب الحوار حتى نتلافى هذا الإضراب لكن كانت الآذان مسدودة والمسيرة النضالية متواصلة "

المشاركة في هذا المقال