الأكثر قربا من الشارع، ومن الناس البسيطة، ومن جيل يبحث عن صوت يعكس همومه اليومية. بقد عثر شباب من مختلف الأحياء والجهات في الراب على مساحة للبوح والتعبير بعيدا عن الخطابات الرسمية والمنصات التقليدية. وفي بادرة مفاجئة أعلنت وزارة الشؤون الثقافية في هذه الصائفة عن تنظيم الدورة التأسيسية للمهرجان الدولي للراب في تونس... لكن المهرجان لم ينتظم، والوزارة لم توضح!
كان من المفترض أن تقام الدورة الأولى للمهرجان الدولي للراب في الفترة الممتدة بين 17 و27 أوت 2025 رفي ولاية المنستير على أن ينتظم كل سنة في ولاية. لكن يبدو أنّ قد المهرجان ذهب في خبر كان !
قرارات مرتجلة
قبل أشهر قليلة ، أعلنت وزارة الشؤون الثقافة عن إطلاق مهرجان دولي للراب في تونس. كانت هذه الخطوة وقتها بمثابة اعتراف رسمي أخير بمكانة هذا الفن الذي شقّ طريقه بصعوبة، متحديا التهميش والوصم. وقد استقبل وقتها أهل الراب وجمهوره بارتياح معتبرين أنّ الوقت قد حان من أجل انتقال الراب من الفضاءات الضيّقة إلى مهرجان مؤسساتي يعكس وزنه الحقيقي.
واستعدادا لنسخة أولى تنطلق من المنستير لتنفتح على الجهات في الدورات القادمة، أشرفت وزيرة الشؤون الثقافية أمينة الصرارفي شهر جويلية الفارط، على جلسة تحضيرية أولى خُصّصت لمتابعة الاستعدادات اللوجستية والمالية والفنية لتنظيم الدورة الأولى من مهرجان المهرجان الدولي للراب، وذلك بحضور أعضاء الهيئة الفنية وعدد من إطارات الوزارة.
وفي كلمتها خلال الجلسة، أكدت الوزيرة "أن وزارة الشؤون الثقافية منفتحة على جميع الألوان الموسيقية دون استثناء، باعتبارها تعبّر عن ثراء المشهد الفني التونسي وتنوّعه، مشيرة إلى أن لكل شكل فني مكانته ودوره".
وبدورها استعدت المنستير لاحتضان المهرجان الدولي للراب بقصر الرباط بالمنستير، وقد انعقدت أواخر شهر جويلية 2025 جلسة عمل تحت إشراف الوالي عيسى موسى والي المنستير خصّصت للنظر في الإعداد لهذه التظاهرة بحضور حضور مدير المهرجان وجدي الطرابلسي.
ومن الأسماء التي تم الإعلان لتأثيث سهرات المهرجان الدولي للراب : لافوين، ونوردو، وبلطي، وعلاء، وكازو، وريم-كا... لكن مرّ الموعد المحدد دون أن ينتظم المهرجان، ودون أن توضح وزارة الشؤون الثقافية الأسباب، فلم يصدر لا بيان رسمي، ولا توضيح هل تم تأجيل المهرجان أم تم التراجع والعدول عن الفكرة.
تبدو الأسباب التمويلية أو غياب الدعم الرسمي تعلات مستبعدة في المهرجان الدولي للراب باعتبار أن الوزارة هي الطرف المنظم. وربما تعود الأسباب لعدم وجود تنظيم مهني يليق بحجم الظاهرة خاصة بعد إقدام بعض فناني الراب. على سلوكيات مستهجنة في المهرجانات الصيفية.
لكن في النهاية تبقى النتيجة واحدة: سقوط الوزارة في قرارات مرتجلة، وبقاء الراب في الهامش رغم أنه لم يعد فن الهامش.