معضلة تتجدد مع كل عودة مدرسية تونس تستعد لسنة دراسية جديدة بتحدي مكافحة الانقطاع عن التعليم وتقليص الامية المرتفعة

تستعد المدارس التونسية لفتح أبوابها لسنة دراسية جديدة على

وقع نتائج التعداد العام للسكان والسكنى الذي تضمن رقم صادم للامية في تونس مما يضع السلطات المعنية أمام تحدي استيعاب كل المنقطعين او من لا يلتحقون بالمدارس بالمرة من خلال إجراءات وبرامج تمكن من تخفيض النسبة على المدى القريب.

أظهرت النتائج الأولية للتعداد العام للسكان والسكنى التي أعلن عنها المعهد الوطني للإحصاء في شهر ماي الفارط أن عدد الأميين بلغ 1 مليون و776 الف أي أنّ نسبة الأمية تقدر بـ 17.3 % في سنة 2024 لدى الأفراد الذين يبلغ سنهم 10 سنوات فما فوق وبالرغم من تراجعها حيث بلغت 19.3 % في سنة 2019 إلا أنها تبقى مرتفعة نوعا ما، ظاهرة تستدعي الوقوف على أسبابها ووضع مقاربة متكاملة للتقليص منها في إطار برنامج محو الأمية، علما وأن نسبة الأمية قد بلغت سنة 2004 نسبة 22.9 % وفي سنة 1956 نسبة 84.7 % ، وقد كشفت بيانات المعهد حول تعداد 2024، أن نسبة الأمية المسجلة في أوساط الفئة العمرية من مجموع 10.270.943 نسمة، يمثلون الشريحة العمرية البالغة 10 سنوات فما أكثر.

وتشكو المدرسة التونسية من ارتفاع نسبة الانقطاع المدرسي فقد تضمن المشروع السنوي للقدرة على الأداء لوزارة التربية للعام 2025 بلوغ نسبة 8% معدل الانقطاع المدرسي بالمرحة الإعدادية والتعليم الثانوي مع توقعات ببلوغ معدل 7.6% في العام الحالي.
وأمام حالات الانقطاع عن الدراسة توفر تونس فرصًا للعودة إلى التعليم من خلال برنامج "الفرصة الثانية" الذي يستهدف التلاميذ المنقطعين عن الدراسة. والتي أوكلت لها مهمة الاستقبال والتوجيه
والتأهيل والمرافقة والإحاطة بالأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و18 سنة، والذين انقطعوا عن الدراسة دون الحصول على شهادة مدرسية تختم مرحلة تعليمية أو مؤهل تكوين مهني، وذلك قصد تمكينهم من مواصلة الدراسة بالمؤسسات التربوية أو الالتحاق بمنظومة التكوين المهني أو الإعداد للاندماج بسوق الشغل والحياة العملية.
وللتقليص من نسب الانقطاع، تم الشروع في مراجعة البرامج والمصادقة على الإطار المرجعي للتعلمات. كما يعمل البرنامج على تعميم مكاتب الاصغاء لتحديد التلاميذ المهددين بصفة استباقية وتقديم الدعم اللازم لهم.
انخفضت الامية من نسبة اكثر من 80% بعد الاستقلال الى 17.3% في العام الفارط بعد جهود لمحو الامية حكوميا ومن طرف المجتمع المدني الا انها تعد نسبة عالية في ظل التقدم التكنولوجي والبنى التحتية التي تساعد على التعلم وتسهيل وصول الكل الى التمدرس.
وتونس ضمن منطقة جغرافية تعاني تمية عالية فقد قدر تقرير للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم لعام 2021، بأن هناك 69.4 مليون إنسان ممن هم في الفئة العمرية 15 عاما فما فوق، يعانون من الأمية، وأن المنطقة العربية تستحوذ على نسبة 9% من إجمالي من يعانون الأمية على مستوى العالم. وتقدر الالكسو ان يضاهي عدد الأميين في الوطن العربي المائة مليون شخص بحلول 2030.

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115