وغنّى عنه لطفي بوشناق، وهي مدينة حلق الوادي التي تقف عند خاصرة المتوسط وتفتح ذراعيها للنور وللبحر .. لا يأتي الصيف إلى هذه المدينة بحرّه فقط بل بنسائمه المنعشة في فصل الصيف . وهذه النسمات قد تتجلى في مهرجان اسمه "نسمات المتوسط" والذي ينعش شوارع المدينة وشواطئها ومقاهيها... وسط إصرار على أن يظلّ هذا الحدث الثقافي مجانيا ومفتوحا للجميع، فإنّ ما يطرحه هذا المهرجان في العمق ليس مجرّد برمجة فنية بل تساؤلات عن الفضاء العام: من يملكه؟ من يصنع هويته؟ وهل من الممكن استرجاع الشوارع لصالح الفنّ؟
في ندوة صحفية على متن "مركب برباروس" بحلق الوادي ، كشف أمس الثلاثاء ، الفنان والممثل صلاح مصدق عن تفاصيل الدورة الرابعة من مهرجان "نسمات المتوسط" التي ستنطلق يوم 29 جويلية وتتواصل إلى 13 أوت 2025بدعم من وزارة الشؤون الثقافية والمندوبية الجهوية للشؤون الثقافية وولاية تونس.
محمد الجبالي في الافتتاح و لمياء الرياحي في الاختتام
في إعلان للفرح وللحياة، سيكون الافتتاح مسبوقا بكرنفال صغير يجوب الشارع في محاولة لدمج الفنّ في النسيج الحضري، وتحويل المدينة إلى مسرح مفتوح للفرح والتعبير الجماعي.
من شواطئ حلق الوادي العريقة حيث تلتقي الذاكرة بالتنوّع الثقافي، تنطلق الدورة الرابعة من مهرجان "نسمات المتوسط" لتغمر المدينة بنسيم الفنّ والفرح والحنين. وينطلق المهرجان يوم 29 جويلية برحلة عبر القطار السياحي مع الفنانين عيّاد معاقل و آدم الجبالي، ثم يفتتح رسميا يوم 30 جويلية في فضاء " الباب الإسباني" مع عرض الفنان محمد الجبالي . أما الاختتام فسيكون بصوت الفنانة لمياء الرياحي.
يوم 31 جويلية يُخصّص لـلطفولة مع المسعف الصغير والطائرات الورقية. ومن العروض المبرمجة فيل "صاحبك راجل" وعرض موسيقى البلوز من السنغال وعرض منصف عبلة وعبد اللطيف الغزي وأحمد الماجري وحسان الدوس ... كما يحضر "سيرك باباروني" وفرقة حلب للإنشاد في ليالي مهرجان "نسمات المتوسط" بحلق الوادي.
أكثر من فن وطموح نحو البعد المتوسطي
على امتداد أسبوعين يقدّم مهرجان "نسمات المتوسط" برنامجا متنوعا ومفتوحا للعموم مجانا، في فضاءات تنبض بالحياة مثل شاطئ حلق الوادي الكازينو وساحة النصر والباب الإسباني... هي عروض موسيقية وفرجوية وسينمائية و للأطفال... تلتقي كلها تحت سماء مدينة تنبض بالفن وبالحياة.
في ردّه على سؤال حول العلاقة بين "نسمات المتوسط" ومهرجان حلق الوادي سابقا، أوضح مدير المهرجان صلاح مصدق أنّ "نسمات المتوسط" ليست بديلا بل هي مبادرة مستقلة تولدت عن الحاجة الثقافية، ومن الرغبة في استعادة الفضاء العام للفنّ والمجتمع. وعبّر الفنان صلاح مصدق وهو ابن مدينة حلق الوادي عن حسرته بسبب تغيّر روح المدينة، واندثار الفضاءات الثقافية لصالح الاستهلاك والترفيه التجاري.
في تأكيد على الخصوصية وفلسفة التأسيس، أكد صلاح مصدق أنّ"نسمات المتوسط" ليس مشروعا تجاريا ولا منصة للمشاهير، بل مهرجان للناس ومن الناس يراهن على البساطة والصدق وعلى الفنّ الحيّ الذي يلتقي جمهوره وجها لوجه دون حواجز.
يحلم فريق "نسمات المتوسط" بحلق الوادي بأن تتحوّل هذه التظاهرة في السنوات القادمة إلى موعد متوسطّي حقيقي، يجمع فنانين من ضفاف البحر المتوسط، ويكون منصّة لتلاقي الحضارات في مدينة تعرف كيف تحتضن البحر والحضارات على مر الزمن.