Print this page

توجهات موسكو في القضايا الإقليمية والدولية

فيما يمكن وصفه بتصعيد دبلوماسي وسياسي 

منح ترامب الضوء الأخضر للكونغرس للمضي قدماً في مشروع قانون لفرض عقوبات جديدة على روسيا مع التركيز على صادرات النفط الروسية التي تذهب بشكل رئيسي إلى الهند والصين. وتشمل العقوبات المقترحة تجميد أصول وقيوداً على التعاملات المالية مع مؤسسات روسية كبرى، وفرض رسوم جمركية تصل إلى 500% على واردات الولايات المتحدة من الدول التي تواصل شراء الطاقة الروسية، وتم تعديل مشروع القانون ليمنح الرئيس سُلطة تأجيل أو رفع العقوبات إذا رأى ذلك مناسباً ؛

تجتهد مراكز الفكر في الغرب لتحليل الأسباب التي دفعت ترامب إلى تعديل منهجه في التعامل مع بوتين والتلويح بتدابير عقابية لدفعه إلى طاولة المفاوضات وتقديم تنازلات بشأن أوكرانيا ، وذلك على الرغم من إعلان ترامب -في أكثر من مناسبة - عدم رغبته في التصعيد مع موسكو. وذهبت بعض التقديرات إلى عدم رضى ترامب عن استمرار الحرب وعدم تقديم بوتين أي خطوات ملموسة لوقفها، الأمر الذي دفعَ إدارة ترامب إلى التفكير في إجراءات أكثر صرامة، لاسيما وأن هناك قدر من المتوافق داخل الكونغرس بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي على فرض عقوبات أشد على روسيا. وتتزامن الأصوات المطالبة بتشديد الضغط الاقتصادي على موسكو مع إعلان ترامب موافقته على استئناف إرسال الأسلحة لأوكرانيا. وقد نشر موقع "أكسيوس" في 5 الجاري أن ترامب" قد أبلغ "زيلينسكي" خلال مكالمة هاتفية أنه يريد مساعدة أوكرانيا في الدفاع الجوي بعد تصعيد الهجمات الروسية، ورغم تعليق شحنة أسلحة أمريكية مؤخرًا، أكد "ترامب" أنه سيتحقق من الوضع وأعرب عن رغبته في التعاون لتعزيز الدفاعات الجوية؛

في سياقٍ موازٍ، ركز التحليل الذى نشرته صحيفة نيويورك تايمز نهاية الأسبوع الماضي علي تأكيد تجاهُل «بوتين» لخيبة أمل «ترامب» المُعلَنة فيه، ومُضيِّه قُدمًا في حربه ضد أوكرانيا. وتُرجح الصحيفة أن ذلك قد يكون مدفوعًا بإدراكه أن تفوّق روسيا في ساحة المعركة آخذ في التزايُد، وأن دفاعات أوكرانيا قد تنهار في الأشهر المقبلة. كما يبدو أن نهْج ترامب الودود تجاه «الكرملين»، وانتقاده لزيلينسكي في المكتب البيضاوي، قد أتاحا فرصةً نادرةً لـ"بوتين "، ونظرًا لأن تهديدات «ترامب» بفرض عقوباتٍ على روسيا قد ثبَتَ أنها مجرَّد حججٍ واهية، فمن المتوقَّع أن تتواصل إمكانية عقْد بوتين لصفقةٍ مع ترامب بشأن تخفيف العقوبات، عندما يكون الزعيم الروسي، مستعدًا لإنهاء الحرب؛

هذا، وقد أدلى فلاديمير بوتين، الرئيس الروسي، بتصريحات أمس وجه فيها إنتقادات جديدة للدول الغربية التي عملت على توظيف تداعيات انهيار الاتحاد السوفييتي لتحقيق مزايا جيوسياسية على حساب روسيا، وأنه بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، قرر الغرب "العيش وفقًا للقواعد التي وضعها لنفسه"، متجاهلًا مصالح روسيا ، وأنه عندما انهار الاتحاد السوفييتي، لم يعد هناك نظام شيوعي، لكن الموقف المتعالي تجاه المصالح الاستراتيجية للدولة الروسية بقي قائمًا. كما أكد بوتين في حديثه الصحفي أنه قد أصبح من الجلي لروسيا، أنه لن يتم أخذها بالاعتبار، حتى تعلن نفسها دولة ذات سيادة قادرة على الدفاع عن مستقبلها.

أما عن التحركات الخارجية لموسكو مؤخراً ، فعلى الرغم من الحديث عن التقارب الاستراتيجي بين طهران وموسكو إلا أن الأخيرة لم تقدم الدعم الكافي لإيران فى الحرب ضد إسرائيل ، وذلك على الرغم من الإسناد الاقتصادي - وربما العسكري - الذى تلقته موسكو من جانب ايران في للحرب ضد كييف . وفيما يتعلق بتطوّرات الملف النووي الإيراني أشار موقع "أكسيوس" إلى قيام "بوتين" بحث طهران على قبول اتفاق نووي مع أمريكا على أساس "تخصيب بنسبة صفر" ، وأكد الموقع أن الرئيس " بوتين" يدعم وقف تخصيب إيران لليورانيوم بشكل الكامل ، وأن طهران قد أبلغت موسكو رفضها مناقشة وقف تخصيب اليورانيوم. كما التقى وزير الخارجية الروسي " لافروف " مع نظيره التركي على هامش قمة " بريكس " في البرازيل ، وبحثا عدة ملفات من أهمها مستجدات الشرق الأوسط ، وكذلك التوترات في جنوب القوقاز وتتحسب موسكو لتنامي العلاقات الدفاعية بين تركيا وأذربيجان ، أخذا في الاعتبار أن كل من روسيا وتركيا قد سبق أن عرضا تخزين اليورانيوم الإيراني علي أرضيهما ، تجنباً لسباق نووي أو تجدد المواجهات بين طهران وتل أبيب . كما يقوم " لافروف " حالياً بجولة آسيوية تضم كوريا الشمالية ثم الصين .

المشاركة في هذا المقال