Print this page

للحديث بقية كييف وموسكو ...محادثات نارية على وقع المعارك

تشير آخر الأنباء والتقارير الى تقدم الجيش الروسي بوتيرة أسهر

في أوكرانيا للشهر الثالث على التوالي . اذ سيطرت قوات موسكو على 588 كلم مربع من الأراضي الأوكرانية في جوان، بعد 507 كلم مربع في ماي و379 كلم مربع في افريل و240 كلم مربع في مارس، بعد أن تباطأ التقدم الروسي خلال الشتاء وذلك وفقا لتقرير صادر عن المعهد الأمريكي لدراسات الحرب.
وتركز التقدم الروسي في الشهر الماضي في منطقة دونيتسك التي تشهد أبرز المواجهات بين الروس والأوكرانيين منذ عامين. وتؤكد التقارير سيطرة الجيش الروسي على مساحات واسعة خلال الأشهر الـ 12 الماضية . كما شنت روسيا هجوما جويا غير مسبوق على أوكرانيا منذ بدء الحرب في عام 2022، مستخدمة 477 مسيّرة متفجرة و60 صاروخًا على مناطق أوكرانية عدة، وفقًا لما صرح به مسؤولون أوكرانيون. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية تدمير 15 مسيّرة أوكرانية ، بينها 10 فوق مقاطعة كورسك الحدودية و5 فوق مياه بحر آزوف، باستخدام أنظمة الدفاع الجوي .وتصاعدت الاشتباكات البرية فقد سجل 137 اشتباكًا خلال 24 ساعة، مع تكثيف روسيا هجماتها قرب حدود دونيتسك-دنيبروبيتروفسك، وإعلانها السيطرة على قرى جديدة، بالتزامن مع ارتفاع عدد قواتها قرب "بوكروفسك" إلى 111,000 جندي مقارنة بـ 70,000 في ديسمبر، في حين تمكنت أوكرانيا من استعادة مناطق في شمال "سومي"، مما أوقف التوغلات الروسية هناك.
وفي خضم ذلك أعلن الرئيس الأوكراني توقيع مرسومٍ بالانسحاب من اتفاقية أوتاوا بشأن حظر الألغام المضادة للأفراد، معتبرًا أن روسيا تستغل الموقف بشكل غير عادل، إلا أن موافقة البرلمان لا تزال ضرورية للانسحاب من المعاهدة. وجدد الرئيس الأوكراني مطالبة حلفائه الغربيين، خصوصًا الولايات المتحدة، بتزويد بلاده بأنظمة دفاع جوي متطورة مثل "باتريوت"، بعد الهجمات الروسية الأخيرة .
ويبدو ان محادثات السلام بين موسكو وكييف تسير في طريق مسدود، فقد حمَّل الكرملين كييف وواشنطن مسؤولية تعثر محادثات السلام، مؤكّدًا أن وتيرة المفاوضات تتوقف على موقف أوكرانيا وفاعلية الوساطة الأمريكية، وتطورات ساحة المعركة.
والأكيد أن الكلمة الأخيرة في هذه الحرب المتواصلة هي للأقوى عسكريا ودبلوماسيا واقتصاديا. والفترة القادمة ستكون حبلى بتطورات خاصة في ظل مساعي الجيش الاوكراني – بدعم أوروبي -لتعزيز الأمن وبناء ملاجئ جديدة في مراكز التدريب لحماية الجنود من الضربات الجوية الروسية.
لقد جاءت هذه التطورات الميدانية والتصعيد العسكري بعد فشل جولتين من المفاوضات في إسطنبول بين وفدي روسيا وأوكرانيا.
ويرى البعض ان ترامب سيكون له تأثير على الدفع باتجاه الهدنة، فقد توعد بإنهاء هذه الحرب فور دخوله للبيت الأبيض ، ولوح بإيقاف الدعم الأمريكي لكييف وهاجم إدارة بايدن بسبب سياستها الداعمة لزلينسكي وخياراته وسياساته.
وفيما تنطلق اليوم جولة جديدة من المحادثات بين البلدين في إسطنبول ، يتكثف التصعيد العسكري من كلا الطرفين. فأية مباحثات دبلوماسية وأية اتفاقيات للهدنة المؤقتة او الشاملة لا تُجرى فقط على طاولة المفاوضات بل في ساحات هذا القتال الأعنف والذي عانى العالم مند اندلاعه عام 2022 من تداعياته الكبرى سياسيا وأمنيا واقتصاديا.

المشاركة في هذا المقال