ولا تزال تونس تكتب بطريقتها الخاصة وبنكهتها الخالصة الرواية إيمانا منها بأنّ الرواية ليست فقط مرآة للمجتمع، بل نافذة على العالم. ومن بين 1908 مشاركة، نجحت الرواية التونسية في الوصول إلى القائمة الطويلة لجائزة كتارا للرواية العربية في أكثر من فئة وبأكثر من رواية وعنوان وتجربة في الكتابة والحياة.
أعلنت المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا، عن قائمة الـ 18 لأفضل الأعمال المشاركة في الدورة الحادية عشرة لجائزة كتارا للرواية العربية في فئتي الروايات المنشورة والروايات غير المنشورة، وروايات الفتيان، والرواية التاريخية، والدراسات النقدية، حسب الترتيب الأبجدي. وضمت كل قائمة 18 عنوانا مرشحا فيما تصدرت مصر كل القائمات بتفاوت كبير مع بقية البلدان.
عدد مهم ... وأثر أهم
في فضاء منافسة يحتكم إلى إبداع القلم ويختصم إلى الكلمة، وبين أكثر من 1900 مشاركة في واحدة من أعرق الجوائز الأدبية في العالم العربي، سجلت تونس حضورا لافتا ومشرقا ضمن القائمات الطويلة للدورة الحادية عشرة من جائزة كتارا للرواية العربية لعام 2025.
رغم التنافس الكبير بين الأدباء من مختلف الدول العربية، استطاعت تونس أن تحجز لنفسها مكانا مرموقا في ثلاث فئات أدبية مختلفة ضمن جائزة كتارا للرواية العربية.
في فئة الروايات المنشورة، تنافس تونس بروايتين: "ساعة نوح" لسفيان رجب و"عشاء لثمانية أشخاص" لسمر المزغني.
أما في فئة الروايات غير المنشورة، برز اسم الروائي العجمي بن بوبكر بروايته ا "لآلَه عزيزه.. أم.. سنيورتا موناليزا؟".
وفي فئة روايات الفتيان فقد حضرت تونس بثلاثة أسماء وثلاث روايات: بسمة الحاج يحيى بروايتها "جفران وحورية الماء"، وبسمة الشوالي بروايتها "أبناء النور"، ومحمد مفطوم بروايته "مالومي من الشرفة".
لم تغب الرواية التونسية عن فئة الروايات التاريخية، فقد مثلها الروائي علي الجملي برواية "ديان بيان فو - تاريخ من أهملهم التاريخ".
أدب تونسي يعبر الحدود
لا تخوض الرواية التونسية السباقات الأدبية بكثرة الأسماء بل بفرادة الأصوات. ليست الكتابة عند أغلب الروائيين التونسيين تصنعا أو زيفا بل الحرف عندهم جزء من نسيجهم اليومي، من قلقهم، من عشقهم، من قهوة الصباح، من أرق الليل، من الشارع الذي يعرفونه جيدا.
ما يلفت في المشاركة التونسية هذا العام ليس فقط عدد الأعمال، بل تنوع مواضيعها وجُرأة أطروحاتها. فالرواية التونسية لم تعد حبيسة الهم المحلي، بل تذهب نحو العالم، نحو تخوم الأسئلة الكبرى: الهوية، الحرية، الذاكرة، المستقبل....
والأكيد أن إطلالة الراية التونسية من نافذة "كتارا" سيمنحها أجنحة للتحليق نحو سماء أرحب. وقد أكد الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا، أن دخول جائزة كتارا للرواية العربية عقدها الثاني مع زيادة عدد المشاركات في فئاتها الست دليل على نجاح الجائزة عربيا، كما أن اعتماد أسبوع عالمي للرواية (من 13 الى 20 أكتوبر من كل عام) بمبادرة من كتارا ودعم لا محدود من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) فتح آفاقا أرحب للرواية العربية، واتاح لها فرصة أن يكون لها حضور على المستوى العالمي.
وتبلغ القيمة المالية للجائزة بمختلف فروعها نحو 375 ألف دولار أميركي، إذ يحصل الفائزون الثلاثة في كل قائمة على 30 ألف دولار لكل واحد، باستثناء فئة روايات الفتيان غير المنشورة حيث يُمنح 15 ألف دولار لكل فائز.
ويبقى السؤال المشوق معلقا حتى شهر أوت المقبل:هل ستكافئ كتارا هذا الحضور الأدبي التونسي؟ ومن من فرسان القلم في تونس سيمتطي صهوة الحصان الرابح في ساحة جائزة كتارا؟