التصعيد بين تل أبيب وطهران … تفاعل الرأي العام الدولي وفي كيان الإحتلال

في خضم الأخبار ذات الوتيرة المتسارعة تبذل دولة الاحتلال

من خلال الناطق باسم جيش حربها جهودا لقيادة حرب نفسية لإعادة توجيه الإنطباعات وتغذيتها بروايات زائفة . فدولة الاحتلال وقادتها لا تستطيع العيش دون توتر وتهديدات وعداءات وما إلى ذلك من تبريرات لجذب دعم خارجي وضمان موافقة على الميزانيات الموجهة للإنفاق العسكري، علماً بأن وسائل إعلام أمريكية بدأت تتناول - على استحياء -حالة الإنهاك التي يعاني منها جيش الحرب.

وبينما يترقب الجميع خطط نتنياهو لجر ترامب للحرب ومساعيه لفتح كل الجبهات ، قام رئيس الحكومة الإتفاقية ، برفقة كل من وزير الحرب و رئيس الأركان - بزيارة قاعدة " تل نوف " الجوية ، وخاطب الطيارين قائلاً انتم تفعلون أشياء مذهلة والطريق أصبح ممهداً لتحقيق هدفين القضاء على التهديد النووي والقضاء على التهديد الصاروخي . وأجرى نتنياهو أيضاً مؤتمرا صحفيا لأول مرة منذ إنطلاق المواجهة العسكرية ضد إيران. ورداً على سؤال موجه له حول مدى تراجع البرنامج الإيراني وهل ستنضم واشنطن للهجوم أم تكتفي بالدفاع ، أشار بنبرة - بنيامينية - أن واشنطن تساعد وترامب أيضاً يدعم . وانتقل إلى الحديث عن الهدف من الضربات وبصفة خاصة استئصال البرنامج النووي لإيران ، وأنه قد حذر قبل 40 عاماً من هذا التهديد ، وأن هناك من اعتبر تحذيره مناورة سياسية ولكن الآن اللحظة المناسبة .
دون توضيح المقصود هل هي المنطقة أم مشروعات التكامل الإقليمي التي روح لها لتشجيع مسارات التطبيع !؟
وقد نشر مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية CSIS تقريراً بعنوان " قضايا حاسمة متعلقة بالبرنامج النووي الإيراني " ، بالتركيز على منشأة «فوردو» النووية التي تُعدّ محورية في برنامج إيران النووي، بفضل قدرتها على التخصيب حتى 60% وربما 90%، ويصعب تدميرها دون قنابل أمريكية خارقة خاصة ورغم الغارات الإسرائيلية، لم يُثبت حتى الآن إلحاق ضرر بها. وتطرق إلى إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية مؤخرًا بشأن ما اعتبرته انتهاك إيران لالتزاماتها النووية لأول مرة منذ 2005، مع وجود يورانيوم مخصب بنسبة 83.7%. وترفض إيران التراجع، كما هددت بتطوير منشآت أكثر تحصينًا واستخدام أجهزة طرد مركزي متقدمة، مع احتمال الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي.
يتجسد نجاح الغرب في الترويج لروايات زائفة لعدة سنوات والرغبة في حصد مكاسب من وراء تلك الإدعاءات والحشد ضد إيران . فيما يشير إليه التقرير من شكوك حول السردية الإيرانية بأنها لا تمتلك سلاح نووي، وأنه على الرغم من إمكانية فتح المجال للنقاش حول ما تدعيه إيران إلا أنه من المؤكد - وفقاً لكاتب التقرير - امتلاك طهران المعرفة والقدرات الكافية للتسليح، بما يشمل التخصيب العالي، ونظم الإطلاق، وتقنيات التصنيع. وانسحابها من معاهدة حظر الانتشار سيُعدّ تحولًا صريحًا نحو القنبلة النووية، ما يهدد النظام الدولي.
ولم يترك كاتب التقرير هذه المناسبة ونوه في ختام تقريره بمعارضة روسيا والصين التقارير الصادرة عن الوكالة، وأنهما تعاونا سابقًا في دعم البرنامج النووي الإيراني. وقد تساعدان في إعادة بناء المنشآت الإيرانية بعد الضربات، سياسيًا وتقنيًا. كما أن امتلاكهما حق «الفيتو» يُعقّد أي تحرك دولي ضد إيران، ما يهدد بتحول النزاع إلى مواجهة بين قوى كبرى.
ويلاحظ في سياق قياسات الرأي العام الدولي أن الأيام الماضية قد شهدت إرتفاعاً نسبياً في التعاطف الدولي مع إيران نظراً لأنها لم تبادر بالهجوم ، وكذلك يلاحظ تنامي وتيرة الانتقادات للغرب وواشنطن بإزدواجية المعايير وتبرير ما تقوم به إسرائيل. ومن أبرز الأخبار التي لاقت إنتشاراً وتفاعلاً على وسائل التواصل الاجتماعي ما نشرته "واشنطن بوست" بأن وزير الخارجية الأمريكي أخبر بعض نظرائه، الإثنين الماضي، أن "واشنطن" لم تنو الانضمام لإسرائيل في الهجوم على إيران، مع الإشارة إنه ربما يكون هناك تغييرا ما في موقف واشنطن وأن "ترامب" يفكر في الانضمام لإسرائيل في الهجوم على إيران. وهو ما يعكس مجدداً تناقض المواقف التي يعلن عنها ترامب وإدارته ، ومع ذلك فإن استطلاع رأي أجرته"ذا إيكونوميست" كشف عن معارضة 60% من الأمريكيين لتدخل الجيش الأمريكي في الصراع بين إسرائيل وإيران وأن 56% من الأمريكيين يعتقدون أنه ينبغي لـواشنطن الدخول في مفاوضات مع إيران.

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115